رجل الأعمال ناصر الشرفي خسر ابنه ومصانع بـ42 مليون دولار

المهجرون من جنوب الوطن .. يطرقون أبواب الأمم المتحدة

عتيق: جاري التواصل مع المنظمات الدولية لمناصرة المهجرين

الرضي يدعو أبناء جنوب الوطن إلى نبذ ظاهرة ترحيل إخوتهم وعناصرها

الثورة/ وائل شرحة
يعتزم رجال الأعمال المهجرين قسراً من المحافظات الجنوبية والشرقية  التصعيد السلمي لاحتجاجهم في العاصمة صنعاء خلال الأسبوع الجاري، حتى تسترد حقوقهم وأملاكهم المنهوبة وإنصافهم من العصابات المسلحة التي نهبت ودمرت منشآتهم ومصانعهم وتجارتهم وأعمالهم.
وتعرض آلاف اليمنيين المنتمين إلى المحافظات الشمالية في جنوب الوطن  للتهجير والطرد ونهب ممتلكاتهم وقتل بعضهم من عناصر مسلحة تعتقد بأن “الشماليين غزاة”.. في وقت ينعم أبناء الوطن وجنوبه خاصة في  عموم محافظات الوطن، بالأمن والاستقرار وممارسة حياتهم وأعمالهم بكل حرية ومن دون مضايقات من أي طرف كان أو مكون.
ونظم عدد من المهجرين قسرا من المحافظات الجنوبية والشرقية الاثنين الماضي وقفة احتجاجية في العاصمة صنعاء أمام مبنى الأمم المتحدة طالبوا فيها بـ”استرداد حقوقهم المنهوبة وإنصافهم من العصابات الإجرامية  في مناطق عدن وأبين ولحج, الذين قاموا بقتل بعض أبنائهم وتشريدهم من منازلهم وأماكن أعمالهم”.
وفي بيان صدر عن لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين والمنبثقة عن جمعية الإخاء والترابط، أكد المهجرون أنهم مستمرون في الوقفات الاحتجاجية حتى إيصال مظلوميتهم للمعنيين من الجهات الحكومية والحزبية والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية, وحتى رفع الظلم عنهم واسترداد حقوقهم”.
وأوضح البيان أنه “تم تهجير آلاف الشماليين وأبناء المحافظات الشرقية من المحافظات الجنوبية قسراً وانتهكت حقوقهم وسلبت ممتلكاتهم وأموالهم وتعرض عدد منهم للقتل والجرح والاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية نتيجة ممارسات تغذيها قوى ومجموعات متطرفة وفق عملية ممنهجة قائمة على أساس الهوية والممارسات التي ينكرها ديننا الاسلامي الحنيف والمتنافية مع القوانين والمواثيق الدولية التي تنتدرج ضمن جرائم الحرب ضد الانسانية”.
إشهار  اللجنة
وكانت لجنة الدفاع عن المهجرين قد دشنت أعمالها باحتفالية كبيرة أمام مقرها في العاصمة صنعاء مطلع إبريل الجاري، حضرها جمع غفير من المتضررين من التهجير قسراً وشخصيات اجتماعية ومنظمات حقوقية.
وقال أمين عام جمعية الإخاء والترابط ناصر عتيق “إن هذه الوقفة بداية العمل الجاد في مسيرة استرداد حقوق وممتلكات المهجرين وسوف يتم التواصل مع كافة المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية للوقوف بجانب المهجرين قسراً من المحافظات الجنوبية ولن يتم السكوت عما حدث لإخواننا وعائلاته وممتلكاتهم في تلك المحافظات”.
حالات صارمة
كثيرة هي القصص المأساوية والمؤلمة التي تعرض لها المهجرون من جنوب الوطن، لاسيما من وضعوا أموالهم في مشاريع استثمارية وصناعية في تلك المحافظات ..  من تلك  الحالات ما تعرض له رجل الأعمال ناصر الشرفي من اعتداءات لم تتوقف عند نهب والاستحواذ على مصانعه ومنشآته التجارية والاستثمارية في محافظة لحج، وإنما قامت العناصر المسلحة الخارجة عن النظام والقانون باغتيال ابنه.
ذلك ما أكده لـ”قضايا وناس” رجل الأعمال ناصر الشرفي.. مضيفاً “تعرضنا لاعتداءات منافية للإسلام ولأخلاق اليمنيين وبعيدة كل البعد عن الإنسانية، طردنا من منازلنا وممتلكاتنا، وهجرنا إلى صنعاء، حيث لا نملك شيء، ومثلي الآلاف”.
يقدر الشرفي خسارته بـ”42 مليون دولار” .. منوهاً بأنه ليس الوحيد من رجال الأعمال الذين تعرضوا للنهب والسرقة، وإنما هناك ما يقارب  ألفي مهجر من رجال الأعمال”.
وشدد عتيق على أهمية أن تضطلع كل الجهات المعنية في الدولة بدورها الوطني والانساني في الوقوف مع المهجرين قسرا من المحافظات الجنوبية والشرقية وايصال مظالمهم للمعنين سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي كونهم الآن يعانون الأمرين جراء تلك الأفعال المشينة التي لا تمت للإسلام والمسلمين بشيء ولا تشرعه أي قوانين سماوية ولا تشريعات حقوقية”.
ظاهرة شاذة
يتحدث ناصر الشرفي وهو من المهجرين الذين حضروا الوقفة الاحتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة وجلس مع أعضائها، عن نتائج الوقفة قائلاً: “وعدنا أعضاء الأمم المتحدة، بإيصال قضيتنا للأمم المتحدة، وعرضها على الأمين العام، ونحن حالياً في انتظار الرد منهم..”.. مطالباً “الأمم المتحدة بمنح المهجرين السكن وتوفير ما يؤمنهم للاستمرار في الحياة نظرا للظروف الصعبة التي يعيشونها”.
عضو مجلس النواب محمد مشلي الرضي كان أيضاً مشاركاً في الوقفة الاحتجاجية للمهجرين قصراً وأكد “أهمية تفاعل الجهات المعنية في الدولة بدورها الوطني والإنساني في الوقوف مع المهجرين قسراً من المحافظات الجنوبية والشرقية”.
وقال الشيخ الرضي: “هذه ظاهرة حديثة على المجتمع اليمني وليست من أخلاق اليمنيين بشكل عام وعلى مر التاريخ، لم يذكر بأن يمني طرد من أي محافظة، إلا أن هذه الأعمال المنبوذه من الشرفاء جاءت كنتيجة حتمية للعدوان الغاشم الذي يستهدف اليمن منذ أكثر من عام”.
يؤكد الشيخ الرضي أنه “سيستمر في مناصرة المهجرين حتى يستعيدوا حقوقهم وممتلكاتهم وكرامتهم في أقرب وقت”.. داعياً أبناء جنوب الوطن إلى “نبذ هذه العصابات التي تسيء لهم ولتاريخهم الوحدوي والوطني المشرف، وكذا كل شرفاء الوطن إلى تحمل المسؤولية الإنسانية والوطنية تجاه هذه القضية”.

قد يعجبك ايضا