هل من عاقل يعول على الحلول الترقيعية لمؤتمر الكويت اليمني !؟”
هشام الهبيشان
في وقت مازالت فيه تطورات ما يجري بالكويت موضع غموض حول نتائج الحوار بين الأطراف اليمنية ،عادت الأحاديث والتحليلات والتصريحات تتحدث عن العودة للميدان مجدداً لتحسين موازين القوى على الأرض للمناورة بهذه الموازين لاحقآ على طاولة الحوار أينما كان موقعه ومكانه القادم ،وهنا بالتحديد تسود حالة من التشاؤم في خصوص الجدوى من عقد هذه المؤتمرات في الكويت وغيرها ، لأنّ أغلب المطلعين على تداخلات الحرب على الدولة اليمنية وما تبعها من تغيير في قواعد الاشتباك، يعلمون ويدركون أنّ عقد جلسات مشاورات أو لقاءات أو مؤتمرات تضمّ شخصيات من طرفي المعادلة اليمنية أو طرفاً واحداً، لن ينجح بسبب وجود صعوبات ومعوقات كثيرة.
ومن خلال استعراض اللقاءات والمؤتمرات التي عقدت، في هذا الإطار، نجد أنّ كلّ ما قامت به هو إشباع الإعلام بالصور النادرة عن نجاحات الدول الوسيطة في التفاوض وعن فرص للتقدم المأمول، مع أنّ تلك الدول جميعها تدرك أنّ الوصول إلى نتائج فعلية ليس ممكناً في هذه المرحلة، وفي حال التوصل إلى حلّ ما فإنه سيكون مرحلياً، أو خطوة في طريق طويلة وصعبة ومعقدة، ستبقي اليمن في معمودية النار حتى وقت غير محدّد.
بالنسبة إلى مؤتمر الكويت، فالواضح أنّ هذا المؤتمر لن يتمكن من تحقيق أي إنجازات بسبب أن هناك العديد من الصعوبات والمعوقات المتمثلة ببعض القوى اليمنية وهم «حزب الإصلاح الإخواني ومؤيدو هادي» وداعموهم وتمسكهم بالشروط نفسها التي أفشلت المؤتمرات السابقة، فما يجري اليوم بالكويت هو مهزلة سياسية وأخلاقية، إذ اتضح أنّ المطلوب، من وجهة نظر هذه القوى، هو تسليمها واحتكارها للسلطة وإن لم تحصل على ما تريد فستعود إلى الميدان .
تعلمنا من التاريخ دروساً بأنّ أزمات دولية إقليمية محلية مركبة الأهداف، كالحرب العدوانية التي تدار حالياً ضدّ اليمن، أنه لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بسهولة، لأنها كرة نار متدحرجة قد تتحول في أي وقت إلى انفجار إقليمي، وحينها لا يمكن ضبط تدحرجها أو على الأقلّ التحكم بمسارها، فالحلول والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والردّ قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بضرورة وقف الحرب، وفي هذه الحال، لا يمكن التوصل إلى حلّ في المدى المنظور، ما لم تنضج ظروف التسويات الإقليمية والدولية.
واليوم من الواضح أنّ جميع المعطيات الإقليمية والدولية في هذه المرحلة، تشير إلى تصعيد واضح بين الفرقاء الإقليميين والدوليين، وهذا بدوره سيؤدي إلى مزيد من تدهور الوضع في اليمن وتدهور أمن المنطقة ككلّ.
ختاماً، من كلّ ما تقدم نستنتج أنّ جميع هذه المؤتمرات لا يمكن التعويل عليها، كنافذة للخروج من تداعيات الحرب على اليمن، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبقوة: ماذا بعد كلّ هذه المؤتمرات؟ وماذا سيستفيد اليمنيون الذين هم في وسط هذه الحرب العدوانية ويتحملون كلّ تداعياتها من هذه المؤتمرات؟.