مشاركون في مؤتمر علماء اليمن..لـ”الثورة”:

التصدي للتدخل الأجنبي ضرورة وطنية ودينية

استطلاع/ جمال الظاهري
ما الذي تغير لنكفر بعضنا ونتنازل عن قيمنا وعزتنا بانتمائنا لشعب جذوره ضاربة في أعماق التاريخ، اعلى من مقامه رب العزة والجلال واثنى على شيمه ومناقبه خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.؟
لقد تمادى الأعداء وأوغلوا في ظلمهم لنا كمسلمين ووصل تماديهم حد التدخل في معتقدنا تشويها وتحريفاً، حتى أنهم وصلوا الى درجة التشويه والتفسير والتوصيف لمناسباتنا الدينية، من خلال تبنيهم وإثارتهم لفكر التكفير والتبديع، والشرك بهدف جعل المسلمين منشغلين بعداواتهم لبعضهم البعض، فيما الاعداء وصنائعهم ينفذون مخططاتهم الشريرة التي تستهدف الانسان والأرض والمعتقد.
لذا كان لزاماً على علماء اليمن أن يدعوا الناس إلى الجهاد من اجل اخراج القوات الغازية من الأراضي اليمنية.
وحدة الصف وجمع الكلمة مطلب من مطالب ربنا ونبينا الكريم، مطلب من مطالب شريعتنا وديننا ومطلب لأمتنا وشعبنا، طالبنا به رب العزة والجلال أما الانقسام والفرقة فعمل من أعمال الجاهلية وضلالة من الضلالات الشيطانية والفكر الأول للاستعمار والقوى الشريرة التي تختبئ في طياته وتسير وراء قوافله.
الثورة التقت بعدد من العلماء الذين حضروا اجتماع علماء اليمن في المركز الثقافي بصنعاء وطرحت عليهم بعض القضايا الآنية التي تتهدد اليمن في وحدته ومستقبله.. نتابع:
الشيخ/ محمد أحمد السقاف – مدير إدارة تعليم القرآن الكريم – محافظة البيضاء تحدث عن الدلالات أو الرسائل التي يمكن أن يعول عليها من مثل هذه المؤتمرات بالقول: إن اجتماع علماء اليمن  ليدل دلالة واضحة على عمق ما يتحلون به من مسؤولية وعلى احساسهم بعظمة الحدث والأزمة والمحنة التي تعيشها بلادنا, وعلى إدراكهم لأهمية المساهمة في البحث عن السبل الكفيلة بإخراج اليمن من هذه الأزمة, وعلى إدراكهم لأهمية جمع كلمتهم ووجوب دعوتهم لقتال المحتل الكافر الذي جاء إلى عقر دارنا غازياً لأرضنا بعد أن نشر وأثار بيننا الفتن الطائفية والمذهبية التي من شأنها اثارة الصراعات والنزاعات بين أبناء الدين والأمة الواحدة وأبناء القبلة الوحدة.
– لقد تمادى الأعداء وأوغلوا في ظلمهم لنا كمسلمين ووصل تماديهم حد التدخل في معتقدنا تشويها وتحريفاً، حتى أنهم وصلوا الى درجة التشويه والتفسير والتوصيف لمناسباتنا الدينية، من خلال تبنيهم وإثارتهم لفكر التكفير والتبديع، والتشريك بهدف جعل المسلمين منشغلين بعداواتهم لبعضهم البعض، فيما هو وصنائعه ينفذون مخططاتهم ومؤامراتهم الهادفة إلى احتواء منطقتنا العربية بغية السيطرة عليها ونهب ثرواتنا، ومن أجل أن يؤمنوا المجال لربيبتهم إسرائيل.
وعن المؤامرة على اليمن.. يفسر الاهتمام بها من قبل الأعداء بالقول: لأنهم يقرأون التاريخ ويدركون أنه ومن ها هنا من أرض اليمن سيكون التنفيس عن الكثير من الشعوب المقهورة لأن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم قال: إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن، ولذلك يريد العدو والمحتل ان يفتت وحدتنا ويحتل ارضنا بعد أن فشلت ادواته ووسائله الرخيصة التي استعملها طوال عام ونيف من الزمن، بعد أن فشلت كل تلك المخططات جاء بنفسه وبقضه وقضيضه وحديده وناره من أجل أن ينفذ مؤامراته البشعة لاحتلال ارضنا بداية بالمحافظات الجنوبية.
