استمرار القصف زاد المطار إصراراً وحياة

مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد أحمد الشايف لـ”الثورة”:

لقاء/يحيى محمد العلفي
عزل اليمن عن العالم وحجز العالقين اليمنيين في مطارات العالم لإرباك أسرهم في الداخل ومنع المنظمات الدولية من دخول اليمن للاطلاع على جرائم العدوان السعودي كانت تلك الأسباب وراء استهداف مطار صنعاء الدولي من أول طلعة بربرية للعدوان في الأجواء اليمنية ناهيك عن هدف تدمير القوات الجوية بطائراتها وبُناها التحتية ودفاعاتها الجوية.
هذا ما ألمح إليه مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد أحمد الشايف في حوار سريع أجرته معه صحيفة الثورة متطرقاً إلى قضايا تتصل بمجريات العدوان على المطار والاجراءات الإدارية والاحترازية التي تم اتخاذها منذ أول ضربة وتداعيات تكرار الضربات على حركة المطار الملاحية إداريا وفنيا وإيرادياً ورحلات.. وغيرها من القضايا.. إلى التفاصيل:

خلال فترة قياسية
كان مطار صنعاء الدولي أول الأهداف لطائرات المعتدين برايكم لماذا مطار صنعاء بالذات؟!
– نعم استهدف مطار صنعاء الدولي في أول ضربة للعدوان بأربعة صواريخ قوية هزت المنطقة برمتها وكان المدرج للإقلاع والهبوط هو الهدف الرئيس لتلك الضربات والتي تسببت في أضرار بليغة خرج معها المطار عن جاهزية الخدمة..
أما لماذا ركز المعتدون على المطار فهو كما نعرف تعطيل المطار ومنذ تلك الضربة لليوم لازال هدفاً العدوان وتوقف حركة الملاحة الجوية، وبالتالي تعيش البلاد في عزلة تامة باعتبار أن المطار هو البوابة الرئيسية لليمن إلى العالم..وبعد ذلك الاستهداف تم إصلاح الأضرار في نفس اليوم وخلال فترة قياسية وأعيد تشغيل المطار وجاهزيته للعمل حيث كان لدينا تحد كبير تمثل في إعادة مئات العالقين اليمنيين من الخارج حيث أصر أولئك العالقون على العودة إلى أرض الوطن وكانت دول العدوان تعي ذلك.. أيضا كان الهدف من ضرب المطار هو منع عودة العالقين الذين يزيد عددهم عن عشرة آلاف شخص ومنع وصول المنظمات الإنسانية الدولية للاطلاع على جرائم العدوان علاوة على منع سفر البعثات الدبلوماسية ودخول المساعدات الإنسانية وتشديد الحصار على الشعب اليمني بغرض تركيعه وإخضاعه للتبعية.
خمس رحلات
إلى أين وصل الحال برحلات الخطوط الجوية المحلية والعربية والأجنبية .. وكم بلغ عدد الرحلات المسموح لها بالهبوط والإقلاع من وإلى المطار خلال عام من العدوان؟!
– بعد تدمير مدرج المطار قامت دول العدوان بعدة إجراءات عدوانية الحصار الشامل وبناء عليه تمثلت في توقيف الحركة الجوية من وإلى المطار بشكل تام ومنع شركات الطيران الوطنية من الإقلاع أو الهبوط في المطار .. وبعد فترة وجيزة بدأ المطار يستقبل طائرات الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود والأمم المتحدة.. وبعد مباحثات بين الدول التي لديها رعايا في اليمن مع دول العدوان تمت الموافقة على وصول طائرات روسية وهندية لإجلاء رعاياهم.. أما فيما يتعلق بالعالقين اليمنيين فلقد قامت منظمة الهجرة الدولية بتنظيم رحلات دورية لعودتهم ومغادرة بعض الجنسيات المتواجدة في اليمن ثم وافقت دول العدوان على تنظيم رحلات على الخطوط الجوية اليمنية إلى الأردن فقط وبمعدل رحلة واحدة يوميا..وهذه الرحلة كان عليها إقبال شديد سواء وصول أو مغادرة وذلك لسفر الحالات الإنسانية لغرض العلاج ولعودة ما تبقى من العالقين كما نظمت اليمنية رحلات من القاهرة لعودة العالقين اليمنيين وذلك بعد حوالي خمسة أو ستة أشهر وكانت الأردن قد فرضت تأشيرة دخول على اليمنيين وبشروط صعبة ما سبب عائقا كبيراً أمام سفر اليمنيين إلى الأردن وتقلصت عدد الرحلات إلى الأردن بحيث أًصبحت كحد أقصى خمس رحلات في الأسبوع.
ثم بعد ذلك قامت جمهورية مصر هي الأخرى بفرض تأشيرة دخول على اليمنيين وهذا سبب عبئاً إضافياً ويستثنى من ذلك الفئات العمرية وحاملي الجوازات الدبلوماسية إضافة إلى قيام دول العدوان بفرض شروط مجحفة في حق اليمنيين وذلك من خلال إلزام رحلات اليمنية سواء الواصلة أو المغادرة بالهبوط في مطار بيشة السعودية قبل وصولها إلى مطار صنعاء الدولي مما زاد من معاناة اليمنيين.
نوع من الأضرار
ما هي الأضرار والدمار الذي خلفه العدوان على المطار على مدى عام كامل خصوصا في مدرج الإقلاع والهبوط؟!
– فيما يتعلق بالأضرار التي لحقت بالمطار جراء العدوان فهي نوعان: أَضرار مباشرة تمثلت في قصف مدرج الطيران وساحة أو مرسى الطيران والتي وصلت إلى أكثر من ستين غارة ثم قصف الطائرات الجاثمة في المرسى وقصف محطة تموين الطائرات بالوقود.
أما الأضرار غير المباشرة فهي في تهشم زجاجات النوافذ والصالات والمكاتب جراء الضغط والشظايا وكذا اتلاف الأسقف المستعارة ديكورات المكاتب والصالات وتضرر أجهزة الاتصالات كذا تضرر الأجهزة الفنية والملاحية ومولدات الكهرباء وشبكة الإضاءة في منطقة حركة الطيران بالإضافة إلى إغلاق مكاتب شركات الطيران والمحلات والأسواق التجارية والمطاعم والبوفيهات وغيرها من مرافق الخدمات العاملة في المطار وإغلاق مكاتب خدمات المسافرين ومكاتب السفر والسياحة وإغلاق البنوك والمصارف والتخليص الجمركي وجراء العدوان توقفت حركة الطيران العربية والأجنبية أي حوالي15 شركة عربية وأجنبية كان لها مكاتب تعمل في المطار أغلقت فيما انخفضت حركة الخطوط الجوية اليمنية إلى أدنى حد.
حيث كان معدل رحلات الطيران عامة بين إقلاع وهبوط تصل إلى نحو خمسين رحلة يومياً تحمل قرابة 5000 مسافر وصولاً ومغادرة تقلصت إلى أدنى مستوى.. وهذه الرحلات عندما توقفت بسبب الأضرار الذي خلفه العدوان توقفت معه إيرادات المطار بشكل كامل..
ونحن الآن بصدد إعداد دراسة متكاملة عن نتائج وخسائر العدوان على المطار ، وتقديراتنا لا شك ستظهرها هذه الدراسة.
بشكل اعتيادي
إذا ما استتب الأمن واستقرت الأوضاع وانتهى العدوان ما هي خططكم لذلك .. وهل سيعود المطار للعمل على ما كان عليه .. وكم من الوقت سيستغرق لإعادة الأمور إلى نصابها..؟!
– فيما يتعلق بتجهيز المطار لإعادته إلى وضعه الطبيعي فقد تمت إعادته إلى وضعه الطبيعي وحركة الطيران يومياً من وإلى المطار تسير بشكل اعتيادي ، فهناك ثلاث رحلات أسبوعياً إلى القاهرة وخمس رحلات إلى الأردن وصولاً ومغادرة بالإضافة إلى طائرات المنظمات الدولية بشكل يومي “الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود والأمم المتحدة”.. وهناك إقبال كبير على السفر سواء وصولاً أو مغادرة ولكن بسبب الإجراءات التعسفية التي فرضتها دول العدوان والتي تمثلت في تقليص عدد الرحلات وفرض تأشيرات دخول إلى الأردن ومصر وإلزام الطائرات بالهبوط في مطار بيشه السعودي بغرض التفتيش هناك صعوبات تواجه العمل جراء هذه الأعمال التعسفية.
إجراءات احترازية
أخيراً كيف تم التعامل مع القوى العاملة في المطار منذ بداية العدوان؟!
– فيما يتعلق بالقوى العاملة بالمطار قامت الإدارة باتخاذ إجراءات احترازية منذ بداية العدوان حفاظاً على سلامة وأرواح العاملين حيث تم إعطاء جميع الموظفين إجازة مفتوحة مع بقاء الحد الأدنى من المناوبين لتغطية العمل في الإدارات الفنية والأمنية، وإخلاء الأسواق الحرة وبعض التجهيزات غير الضرورية والسيارات والباصات خارج المطار محاولة في تقليص حجم الأضرار المادية.. ثم بعد فترة من العدوان عادت الحركة تدريجياً وعاد الكثير من العمال والموظفون لمزاولة أعمالهم.. ولا شك أن الإصرار والصمود في وجه العدوان والقصف كان هو المحك الرئيسي والتحدي الأكبر لعودة الحركة في المطار بشكل طبيعي.
وفي الأخير نتوجه بالشكر والتقدير لقيادة الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد الجوية للدعم والتشجيع الذي أبدته تجاه المطار وللجهود المبذولة لاستمرار حركة الملاحة الجوية في مطار صنعاء الدولي.

قد يعجبك ايضا