الأبلسة .. مالكم كيف تهرفون ..!!
عبدالله الصعفاني
من حسن الحظ أن لا تتوسع فرص اطلالتك الإعلامية على اجتماعات دخلت أسبوعها الثاني، وما يزال اليمنيون فيها عند خط التذاكي البليد وكأنهم يمسحون جنيف 1 وجنيف 2 لينتجوا كويت 1 على طريقة ” البقية تأتي “.. لكن من سوء الحظ أيضاً أن موعدك مع إدراك أي فشل هو أمر حتمي مهما حل الظلام وتعثرت حصتك من الطاقة الشمسية اللازمة لتشغيل جهاز التلفزيون غير الاقتصادي .
· هل أصابتك مثلي خيبة الأمل، ليس فقط من السياسيين وإنما من كتائب إعلاميين ومستشارين ومحللين ونافخي كير يعملون بنظام الدفع المسبق ليداهمونا بتأكيدات أنهم رأس سنام العقبة الكؤود، وهم يتولون كبر الصراخ في الفضائيات وفقاً لتعليمات الممولين ضاربين عرض الحوائط بكون الإعلامي ضمير الأمة وأن المستشار أمين وأن مختبرات تحليل ما يخرج من السبيلين يبدو أرقى من بعض التحليلات السياسية والاطلالات الإعلامية ” أكرمكم الله وأعز قدركم ” .
· مع ذلك لامفر من الصراخ ولو في الفراغ الأجدب.
آن الأوان يا أولاد بلدنا لإعطاء شظايا الخير في النفوس فرصة لأنه في المبتدأ والخبر والعلم لن يكون لأي أحد عند اليمنيين وزن حقيقي أو افتراضي إذا استمر إشعال الحرائق في وطن تشبع منها وزادت حاجته إلى سلام وأمان واستقرار نستعيد به السيرة الأولى لمخافة الله حتى تتجلى رأس الحكمة .
· هل يعجبكم ما طال بلادكم من دمار طال الإنسان ولم يستثن مزارع الدجاج والأبقار والأغنام ، وتدمرت معه مقدرات بلد انشغل لعقود بالوقيص فجاء من يهدم المباني والمعاني ويقتل ويجرح ويشرد ويفقر .. ثم هل يروق لكم ما يحدث لليمنيين في مطار بيشة وما يحدث لهم في مطار الأردن، وما يلحق بحامل جواز السفر اليمني من المهانة والاذلال ؟
· خلاص فهمنا بأن أمريكا وإسرائيل تريدان يمناً ضمن بلاد عربية زاحفة على بطنها إما بالرضى أو بتعطيف الإرادة، وفهمنا أيضاً بأن لإيران مشروعها المتاجر بأوجاع الباحث عن القوة على حساب العربي الملتاع ، لكننا بحاجة لأن نفهم متى نكون مع اليمن ، وأن من حق هذا الشعب الصابر المثابر الكريم أن يغادر هذا البؤس المتراكم وأن يتطلع إلى السعادة والسيادة والعدالة .
· لقد جرب الشعب اليمني مآلات الاستبداد ومخاطر الفساد وحصاد العبث والفوضى وجرب الثورات، حيث باسم كل ثورة يجري خطف الثورة وتصفية الحسابات حتى صار الناس لا يعرفون من أين يأتيهم الخطر لكثرة الأخطار .. فضلاً عن متواليات أن كل طرف يريد أن يأخذ البلد إلى المكان الذي يريده وليس إلى المكان الذي يريده الشعب .
· نعم .. ثمة مشروع عالمي لتقسيم أوطاننا على طريقة مسودة أقاليم الدستور سيئ السمعة ولكن .. ما هو مشروعنا اليمني؟ وأين هي الروح الجديدة التي ينتظر الشعب من نخبه الحزبية والجهوية أن يكتشف نفسه من خلالها ؟
· لقد بات من قبيل توضيح الواضح وطحن الطحين الحديث عن المؤامرة الأمريكية أو عن الاستغلال الايراني وحديث الأصابع السعودية والقوى الخارجية الكونية ولكن .. ما لكبار قومنا صاروا أيضاً المؤامرة وصاروا الأصابع والتوابع والزوابع.
· أسبوع آخر ولجت فيه اجتماعات الكويت وما يزال الشعب عاجزاً عن فهم ما الذي يراد له غير ما عرف من سياسيين ورجال سياسة وإعلام وفكر راق لهم بشهادة الواقع مشهد مساعدة وتحريض قوى العدوان على تحويل اليمن العظيم إلى خرابة يختلفون على تلها، وكأن هذا الشعب ليس سوى حالة قطعانية وليس كوكبا أرضيا عظيما، كل ذنب مواطنيه أنهم صابرون .. أهل إيمان وأهل حكمة وأهل آخرة وأمل في الله رغم مكر نخبه المتهالكة على تقديم فواصل الشيطنة والأبلسة .
· هل أتوقف عن الكلام الذي يبدو مرسلاً لأناشد اليمنيين في الكويت تقديم أمل؟ وهل أذكرهم أن أخطر شيء في السياسة عندما لا يدرك كل طرف قدرة الطرف الآخر على تعطيل القطار وإثارة المشاكل وإشعال الحرائق واستدعاء الدمار؟
· مالكم كيف تهرفون .. وتعطّلون؟