“صناعة القرار” .. البوصلة التي نفتقدها



يرتبط مصير بعض الشركات والمؤسسات وقطاعات الأعمال في بلادنا بقرار يمكن اتخاذه من قياداتها أو مجالس إداراتها تشكل دفعة قوية لها لتفعيلها وزيادة نشاطها وإنتاجيتها.
وتعتبر عملية “صناعة القرار” من أبرز المعضلات التي تعاني منها مؤسسات الأعمال في اليمن ومن الأسباب التي تؤدي إلى خلق بيئة مربكة في العمل ومتوترة غير مستقرة وكذا تحد من تطويرها وتحديد مكامن الخلل والضعف الذي يدفع بمختلف القطاعات للنجاح المثمر.
ويؤكد خبراء أن “صناعة القرار” تعد من المرتكزات الأساسية في الإدارة الحديثة ومن أهم المهارات التي يجب اكتسابها لمواكبة التطورات الحديثة في سوق العمل.
ويشدد خبير التدريب توفيق الحمادي مدير المركز التقني للتدريب والتأهيل على أن “صناعة القرار” في اليمن لا تزال بدائية وغير ناضجة وهي مثل البوصلة التي نفتقدها أو نعجز عن تحديد اتجاهها.
ويشير توفيق إلى أهمية هذه الأداة الإدارية الحديثة المتمثلة بصناعة القرار في تحديد نجاح العمل أو الأنشطة أو البرامج التي يتم تنفيذها أو فشلها.
إيجابيات
يرى خبراء أن صنع القرار تساهم بشكل إيجابي في النتائج التي تبحث عنها القيادات المسئولة ومجالس الإدارات للشركات وقطاعات الأعمال والتي تساهم بشكل فعال وقوي في الحصول على الأهداف. وكما هو معلوم أيضٍا أننا نعيش في عصر السرعة حيث توجد مشاكل ومهام كثيرة وكذلك قرارات يجب أن تتخذ بشكل أسرع يتماشى مع الأحداث والمنافسة مع الآخرين.
ودائمٍا ما يسعى المديرون أو المسئولون أن يصنعوا القرار السليم الذي يعود عليهم وعلى بيئة العمل بالنفع والإيجابية. فبيئة العمل تعتمد كثيرٍا في استمراريتها أو فشلها على القرارات التي تتم من خلال المسئولين المديرين أو الموظفين الآخرين في المنظومة.
وفي أي جهة تنظيمية حكومية أو قطاع خاص يوجد لديها مشاكل يجب حلها أو خطط يجب تطبيقها وتحتاج إلى قرار سواء كان هذا القرار فرديٍا أو قرارٍا عامٍا من المنظومة كلها.
ويعرف خبراء صنع القرار بأنه تحديد المشكلة أيٍا كانت ومن بعدها حل تلك المشكلة ودراستها بناء على المعطيات والاختيارات المتاحة. وهو أيضا فعل أو تحرك لاختيار الحل المناسب من مجموعة حلول أو بدائل تم الحصول عليها.
فشل العملية
تفشل الكثير من الاجتماعات التي تعقدها الهيئات الإدارية في أغلب المؤسسات والشركات والأعمال في اتخاذ أي قرار يتعلق بالقضايا المدرجة على جدول أعمال الاجتماعات.
وبحسب الأخ توفيق فإن الفوضى تعيق اتخاذ عملية القرار وهو ما تعاني منه أغلب هذه المؤسسات والأعمال في اليمن بشكل خاص نظراٍ للفوضى التي تسود مختلف اجتماعات ولقاءات هذه القطاعات ومؤسسات الأعمال بالإضافة إلى الفوضى والعشوائية السائدة في تسيير أعمالها وأنشطتها.
ويرى أهمية الاستقرار لاتخاذ القرارات المناسبة في تسيير الأعمال والمهن والأنشطة والارتقاء بها بشكل أمثل.
ويقول: نعيش في جدل يومي يتحول غالباٍ إلى صخب يشل حركة مختلف الأعمال والأنشطة التي تظل عاجزة عن رفع وتيرة أدائها وزيادة إنتاجيتها وانعكاسها الإيجابي على مختلف الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية.
وتتركز وتيرة الصخب بشكل رئيسي كما يرى توفيق الحمادي في أداء رأس الهرم الإداري في شتى مناحي الأعمال والمهن نتيجة العجز التام عن التجديد والإبداع والابتكار وقيادة الأعمال بنجاح تام والذي يرجع بشكل رأسي إلى تردي صناعة القرار الذي يحدد الاتجاه المناسب للارتقاء بمختلف الأعمال والمهن.
وتعاني سائر البلدان النامية ومنها اليمن من معضلة مزمنة تتمثل في سوء الإدارة وترهلها وبطء الأداء وتراجع الإنتاجية وغيرها من الأسباب التي جعلت مختلف الأعمال الأنشطة تراوح مكانها منذ سنوات طويلة.
ويؤكد الحمادي أهمية تأهيل القيادات الإدارية على مفاهيم وأسس الإدارة الحديثة وكيفية اتخاذ القرارات وتسيير دفة الأعمال وبالتالي تحريك مياه الأداء الراكدة والنهوض بالمهن المرتبطة بشكل مباشر بالتطور المعيشي والاجتماعي.
اصنع قرارك
يصنف الخبراء عملية صنع القرار إلى قسمين: القسم الأول وهو القرار المنهجي ويتمثل بكيفية اتخاذ القرارات تحت المنظومة العامة. أما القسم الثاني من صنع القرار فيرتبط بمنظور عقلاني وهو كيفية صنع القرار تحت ضغوط الحياة اليومية وفي أي وقت.
ويحتاج القرار المنهجي أو العقلاني إلى تحليل منهجي للمشكلة وذلك يتمثل عن طريق الاختيار الصحيح ومن ثم التنفيذ وأن يتم في نطاق تسلسل منطقي. ويشير خبراء إلى أن هناك في بيئة العمل عندما يتم أخذ القرار يتم أخذ القرار بطريقة غير تحليلية صحيحة أو بطريقة ارتجالية. لذا ينبغي على صناع القرار أن يتبعوا المنهجية في القرار في أغلب الأوقات وذلك عن طريقة اتباعهم عملية صنع القرار.
وتعتبر عملية صنع القرار من العوامل المساعدة في كثير من الأحيان ولهذا يجب اتخاذ القرار الصحيح والسليم حتى لو وجد مشكلة في المعلومات المتاحة أو التي تم الوصول إليها مسبقٍا.
ويضع الخبراء مجموعة من الخطوات لصناعة القرار تتمثل في مراقبة بيئة القرار وتحديد أو توضيح المشكلة وهذه ترتبط بالمشكلة المتعلقة بالإرباح وعدم القدرة على تسويق منتجاتك وكذا تشخيص المشكلة ووضع الأسئلة المناسبة ترتبط مثلاٍ بوجود منافسين أكثر في السوق ثم تطوير حلول أخرى قبل اتخاذ القرار وتقييمها واختيار أفضلها واختيار الحل الذي تم الإجماع عليه.

قد يعجبك ايضا