كيف تم إعلان أول مايو عيداً للعمال

محمد عبدالكريم الحرازي

نتناول في هذا المقال نبذة تاريخيّة موجزة عن أحداث شهر مايو في إحدى المدن في الولايات المتحدة الأمريكية فقد حث في 1886م أكبر إضراب عرفته أمريكا الشمالية وكانت الطبقة العاملة لا تزال في بداية تكوينها، وعقد على إثر ذلك إجتماع كبير في شيكاغو حضر عشرون ألف عامل وقرروا تشديد النضال من أجل تحديد يوم العمل بثمان ساعاتوقد كان بدون تحديد ويصل إلى أربع عشر ساعة في اليوم، وفي هذا الإجتماع تقرر تكليف أحد القادة النقابيين بالقيام بجولة وتنظيم حملة في هذا السبيل والإشتراك في مؤتمر واشنطن الكبير لهذا الغرض وتقرر أن يكون أول مايو رمزاً لتضامن العمال ونضالهم في سبيل يوم عمل يكون ثمان ساعات.
وفي أول مايو عام 1886م كما أشرت نظم عمال شيكاغو إضرباً وتظاهرةً ضمت ستة آلاف عامل من العمل المضربين وحينما تقدم العمال نحو المصنع الذي يعملون فية قابلهم الكلفون بتحطيم الاضراب وأثناء ذلك اقبل رجال الشرطة على الفور ولم يكن العمل مسلحين أمام رجال الشرطة فد كانوا مصطفين وبأيديهم البنادق والمسدسات ولم يمض وقت طويل حتى دوّى في مكان الأضراب انفجار كبير إنه أنفجار قنبلة انفجرت أمام رجال الشرطة فقتلت أحدهم و حاولوا التقدم اصلتهم الشرطة بنيرانها وأذا حاولوا التقهقر انصب عليهم شرطة آخرون من الوراء ووقع العديد من القتلى من رجال ونساء وطفال “إمتد الاضراب وشمل العمال في شيكاغو وسان فرانسيسكو ونيويورك ومدن أخرى” وبعد هذهه المجزرة الرهيبة عمدت الشرطة إلى أعتقال عدد من النقابيين وحاكمتهم بتهمت القاء القنبلة وأعدم سبعة من هؤلاء النقابيين،وفي إجتماع مهيب شيع ضحايا الطبقة العاملة.
أما من قام بالقاء القنبلة فقد ظل سؤال يتردد أكثر من سنة ونصف وكان الاقتناع يسود الرأى العام بأن ليس العمل هم الذين القوا القنبلة وأن اعداء العمال هم الذين القوا القنبلة وارتكبوا هذه الجريمة، وقبل أن تمر سنتان على المحاكمة أعترف أحد الجواسيس أعيدت المحاكمة وقد ثبتت لدى المحكمة براءة النقابيين وأن القاء القنبلة كان مفتعلاً من قبل اعداء العمال وأن الضحايا الذين أعدموا وعلقوا في الشانق كانوا ضحية عدوان آثم على الطبقة العاملة والعدالة وقد أفرج عن باقي المحكومين الذين ضلوا على قيد الحياة فترة من الزمن وبعد ثلاث سنوات من الحادث عام 1889م عقد مؤتمر عالمي في باريس تم الإعلان فية أن أول مايو عيد العمال ورمز للنضال من أجل الدفاع عن حقوق العمال في سبيل تحقيق مطالبهم وقد أعلن رسمياً في روسيا في ذلك الحين وبقية المعسكر الإشتراكي السابق بأن هذا اليوم هو عيد للعمال وعطلة رسمية تقام فية الإحتفالات الكرنفالية والعروض والمسيرات التي تقام عادة في الأعياد.