سيول الأمطار تكشف عن انعدام جاهزية الإنقاذ!!
مسؤولو الدفاع المدني يشكون شحة الإمكانات وغياب الاحترازات
وفاة 10 بينهم 5 نساء في شرس حجة بانهيار منازل
قضايا وناس/ وائل محمد
“بإمكاننا أن نتحكم بمسارات أي شيء باستثناء, الحب وسيول الأمطار ” تلك مقولة لأحد المفكرين تؤكدها مياه السدود والحواجز حين تنفجر.. لا يمكن أن نسيرها وفق مخططاتنا, والنجاة منها تتطلب الحذر وعدم المغامرة ، والاستعداد مبكرا لمجابهة الأضرار.
بشكل يومي, منذ أسبوعين واليمن يشهد أمطاراً غزيرة ومتوسطة, لم يشهد مثلها منذ عشرة أعوام, بحسب مواطنين, وبقدر ما فرح اليمنيون بهذه الأمطار التي ينزلها الله رحمة وإكراما على عبادة, حزنوا على ما خلفته من إضرار بشرية ومادية.
انحسار الاهتمام
يشتهر اليمن بالمناطق الجبلية والقمم العالية فوق السحب, والمناطق الساحلية وما بينهما من وديان يقع سكانها وعابروها ضحايا لسيول الأمطار الجارية من أعالي جبالها والجارفة لما تجده أمامها من بشر وشجر وحجر.
اعتماد اليمن على مياه الأمطار قابله اهتمام بمنشآت حصادها وتصريفها، تشييدا وترميما، لكن هذا الاهتمام ترتجع مؤخراً، وصارت الدولة تكتفي , في موسم الأمطار بتحذير المواطنين من الاقتراب من مجاري السيول أو العبور فيها من دون توفير أدوات الأمن الوقائية, والإنقاذ في هذه المناطق التي تتكرر فيها حوادث جرف البشر والمنازل.
شح الإنقاذ
مصلحة الدفاع المدني وفروعها في عموم محافظات الجمهورية اليمنية, تناط بها عمليات الإنقاذ والتواجد في أماكن سير المياه, لإنقاذ المواطنين ومركباتهم, لكن المصلحة وجهت لمرات عديدة خلال الأشهر الماضية, نداءات تشكو شحة الإمكانات البشرية أو الفنية, من دون أن تجد آذانا صاغية لنداءاتها.
ذلك ما أكده لنا مسؤولو مصلحة الدفاع المدني .. موضحين أن الجهات المختصة وفئات المجتمع لا تدرك أهمية تجهيز الدفاع الذي بما يعوزه من إمكانات إلا حين تحل الكارثة وتعم الفاجعة.
محافظات منكوبة
تعتبر محافظات “الحديدة, عمران, حجة” إضافة إلى العاصمة صنعاء, هذا الموسم أكثر المحافظات تضرراً من سيول الأمطار التي جرفت وهدمت المنازل وذهب ضحاياها عدد من المواطنين.
مدير عام الدفاع المدني في محافظة عمران المقدم عبدالرحمن الطيب يكشف لـ ” الثورة” عن أضرار سيول الأمطار في المحافظة، قائلا: ” تسببت سيول الأمطار بانهيار كامل لأربعة منازل، وتضرر 23 منزلا آخر تهدمت أسوارها، وغرق أثاث أكثر من 150 منزلاً ، فيما جرفت السيول 4 سيارات بينها قاطرة كبيرة”.
يرجع المقدم الطيب الأسباب المساعدة في وقوع هذه الإضرار إلى “بناء المواطنين عشوائيا على السايلة وغياب الرادع من الجهات الرسمية، ممثلة بالبلدية والأشغال”.
لكن المقدم عبدالرحمن الطيب لا ينكر تقصير إمكانات الإنقاذ، فيؤكد أن “إمكانات الدفاع المدني في عمران شحيحة جدا حتى سيارة الدفاع غير موجودة”.. موضحاً ان ” ما تقوم به إدارة الدفاع جهود ذاتية وبالتعاون مع المجلس المحلي والوحدات الأمنية الأخرى”.
خسائر شرس
في السياق ذاته، يؤكد مدير عام الدفاع المدني في محافظة حجة العقيد عبدالرحيم الخالد، “أن حجة لم تكن في منأى عن أضرار سيول الأمطار التي تسببت في انهيارات صخرية أدت إلى وفاة أسرة بأكملها”.
العقيد الخالد أفاد بأن الأمطار التي شهدته مديرية شرس عزلة بيت قدم تسببت الأسبوع الفائت ” بانهيار صخري نتج عنه انهيار منزلين يتكون كل واحد من طابقين، ما أدى إلى وفاة تسعة بينهم خمس نساء من أسرة واحدة كانوا داخل أحد المنزلين، ووفاة مالك المنزل الآخر”.
وأوضح العقيد الخالد أن سيول الأمطار في وادي شرس جرفت صندقتين بما تحويانه من البضائع، كانتا مصدر دخل لأسرتين بسيطتين تحاولان العيش على الكفاف.
جدية مطلوبة
تبقى مشكلة الصاحبة لمواسم الأمطار قائمة في ظل استمرار انعدام إمكانات الإنقاذ لدى الدفاع المدني، وغياب التوجه الجاد لدى الحكومة لتوفير أدوات الوقاية والسلامة في مناطق السيول ومنع المواطنين من إقامة المنازل في مجاريها أو على ضفافها.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا