الوصية الأولى: إياكم ثم إياكم أن تفوتكم آخر ليلة من رمضان، ففي تلك الليلة يغدق الله على عباده من الرحمات بقدر ما أعطاهم طوال الشهر، ويعتق فيها من الرقاب بقدر ما أعتق طوال الشهر، ولعل الله عز وجل لم يكن قد كتبك في سجل العتقاء من النار في الشهر بأكمله، وينتظرك أن تطرق بابه في آخر ليلة لتفوز مع الفائزين، فاحرص حرصا شديدا على أن تشغل تلك الليلة كلها بكل دقائقها بالذكر والدعاء والتلاوة والقيام.
الوصية الثانية: كن جوادا كريما، كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكان أجود ما يكون في رمضان، فأري الله منك زهدك في مالك، واستغنائك عنه في سبيل نيل رضاه، وأنفق كل ما تستطيع إنفاقه، فطر الصائمين، وأطعم المساكين، أعط هدية لجارك، صل رحمك، تذكر أقرباءك الفقراء، أغدق عليهم مما أنعم الله عليك من فضله، اشتر أشرطة ورسائل وتصدق بها على مسلم غافل لعله يهتدي على يديك، وسع على أهلك …. وبالجملة أشغل بالك بالنفقة في سبيل الله في هذا الشهر.
الوصية الثالثة: إذا ذكر رمضان كان قرينه القرآن، فعليك باغتنام كل لحظة في تلاوة القرآن، واجعل لك هدفا في أن تختمه كل ثلاث على الأقل، وإن تلاوة عشرة أجزاء من القرآن لا تحتاج سوى خمس ساعات فقط، وربما أقل، فلتكن ساعة بعد صلاة الفجر تجلس في المسجد إلى الشروق وبعدها تصلي ركعتين ولك بذلك أجر حجة وعمرة بالإضافة لثواب القراءة، وساعة بعد العصر، وساعة بين المغرب والعشاء، وساعتين في جوف الليل تتهجد بجزءين في ركعتين طويلتين لعل الله يطلع عليك وأنت على تلك الحال وينظر إليك نظرة رحمة لا تشقى بعدها أبدا، والأمر يسير على من يسره الله عليه، واستعن بالله ولا تعجز.