معاذ الخميسي –
إليكما في داركما الأبدية
لم نكن نعلم بما يخبئه القدر لنا من أحزان ظننا أننا سنتجاوزها فحلت بيننا رافضة الإفصاح عن موعد الرحيل..
غبتما دون استئذان ..ومازال الموعد معكما يجمعنا بطيبة قلبيكما..وود روحكما ..وعظمة تواضعكما ..ونبل مشاعركما..وتلقائية حضوركما عام أول ذهب كنا نتوعد ما بعده بالصبر الذي لم نجد سواه يعصم قلوبنا في فراقك عبدالواحد.. ولم نكن نعرف أن لوحة الوفاء التي رسم تفاصيلها في أول ذكرى تعصف بقلوبنا.. ذلك الرجل الودود النبيل دحان فليته ستأخذنا من جديد إلى الموعد الآخر مع الفاجعة الأخرى بعد أيام قليلة استوطن فيها الألم قلوبنا وسكن الحزن نفوسنا والرجل الشهم والإنسان الأصيل دحان فليته يغمض عينيه إلى الأبد ونغمض معهما على الجرح الذي لن يندمل .
يا الله ..ما اتعسنا..وما اشقانا..وكل هذا الحزن يعشعش في ذواتنا..خطواتنا..نهارنا..ومسائنا..وأيامنا..وحياتنا.
ما أكذب هذه الحياة قبل عام نحيي ذكراك عبدالواحد هنا في مدينة القلب حجة..واليوم نحيي ذكراك الثانية..والذكرى الأولى لمن أحيى ذكراك ..ولاندري أين نقف في طابور القدر المحتوم ..ومن يلحق أولا..
يكفي أنكما ملأتما ماحولكما بحب ينثر دفء قلبيكما اينما حلت سيرتكما العطرة..وفي أي مكان تسبقنا إليه عبارات الثناء وحكايات مثاليتكما ونزاهتكما وتواضعكما ونجاحكما
يكفي انكما ستظلان احياء .. ولن تموتا في قلوبنا إلى أن نموت ونلحق بكما !
لكما الرحمة والمغفرة
ولنا الصبر والسلوان..في حياة يشوهها الكذب..وتنال منها الدسائس..ويغتالها الحقد .. !