غربلوا المنهج الدراسي
محمد خالد عنتر
علمني أستاذ التربية الإسلامية للصف الخامس أن أمي ضالة وأبي ليس مؤمناً .. والسبب في ذلك أن صلاة والدتي لا تطابق صلاته وأن معتقد أبي ليس كمعتقده..
كان هذا منذ سنين لا بأس بها ..
ولكن المأساة أن هذا الفكر لا يزال موجوداً في المدارس .. والأيام القادمة تنبئ بجماعات أكثر تطرفاً وتشدداً وإرهاباً من التي قبلها ..
كيف لا والمنهج الديني الذي يستقيه الطالب في المدرسة هو منهجٌ وهابيٌ يربي أجيالاً من الدواعش يتخرجون بصفةٍ رسمية من القطاع التعليمي.
الكتاب المدرسي يحتاج الى التنقيح .. و إلا فإن مستقبلنا لا يزال واعداً بداعش “أس تكعيب”.
تكفير الآخر وتهوين القتل وزرع الحقد و عداء المخالف ..
هذه هي طامتنا اليوم والتي تسببت بأبشع الحروب والكوارث والتي لو عدنا لأصلها لوجدناها في الكتاب المدرسي “الديني” على وجه الخصوص وبعض المناهج الدراسية الأخرى.
يجب التركيز على ما يتم تلقينه للطالب منذ الصف الأول وحتى تخرجه من المدرسة ..
هل تعلمون ان الكتاب المدرسي يحرض الطالب على الطالب الآخر؟
هل تعلمون أن الكتاب المدرسي يبسط جرائم الذبح والتفجير في عيني الطالب؟
لا تقولوا أن الوقت غير مناسب لمثل هذه المواضيع .. لأنه عندما يتعلق الأمر بمستقبل الأجيالٍ القادمة فإن الوقت دائماً مناسب.
يجب أن تغربل المناهج التعليمية لتكون معتدلةً ولا تحسب على أي مذهبٍ أو معتقد .. كي لا تتوسع الفجوة بين أبناء الوطن الواحد ويزداد الحقد والبغض للطرف الآخر أكثر.
سأكررها أخيراً ..
ألقوا نظرة واحدة على ما يتم تدريسه في المناهج الدينية لتدركوا أن تلك الكتب ما هي الا شرنقات لداعش .. تنتقل بفعل الناقل ((الأستاذ)) الى وعي الطالب فيصبح قنبلةً موقوتةً تنتظر الوقت المناسب لتنفجر.
اللهم إني بلغت .. اللهم فأشهد.