ن ………والقلم…أنا جائع !!
عبد الرحمن بجاش
اتفق مع صديقي الأستاذ النموذج عبدالله النويرة فيما كتبه أمس الأول تعليقا على : (للمرة الألف !! أين المثقف ؟؟) : (خلال نصف قرن تم تدجين كل المواطنين ومن ضمنهم المثقفين ووصل الأمر بالناس إلى البحث عن لقمة العيش فقط لأنهم عرفوا كيف يجعلوننا نلهث خلفها والتي أصبحت عزيزة على المثقف قبل غيره …الشارع الذي بحثت عنه أمس ولم تجده تائه يلهث بعد لقمة عيش تسد رمقه , ورمق أسرته المطحونة …بعد 2011م لا صوت يعلو على صوت الرغيف …لست ممن يؤمنون بان الجوع يولد الإبداع …الجوع يولد الخضوع والاستكانة والذل , ورحم الله الامام علي ابن أبي طالب عندما قال : لو كان الفقر رجلا لقتلته , وقال : استغرب للجائع لماذا لا يخرج ليقطع الطريق ) .
اتفق مع صاحبي على ما قاله , واذكره أنهم قالوا أيضا أن :(المعاناة تولد الإبداع ) , لكن يبدو أننا قلبنا المعادلة , فقد زادت المعاناة على الحد المتعارف عليه دوليا !!! , لنتجاوز كل الخطوط ونصل إلى الحديدة , يبدو أن الحَدِيْدَة وليست الحُدَيدة لم تعد حتى موجودة تحجزنا عن السقوط إلى الهاوية .
الآن الجوع يضرب اطنابه في كل الانحاء , بينما يدور جدل عقيم في الكويت حول الحكاية العقيمة إياها (البيضة أم الدجاجة ) !! , مما يفاقم الوضع إلى درجة الانهيار الذي يبدو أن الريال أول علائمة , ما يحتم السؤال لمن عنده الجواب : كيف ؟ وما المخرج ؟ , والسؤال يستنسخ نفسه إلى ما يتعلق بالمستقبل الذي نسال , من نسال !!! المثقف غائب!! , صاحب القرار غائب !!, الدولة ؟؟ هنا السؤال , فحين يقال (استعادة الدولة ) إلا نصرخ ليل نهار أن الدولة من الأصل لم يكن لها وجود حتى نقول باستعادتها !!! , إذا فالصحيح بناء دوله , كيف ؟ ومتى ؟ وبمن ؟ هنا الأسئلة الصعبة والقاسية , لأن الجميع أنكر الجميع , ومخرجات الحوار الوطني كل أصبح يدعي انه الأب الشرعي لها !!.
الآن مرة أخرى وبمنتهى الأمانة فالجوع يدق أبواب الناس , ولا يفرق بين باب غني ولا فقير , الفاسدين أنا لا أتحدث عنهم , فهؤلاء ليسوا في هذا الكون ولا علاقة لهم به , ولا يتأثرون بكل الأزمات , أنا أتحدث عن الغني من الحلال , والفقير الشريف الذي يخجل أن يمد يده , أما الموظف فقد اندثر من زمان !! , لم يعد له إلا بعض اثر في كشف واحد هو الراتب , والراتب فقط , فكيف سيعيش أمام ارتفاع الدولار بسرعة الصاروخ , يقابله صمت وكان ما يحدث ليس هنا بل في كوكب آخر!! , أقول لمن يريد أن يسمع أن الجوع كافر, ولن يتحمل الجائع أن يرى من يشخطون الشارع غير آبهين بمن هم جياع.
وأمام الجوع فيتساوى المثقف بمن لا يفك الخط , اكرر…. فالجوع يضرب ضربته, فماذا انتم فاعلون ؟ اللهم أني بلغت , اللهم فاشهد .