– ويضيف: وهنا ومن هذا المنطلق فإنني أوجه النداء لإخواننا في المحافظات الجنوبية وأقول نحن وإياكم إخوان يجمعنا دين واحد ولغة واحدة وأرض واحدة وقبلة واحدة، وإن مسئوليتكم ومسئوليتنا تجاه هذا الأمر كبيرة تحتم علينا التصدي لهذ العدوان السافر الذي يستهدف أمتنا وكياننا وشخصيتنا كي نعيش بلا هوية وبلا شخصية وبلا منهج وبلا دين نسأل الله أن يوفقنا للخير والصلاح.
ما طال أبناء المحافظات الشمالية الذين استقروا في المحافظات الجنوبية وما تعرض له العاملون من طالبي الرزق في تلك المحافظات في الفترة الأخيرة من قبل سلطات تلك المحافظات من عمليات الترحيل وبتلك الصورة.. يعلق عليه الشيخ محمد أحمد السقاف بالقول: عملية التهجير التي يقوم بها بعض ضعاف النفوس المشدودين إلى الماضي وإلى فكر الانقسام والتفرق وأيام التشطير هؤلاء يريدون أن يعيدوا أنفسهم من جديد ويريدون أن يفرضوا فكرهم ونزعاتهم الأنانية والعدوانية التي طغت على قلوبهم وعقولهم على الناس عبر هذه الاعمال غير السوية, فيما الدين الإسلامي يحرم تلك الاعمال ويحرم اذية المسلم لأخيه المسلم, فكيف اذا كان اخاه وجاره, كيف اذا كان قريبه ومن أهل بلده؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم ادناهم), وقال صلى الله عليه وسلم: (من آذى مسلماً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله) وأي أذى وأي اعتداء وأي جريمة أكبر من اخراج الانسان من مسكنه ومن بيته وتهجيره أي أذى اكبر من ذلك (( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا57/33وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا )).
وعن أهمية توحيد الصفوف ومواجهة دعاة الفرقة والانقسام في هكذا ظروف يبين الشيخ السقاف بالقول: وحدة الصف وجمع الكلمة مطلب من مطالب ربنا ونبينا الكريم, مطلب من مطالب شريعتنا وديننا ومطلب لأمتنا وشعبنا, طالبنا به رب العزة والجلال أما الانقسام والفرقة فعمل من أعمال الجاهلية وضلالة من الضلالات الشيطانية والفكر الأول للاستعمار والقوى الشريرة التي تختبئ في طياته وتسير وراء قوافله وبسبب ذلك سقط كثير من الناس عن مستوى عالميتهم وعالمية دعواتهم وعالمية رسالتهم وعالمية شريعتهم التي جاءت لتغيير ملامح ومظاهر الفساد والانحراف في العالم كله, وما انقسمت أمة واختلفت وتباينت وتباغضت فيما بينها إلا كان الفشل والخذلان حليفها وما اجتمعت أمة وتحابت وتألفت إلا كان النصر حليفها يقول عز من قائل ((  وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) ((  وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) (( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ )) ويقول نبينا الكريم (مثل المؤمنين في توادهم  وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) فما بال الجسد الواحد اليوم صار أجسادا وبال الجسد الواحد اليوم صار ذبيحة بيد الجزار يقطعها واحدة تلو الأخرى, وأبناء الجسد الواحد في حيرة من أمرهم وضعف من حالهم, وما بال الجسد الواحد اليوم صار معلولا مشلولا قعيداً لا يستطيع الحركة ولا النهوض ولا القيام بواجباته ومسئولياته, فمن يعيد للجسد الواحد صحته وعافيته ليقوم بمهمته وواجباته تجاه وطنه وأبناء أمته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
ويوجه الشيخ السقاف نصائحه للسياسين الذين يأتمرون اليوم ويستمدون قوتهم من الرياض أو من الأمريكان بالقول: ننصح هؤلاء بأن لا تغرهم المظاهر الخداعة ومظاهر لدنيا الفانية فإن مظاهر الدنيا كلها إلى زوال وسيسألون عن أيمانهم وأماناتهم، والوطن امانة في عنق كل مواطن، وحب الاوطان من الأيمان كما ورد في الأثر.
لقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع الأمثال في حب الأوطان حين أخرجه المشركون من مكة، وقف والتفت ناظراً إلى مكة وعيناه تذرفان الدمع وقال: والله يا مكة لأنت أحب بلاد الله إليَّ ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت .
ويتجسد حب الأوطان في الدفاع والذود عن حريتها وكرامتها واستقلالها, حب الأوطان يتمثل في دحض الشائعات التي تضر ولا تنفع تفسد ولا تصلح تدمر ولا تعمر تهدم ولا تبني, حب الأوطان يتمثل في ان نحرص على أن نعطيها أكثر مما نأخذ منها, (ومن كان غذاؤه من فأسه كان قراره من رأسه), ينبغي أن تتذكر أن هذا الوطن يضم أباك وأخاك ويضم جيرانك واقاربك وأصحابك, فكيف لك أن تخونه لأن الخيانة في النار والعياذ بالله, وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا لبابة لاستطلاع أخبار بني قريضة وحين احكم المسلمون عليهم الحصار نزلوا عند حكم سعد بن معاذ فأخذوا يستشيرون أبا لبابة عما سيكون مصيرهم فأشار إلى عنقه أي أنه سيكون عاقبتهم الذبح فقال والله ما رفعت قدمي إلا وقد علمت أني قد خنت الله ورسول فربط نفسه في المسجد ولم يخرج منه إلا بعد أن نزلت توبته.
– وعن الوطن وعظم الأمانة وجزاء الخيانة  قال الشيخ السقاف مستشهداً ببعض الآيات والأحاديث النبوية : الله تعالى يقول: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ 27/8وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ” وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الخيانة في قوله اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجع وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئسة البطانة، وقال: (لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له) هذا الذي يبيع نفسه ويبيع وطنه ماذا نتوقع منه؟ أي خير يرجى من هذا الشخص الذي يبيع وطنه بثمن بخس ويخون الأمانة التي في عنقه التي من المفروض أن يحافظ عليها وأن يصونها وأن يعمل بكل ما في سعه للدفاع عن تربتها وحياضها.
ماهي رسالتكم  إلى كل أبناء اليمن ؟
رسالة لا بد أن نوجهها إلى كل أبناء اليمن بأن يكونوا على قلب رجل واحد وأن يكونوا يدا واحدة لمكافحة ومقاومة هذا العدو الكافر ومقاومة نزعات الشر والتصدي لهم ما يثير الفرقة والفتن والاختلاف بين أبناء الأمة الواحدة وأن يقاوموا نزعات إبليس الهادفة إلى إثارة الفتن وإذكاء نار الحقد والكراهية، “إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ”.
بيان متوازن
العلامة عبدالخالق حسين الشامي  عضو رابطة علماء اليمن تحدث عن سبب دعوة رابطة علماء اليمن لهذا الاجتماع الذي حضره المئات من علماء اليمن من كافة التيارات والمذاهب والمحافظات اليمنية:  الحمد لله الذي جمعنا على كلمة سواء, اجتمعنا في هذا اللقاء التشاوري العلمائي من اجل توحيد الصف – ونحن متحدون والحمد لله- ولا سيما بعد العدوان الذي كان من نتائجه أنه عزز وحدتنا, وكما يقال: رب ضارة نافعة فمن حيث أراد العدو أن يلحق بأبناء اليمن الضرر عبر التفرقة واستخدام عناوين تدعو للفرقة, ولكن بحكمة أبناء اليمن وبوعيهم تحول الامر بعد العدوان إلى عكس ما أراد العدو فازداد أبناء اليمن تلاحما واتحاداً مجسدين ما وصفهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان وقال ايضاً داعيا ربه: اللهم بارك لنا في يمننا وشامنا, والحمد لله.
