عماد المسعودي –
هناك العديد من التحديات تواجه الشباب¡ وبصراحة أتأثر كثيرا◌ٍ من واقع الشباب الذين وضعهم المجتمع فيه¡ وهم بدورهم قبلوه. هناك أسطوانة يتم ترديدها دائما◌ٍ وهو أن النظام التعليمي يتركز حول الحفظ والجانب النظري وأنه قديم .. إلخ.. ومن ثم كما تذكر التقارير بأن مجمل خريجي الجامعات غير مؤهلين للدخول في سوق العمل.
أريد هنا أن أوضح للجميع أن الواقع في أمريكا (أم الجامعات المرموقة) لا يختلف كثيرا◌ٍ¡ فمعظم الخريجين هناك غير جاهزين للعمل مباشرة ويحتاجون إلى فترة تدريب. أعتقد بأن جامعاتنا تحتاج إلى بعض التطوير ولكن اللوم لا يلقى عليها فقط¡ بل للطالب نصيب منه¡ وللشركات نصيب منه أيضا◌ٍ. فالشركة الجادة والتي تحتاج إلى العمالة يجب عليها أن تستثمر الوقت والمال في تدريب الخريجين¡ ولا يمكنها أن تتوقع من الطالب أن يكون ملما بكافة جوانب العمل حال تخرجه.
بعد نقاش طويل في هذا الموضوع¡ تتوصل إلى أن الكثير من الخريجين بعد التخرج لا يقبل وظيفة عادية وإنما يريد وظيفة تتناسب مع مكانته الاجتماعية¡ فهو حامل لشهادة الآن. خصوصا◌ٍ خريجي الماجستير¡ فمعظمهم لا يقبل وظيفة مبتدأة ولو لم يكن لديه أي خبرة في سوق العمل. بصراحة هذه كارثة¡ فالشاب مهما كان مؤهلا◌ٍ يجب أن يفهم بأن صعود السلم يستدعي المرور على الدرجات الأولى ووجود التعليم سيساعد على سرعة الصعود ولكنه لن يسمح بالقفز مباشرة إلى القمة. فتجد الشباب يرضى بالبطالة ويكتفي بلوم الحكومة والشركات والجامعة¡ بدلا◌ٍ من أن يقبل أي وظيفة ويتكل على الله.
إذا الشباب في ورطة وضعهم فيها المجتمع الذي يهتم بالمظاهر والمسميات¡ فهاهم يجمعوا الشهايد والدرجات العلمية ولكنهم بدون وظائف.
لا أدري من أين أبدأ وماذا أقترح لحل هذه المشكلة¡ فهي مزيج من المشاكل الاجتماعية والحكومية والتعليمية والفردية. لكني أوجه رسالتي للشاب لأن أسهل طريقة للتغير هي التغيير الذاتي.. لا تجعل تحركاتك وقراراتك مبنية على رأي الغير¡ حدد هدفك واتجه إليه دون المبالاة برأي الناس¡ فالميكانيكي الماهر الذي يكسب الرزق الحلال ويكفل عائلة¡ خير◌َ من حامل شهادة ماجستير متسكع في الشوارع والمقاهي متذمر غير منتج.
Prev Post