–
تعتبر عملية إتقان العمل معضلة كبيرة تعاني منها مختلف قطاعات الأعمال في بلادنا وعائق رئيسي أمام تطور الأعمال وزيادة إنتاجيتها.
وبحسب نتائج بحث استقصائي أعده الباحث في مجال إدارة الأعمال عامر الجنيد فإن 67% من الموظفين في أغلب قطاعات الأعمال العامة والخاصة عاجزون عن إتقان عملهم.
وتتضمن أسباب ذلك عدم امتلاك مهارة الإتقان نتيجة جملة من الاختلالات التي تجتاح قطاع التوظيف وإشكاليات الإدارة وغياب التخطيط ووسائل التأهيل والتحفيز والتدريب المناسبة.
كما أن انعدام الرغبة وبدرجة أساسية انعدام عملية التحفيز تجعل العامل أو الموظف غير قادر على تأدية عملة بالشكل المطلوب الذي يساعد على زيادة الإنتاجية وتطور الأعمال .
ويشير الجنيد إلى أهمية إتقان الأعمال لكن ذلك يدخل ضمن إطار واسع تتعدد فيه الإشكاليات والتي ترجع بشكل أساسي إلى سوء الإدارة أو عدم الرغبة في التطور والإبداع.
ويضيف: إن هناك ثلاثة عوامل رئيسية ترتبط بتأدية الأعمال وإتقانها¡ تتمثل في الرغبة والتحفيز وعملية التدريب والتأهيل وهي عوامل هامة تساعد على وضع الأسس الصحيحة لتطوير وزيادة إنتاجية الأعمال والمهن.
ويوضح أن الإتقان صفة أو مهارة مكتسبة¡ فكل منø◌ِا يستطيع التدرب على اكتسابها¡ وتفاوت درجة اكتسابها يعود في الدرجة الأولى على رغبة العامل أو الفرد أو الموظف في اكتساب هذه الصفة أو المهارة.
ويقول خبراء إنه بدون الإتقان لن يأتي النجاح¡ ولذلك نجد الناجحين والمتميزين أكثر الناس شغف◌ٍا ومحافظة◌ٍ على إتقان العمل¡ ونجدهم أيض◌ٍا يبتكرون الوسائل التي تساعدهم على المحافظة على مستوى الإتقان في أعمالهم.
ويقترح خبراء خطة تتضمن مجموعة من الوسائل المساعدة على اكتساب مهارة الإتقان تأتي في طليعتها النية الصادقة في الاستمرارية في إتقان العمل¡ والتخطيط السليم لما ينوون القيام به من مهام وأعمال سواء كانت علمية أو عملية¡ والأهم من ذلك الإرادة القوية¡ والهمة العالية التي تساعد على تجاوز صعوبات وعقبات الطريق الذي يسلكونه نحو النجاح¡ والتقييم المستمر أثناء التنفيذ مع تحديد الانحرافات عن الخطة الموضوعة للوصول إلى الهدف بأقصر الطرق. أيضا المحافظة على التعلم والاطلاع¡ والتدريب المستمر.
بالإضافة إلى عدم الوقوف عند الفشل لان العمل المستمر والمتواصل¡ والسير المنهجي على الطريق المحدد سلف◌ٍا عند التخطيط¡ هو سبيل الناجحين لتحقيق الأهداف .
ويؤكد خبراء أن الإتقان إذا حل في أي عمل تقوم به¡ كان النجاح حليفك¡ وإن تأخر بعض الوقت¡ فالإتقان يجعلك يقظ◌ٍا في طلب التوفيق والنجاح فيما تقوم وتؤديه من أعمال¡ ويشعرك بسعادة نفسية غامرة¡ حتى لو أخفقت في تحقيق ما تهدف إليه من وراء هذه الأعمال¡ أو تأخر نجاحها¡ إذ يشعرك الإتقان بأنك لم تقصر¡ وأنك أديت كل المطلوب منك في حدود إمكانياتك ¡ ويدفعك الإتقان إلى البحث عن الأسباب التي أدت إلى الإخفاق¡ ومحاولة معالجة هذه الأسباب¡ فإن كانت بسبب ضعف المادة العلمية لديك¡ يدفعك حبك للإتقان إلى طلب العلم في هذه المادة¡ وإن كان هناك نقص في الخبرات¡ والمهارات يدفعك حبك للإتقان إلى الالتحاق بالمراكز التدريبية التي تساعدك على جبر هذا النقص في المهارات والخبرات¡ وهكذا تجد الإنسان المتقن لعمله¡ يحب الإتقان في كل شيء يؤديه.
Prev Post