وفيما يخص تقييمه للبيان الذي خرج به للمؤتمر وأهمية الانعقاد في هذه الأيام قال الشامي: الحمد لله الذي جمعنا هنا اليوم لكي نعطي الناس إرشادات ونتحدث اليهم ونشرح لهم ما يجب عليهم وعلينا، فعلينا كعلماء في الرابطة واجب العمل على شد أواصر المحبة والتسامح والاعلاء من قيمة الحوار فيما بيننا .. بل يجب أن نتعاون، ولا يصح ان نترك إخواننا تحت رحمة المعتدي وعرضة لإملاءات قرن الشيطان الذين يجلدهم وهم في احضانه، وهنا أتذكر أنه كان لي حديث مع بعض الاخوان المتواجدين الآن في المملكة بعد مباشرة العدوان السافر على اليمن بثلاثة أشهر بدون وجه حق أو مبرر على بلد مسلم وجار لهم بلد شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإيمان والفضل، وحينها كنا جميعاً مسلمين، ويأتي هؤلاء اليوم ليقولوا عنا مجوس! يا سبحان الله.
– وعن جماعة الرياض من رجال الدين قال: يؤسفني أن بعض الاخوان الذين كنا وأياهم نبكي سوية على حال المسلمين وما وصلوا اليه من هوان حين كنا نلتقي في المساجد ونناقش حال المسلمين، ونقارنها بحالهم اليوم، والآن (يصيحون) من أين؟ من المملكة (مملكة قرن الشيطان)، ويطالبونها بمواصلة العدوان والأذية لنا، فحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله على الاجر، -يثبت الله الذين أمنوا ويمحصهم، هذا ابتلاء وتمحيص، وللجنة ثمن وهذا ثمن الجنة التي وعدنا الله ورسوله.
– ويضيف عضو رابطة علماء اليمن قائلاً: ادعو الجميع الى مطالعة ما خرج به علماء اليمن وقراءة البيان الختامي الذي خرجوا به وكيف أنهم حريصون على الخروج بما يلبي حاجة الأمة بما فيهم أولئك المتواجدون في الرياض .. بيان متوازن يدعو إلى الحوار الذي نعتبره واجباً وضرورة لحل المشاكل والتقريب بين الناس.
– وختم بقوله: نسأل من الله الهداية لإخواننا المتواجدين في السعودية وللسعودية أيضا وندعوهم أيضا بأن لا يكونوا هم قرن الشيطان، وندعو للجرحى والأسرى بأن يفك الله اسرهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، والله يكتب أجركم وأجرنا.
الحصار وسيلة للاستعلاء
الحصار إحدى وسائل الإجبار والإكراه، استخدمت قديماً ولا زالت تستخدم اليوم كوسيلة يلجأ إليها من فشل في هزيمة خصمه بغية كسر إرادته، وهي أيضا علامة تدل على حالة ذهنية لدى من يلجأ إليها للتدليل على ما يشعر به من الاستقواء، والاستعلاء، وله أشكال وأنواع وأدوات ووسائل متعددة” الموقف الشرعي والأخلاقي منه” محور المشاركة التي اختارها الشيخ/ محمد  مقبول الاهدل -عضو علماء اليمن الذي قال: الحصار ظلم تتعامل به دائما الأمة التي ترى نفسها قوية مع الأمة التي ترى أنها أضعف منها، وهو نوع من التعذيب، والقصد منه اضعاف المقدرات إضعاف الكيان اضعاف الإنسان في جميع حياته الأمنية، والاقتصادية حتى النفسية.
وبالعودة ومراجعة التاريخ الإسلامي وما ارتبط به من ممارسات في التاريخ العربي نجد أن أول جريمة يقوم بها المشركون هي حصار النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع بني هاشم في منطقة يقال لها الشعب حتى كاد أن يدركهم الهلاك، وكانوا يأكلون أوراق الشجر من الجوع، ومن ثم فرج الله تعالى عنهم.
