محمد النظاري
غداً الأحد تحل علينا ذكرى غالية على نفوسنا، وكلما حلت علينا الذكرى العطرة لإعادة تحقيق وحدة الوطن في 22 مايو 1990م، نفتخر أننا كرياضيين صناع الوحدة، فقبل ذلك التاريخ بسنوات، كانت الرياضة هي بوابة الالتقاء.
خارطة الوطن كانت مجزأة بفعل التشطير، إلا أن الفرق الرياضية في مطلع الثمانينيات، استطاعت كسر هذا الحاجز، من خلال انتقالها بين مدينتي صنعاء وعدن، وهيأت الأرضية التي عليها سار السياسيون لإنجاز الوحدة.
اليوم كذلك ما زالت الرياضة هي من تجسد المعاني الحقيقية للوحدة، فكل منتخباتنا الوطنية لاعبوها يمثلون نسيجاً رائعاً من كل المحافظات، وهم من يرددون في افتتاح مسابقاتهم رددي أيتها الدنيا نشيدي.
نعم الوطن يعيش في محنة كبيرة، نسأل الله أن يكشفها عنه، وقد ترتب عليها أفعال تحز في النفوس، خاصة ما نسمعه من طرد بعض أبناء المحافظات الشمالية من مدينة عدن.. إلا أن استمرار التقاء أبناء الوطن الواحد تحت مظلة الرياضة التي تمثل الجمهورية اليمنية، فيه من الخير، ما لم نعد نراه إلا في القطاع الشبابي والرياضي.
نريد من الساسة والعسكريين أن يتعلموا روح الوحدة الحقيقية من صناعها الفعليين، فلا عيب في اعترافهم أن روح الوحدة التي يطلبها جميع اليمنيين متجذرة في الرياضيين.
الوحدة لم تفسد، وإنما الذي فسد هو طغيان المصالح الشخصية للبعض على مصلحة الأمة، ولكون الرياضيين لا مصالح شخصية لديهم، وهمهم الكبير تمثيل وطنهم بصف واحد، فهل يرتص البقية حول العلم الوطني، ويقتدون بالرياضيين.
ونحن نحتفل بالعيد 26 للوحدة المباركة، نبتهل إلى العلي القدير أن يحقن دماء اليمنيين، وأن يبدل خوفهم أمناً.. اللهم من أراد اليمن بعدوان أو تقتيل أو تشريد أو بضائقة اقتصادية، فاشغله بنفسه، واجعل تدبيره في تدميره.. ومن أراد باليمن خيراً فوفقه يا أرحم الرحمين.. اللهم آمين.