الحرية الأمريكية تصل اليمن!!

حسن حمود شرف الدين

ماذا يعني التواجد الأجنبي في اليمن، ماذا يعني التواجد الأمريكي في اليمن؟.. هذا يعني أنه آن الأوان لنبذ الخلافات، وتوحيد الصف ضد أمريكا وعميلتها السعودية، التي جعلت من نفسها عدوا مباشرا للشعب اليمني، من لا شيء، لم يكن هناك أي عداء بين الشعب اليمني والشعب الحجازي.. حتى بدا لنا قرن الشيطان المتمثل في النظام السعودي عدوا غاشما ظالما حاقدا ناسفا لكل المبادئ الإسلامية والأخلاقية والإنسانية.
لم يكتف النظام السعودي بتبني الخطة الأمريكية الإسرائيلية في احتلال البلدان العربية والإسلامية حتى حول مجموعة من الأنظمة الخليجية والعربية والإسلامية إلى كلاب مسعورة تميل حيثما يميل.. فقد مالت السياسة الأمريكية الصهيونية تجاه أفغانستان، فمالوا معه وأيدوه.. ومالت أيضا تجاه العراق، فمالوا معه وأيدوه.. ومالت تجاه لبنان وسوريا.. فمالوا معه وأيدوه.
شنت طائرات قوات تحالف العدوان عدوانها وضرباتها على الشعب اليمني منذ فجر الـ26 من مارس 2015م ولا زالت حتى اليوم تشن غاراتها مستهدفة النساء والأطفال والبنية التحتية، دون أي مسوغ شرعي أو قانوني أو إنساني.. ناسفة بالعلاقات اليمنية-الخليجية، أو اليمنية-العربية أو اليمنية-الإسلامية عرض الحائط.. تناست أننا أمة واحدة، شريعتنا مستمدة من الشريعة الإسلامية، لغتنا مستمدة من اللغة العربية، هويتنا مستمدة من المنطقة العربية.. فشنت هذا العدوان لأجل أمة متفرقة في الدين واللغة والهوية، من أجل أمة توحدت لضرب الأمة الإسلامية وجعلها شعوبا متفرقة، وشعوبا متقاتلة ومتناحرة فيما بينها.
توحدوا لحصار العراق منذ التسعينات حتى انهارت اقتصاديا وعسكريا، فدخلت أمريكا العراق وأمامها ثروات الشعب العراقي على طبق من ذهب.. وهي الآن تفعل فعلتها في اليمن، ظنا منها أنها ستدخلها على طبق من ذهب.
تمكنت أمريكا بمساندة أمراء الخليج وملك السعودية من دخول الجنوب.. يقابله ضعف في الوعي لدى البعض من أبناء المحافظات الجنوبية لخطورة المشروع الأمريكي المتمثل في احتلال البلدان العربية ونهب ثرواتها.. لكن الأحداث والجرائم التي ترتكب في الجنوب كالتفجيرات والعمليات الانتحارية والاغتيالات التي تطال القيادات الأمنية في عدن وغيرها من الأفعال كطرد أبناء المناطق الشمالية من المناطق الجنوبية كما حدث في عدن.. هذه التصرفات كفيلة بأن تجعل الشارع الجنوبي يعيد التفكير ويوجه بوصلة العداء للعدو الحقيقي المتمثل في أمريكا وإسرائيل وعميلها النظام السعودي.. فمنذ بدء ما أسموها “عاصفة الحزم” ومسلسل الجرائم والانتهاكات لم تنته سواء تلك الجرائم التي ترتكبها طائرات العدوان أو التي ترتكبها مليشيا الإرهاب ما تسمى “داعش، والقاعدة” أو تلك الجرائم التي ترتكبها مليشيا الإجرام بدعم ورعاية مباشرة من النظام السعودي.
هذه الجرائم التي تطال إخواننا في مختلف مناطق الجمهورية تحتم علينا الوقوف صفا واحدا ضد المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة.. وعلينا أن نعيد التفكير وتوجيه العداء تجاه العدو الحقيقي.. فعدونا معروف بقتله أبناءنا ونساءنا وإخواننا، كما أنه معروف بدعمه لعناصر الإرهاب والمليشيا الإجرامية.
إن أعداءنا الرئيسيين هم أمريكا وإسرائيل.. إنهما الآن يدنسان أرضنا، يستهدفان إخواننا، ينهبان ثرواتنا.. لماذا هذا التغاضي، لماذا هذا التغافل؟.. افتح عينيك وانتبه قبل فوات الأوان.. يمكننا أن ندحر أعداءنا إذا ما توحدنا، يمكننا دحر أعدائنا إذا ما كانت كلمتنا واحدة، وضربتنا واحدة.. إن عدونا يستخدم عملاء ومأجورين من أنفسنا لنقاتل أنفسنا ونقتل أنفسنا.. وبالتالي هو المستفيد الوحيد من صراعاتنا وخلافاتنا.. فهو اليوم ينزل قواته ومدرعاته وطائراته الحربية على الأراضي اليمنية لتثبيت وجوده، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وكأننا لا نستطيع أن نواجهه، فقد واجهه الجيش واللجان الشعبية قبل عام، واجهه قبل بدء العدوان، لكن تدخل النظام الأمريكي واللوبي الصهيوني ودفعهما بالنظام السعودي للدخول في حرب هو خاسرها لا محالة حال دون استئصال نبتة النظام السعودي الفاسدة المتمثلة في “القاعدة وداعش” في الجنوب.

قد يعجبك ايضا