والثابت أنه أيما شعب مسلم يستخدم الحصار ضد شعب أخرى يجمعهما قاسم مشترك في الدين الإسلامي تعتبر امة ظالمة وينبغي على جميع العلماء والمسلمين أن يقفوا أمام هؤلاء الذين يشتركون في حصار الشعب اليمني ويبينون لهم ولشعوبهم بأنهم ارتكبوا ولا زالوا ظلما عظيما في حق هذه الأمة المحاصرة.
وما نشاهده في هذا الشعب المنكوب الشعب اليمني القوي بإرادته والقوي بأفراد شعبه وبعلمائه وبلحمته الاجتماعية المترابطة العظيمة، من قوة وجلد وما يبديه من عزيمة رغم ما يعانيه الآن من الحصار الذي ضرب عليه من بعض اخوانه المسلمين بتسويل من الشيطان وبتسويل من أعداء الدين، عن طريق الحصار الشامل لكل المنافذ التي يأتي منها التمويل برية وبحرية وجوية جريمة وظلم والدين الإسلامي ينهانا عن الظلم ويحرمه على نفسه وعلى عباده.
الحصار وسيلة استعمارية
ويتابع قائلاً: ينبغي أن يفك الحصار وأن نعمل جميعاً من اجل إزالة الظلم لأن من يقر ظالما على ظلمه فهو ظالم, وهذا مبدئ إسلامي يعلمه الجميع, إن اقرار الظالم على ظلمه ظلم والراضي بالظلم ظالم وينبغي لكل مسلم حر غيور أن يقف أمام هذا الظلم الممارس على الشعب اليمني عن طريق الحصار المضروب عليه, يجب أن يقف ضد هذا الصلف بكل الوسائل المتاحة – عبر التنديد به والإنكار له, وتعرية اكذوبة من يقولون أنهم وعبر هذه الضغوط يساعدون أبناء اليمن ويبين أن الحصار وسيلة استعمارية شيطانية اجنبية, يراد من ورائها إضعاف مقدرات الصمود واستمرارية الحياة وإضعاف الكيان اليمني في جميع أوجه الحياة, وإيصال الناس إلى مرحلة حرجة من الحاجة ما يعني اجبارهم على مد أيديهم إلى الغير.
ويستطرد الشيخ الأهدل: من أهداف الحصار إخضاع الشعب اليمني وأملاء شروطهم عليه عن طريق حصاره في قوته ونشاطه الإنتاجي سعياً لإرجاعه إلى بيت الطاعة، وتحويلهم من سادة يعمل لهم ألف حساب إلى طالبي معونة مفتتي القوى ضعاف في تماسكهم الاجتماعي وفي لحمتهم الوطنية تضرب بهم الرياح شمالا وجنوبا وشرقاً وغربا.
ومضى الشيخ الاهدل يقول: فشلوا في ما مضى وسيفشلون إن شاء الله في ما هو آت ونحمد الله تعالى على قوة ايمان الشعب اليمني المسلم المؤمن المترابط بقيمه وإرثه الاخلاقي المتمسك بلحمته الاجتماعية والمسنود بعلمائه وبإيمانه بوحدته المجتمعية والجغرافية والأمنية، ونقول إن هذا العمل ظلم بملء أفوهنا ولا ينبغي لمسلم أن يسكت عن هذا الظلم لإن السكوت عن الظلم ظلم، ونسأل الله تعالى أن يرفع عن هذا الشعب المنكوب هذا الحصار الظالم الذي لا نرتضيه.
راجعوا أنفسكم
ويختم: نظرة الإسلام واضحة وقد بينا أن الرضى بالظلم ظلم والذين يدعون بالظلم هم في الحقيقة ظالمون لأنفسهم أولاً ولإخوانهم ثانياً فينبغي للمسلم أن يكون عاقلا وأن يتساير مع نصوص الشريعة الإسلامية التي تحرم الظلم بكل أشكاله وأنواعه، فنقول لهؤلاء الذين يدعون إلى الحصار مثلا أو يرضون به راجعوا أنفسكم فأنتم على شفى جرف هار وعلى منعطف خطير لأنكم تخدمون مآربكم الشخصية وتتجاهلون نصوص دينكم الإسلامي الحنيف الذي لا يقر الظلم ولا يقر من يرتضي بالظلم أو يدعو إليه.
تصوير/ فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا