أوضاع إنسانية صعبة في المحافظات المتضررة من كارثة سيول الأمطار

محافظات/ الثورة/ سبأ
تشهد عدد من محافظات الجمهورية وضعاً إنسانياً صعباً جراء الأضرار التي تسببت بها سيول الأمطار الغزيرة التي هطلت على هذه المحافظات والتي أدت إلى وفاة عدد من الأشخاص وإصابة آخرين بالإضافة إلى انجراف أراضٍ زراعية وتهدم آلاف المنازل بشكل كلي أو جزئي .
وتسعى السلطات المحلية في محافظات عمران وحجة والحديدة والمحويت وريمة إلى وضع خطط عاجلة لإغاثة المتضررين وتقديم المساعدات الإغاثية والإيوائية اللازمة لهم وحث المنظمات الإنسانية المحلية والدولية على تركيز أنشطتها بشكل عاجل لصالح المتضررين من كارثة السيول.
ففي هذا السياق ناقش اجتماع للجنة الطوارئ والإغاثة عقد بمحافظة عمران أمس برئاسة المحافظ الدكتور فيصل جعمان والأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة صالح المخلوس، عدداً من المواضيع الخاصة بمعالجة حالات المتضررين جراء السيول.
وتطرق الاجتماع إلى خطة العمل التي ستقوم بِهَا اللجنة في إطار الجهود المبذولة من قبل السلطة المحلية والجهات المعنية والمنظمات الدولية.
وتم التأكيد على ضرورة إغاثة المواطنين المتضررين خاصة بالمواد الإيوائية والأساسية الحياتية وإنقاذ الأطفال والنساء الذين خرجوا من منازلهم.
واستعرض المجتمعون المخططات الفنية وتطبيقها واقعيا في عمليات الإغاثة وإصلاح الأضرار من خلال مهام متعددة كل فيما يخصه.
إلى ذلك وجه مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة حجة الدكتور أيمن مذكور نداء استغاثة للمنظمات الدولية العاملة في اليمن، والمهتمة بالشأن الإنساني لتقديم الإغاثة العاجلة من المواد الإيوائية والرعاية الصحية للمتضررين من سيول الأمطار التي شهدتها مديرية شرس مؤخرا.
وقال مذكور لـ(سبأ): إن سيول الأمطار أودت بحياة 14 شخصاً وتشريد مئات الأسر.. موضحاً أن الأضرار الأولية في القطاع الصحي شملت تدمير مركز صحي بوادي شرس، إضافة إلى انقطاع الطرق المؤدية إلى وحدتين صحيتين ما تسبب بخروجهما عن الخدمة.
وأكد مذكور أن المواطنين القاطنين في المنطقة معرضون للإصابة بمرض الملاريا وحمى الضنك. مشيرا إلى أن مكتب الصحة بالمحافظة بدأ بتوزيع الناموسيات والرش بالمبيد ذي الأثر الباقي للباعوض الناقل للملاريا، كما وجه بإنشاء عيادة متنقلة للعمل في المنطقة حتى تتم إعادة الوضع الصحي إلى طبيعته.
ونوه بأن المستشفيات والمرافق الصحية بالمحافظة تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، الأمر الذي سيزيد من معاناة المتضررين.
وكان محافظ عمران الدكتور فيصل جعمان والأمين العام لمحلي المحافظة صالح المخلوس، قد تفقدا أمس أحوال المتضررين والمنكوبين من شريحة المهمشين اثر السيول التي طمرت مساكنهم.
واطلع المحافظ والأمين العام على أحوالهم واهم متطلباتهم، موجها بسرعة إعطائهم مساعدات كافية من المواد الإيوائية والغذائية وكل احتياجاتهم الأساسية.
وأشارا إلى ضرورة أن تعمل لجنة الإغاثة والطوارئ على إعادة مساكنهم في أماكنها وتصريف مجرى المياه والسيول من حولها وتأمينها مستقبلا.
إلى ذلك دشن محافظ عمران الدكتور فيصل جعمان والأمين العام لمحلي المحافظة صالح المخلوس أمس توزيع مساعدات غذائية وإيوائية وملابس للأطفال لعدد200 حالة مقدمة من جمعية صنعاء.
وخلال التدشين أكد المحافظ والأمين العام أهمية تكاتف الجهود في إطار تعزيز التعاون والتكافل المجتمعي للتخفيف من حدة المعاناة للمتضررين جراء السيول والأمطار التي من الله بها على مدينة عمران والمرتفعات الجبلية المحيطة بها.
وأشارا إلى الدور الإنساني للجمعيات الخيرية والمنظمات المدنية في بذل العطاء لمثل هذه الحالات المنكوبة والمتضررة وبما يسهم في تحسين وضعها الحياتي والمعيشي اليومي.
كما دشن محافظ عمران الدكتور فيصل جعمان وأمين عام محلي المحافظة صالح المخلوس أمس توزيع مواد إيوائية وغذائية للمتضررين من السيول بمدينة عمران مقدمة من الهلال الأحمر.
وأوضح رئيس فرع الهلال الأحمر بالمحافظة عبيد مردم أن المرحلة الأولى من المساعدات تشمل 800 أسرة بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي.. لافتا إلى أن المراحل الثانية ستشمل ألفين و500 أسرة.
وناشد المنظمات الدولية والإنسانية بتقديم المساعدات الإغاثية للمتضررين بما يسهم في التخفيف من معاناتهم وخاصة النساء والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
من جهة أخرى اطلع القائم بأعمال وزير الزراعة والري المهندس علي عبدالكريم الفضيل ووكيل الوزارة لقطاع الري واستصلاح الأراضي الزراعية المهندس عبدالواحد محمد الحمدي ووكيلا محافظة حجة محمد القيسي الدكتور طه الحمزي، على الأضرار التي خلفتها سيول الأمطار في الأرضي الزراعية بمديرية شرس.
واستمعوا إلى شرح من قبل المواطنين عن معاناتهم والأضرار التي لحقت بممتلكاتهم جراء سيول الأمطار التي اجتاحت مئات الهكتارات من الأرضي الزراعية وغمرت عدداً من الآبار وعيون المياه والحواجز المائية وهدمت عدداً من المنازل في المنطقة.
ودعا القائم بأعمال وزير الزراعة والري المزارعين والمواطنين في تلك المناطق إلى أخذ الحيطة والحذر خلال هذه الفترة والابتعاد عن ممرات السيول. مؤكدا أن الوزارة ستعمل على وضع الدراسات اللازمة لتفادي حدوث مثل هذه الأضرار خلال الفترة القادمة.
وفي محافظة صعدة أكد مصدر محلي بالمحافظة أن الأمطار الغزيرة أدت إلى انهيار عدد من منازل المواطنين المتضررة من قصف طيران العدوان السعودي الامريكي.
وأوضح المصدر في تصريح لـ “سبأ” أن طيران العدوان دمر طيلة عام كثيراً من منازل المواطنين بشكل كلي وجزئي, لافتاً إلى أن الأمطار والسيول جعلت عدة منازل آيلة للسقوط خصوصا في مدينة صعدة.
وأشار المصدر إلى أن عدداً من المنازل التي تضررت من قصف طيران العدوان وطالها دماراً جزئياً في مدينة صعدة، سقطت بسبب غزارة الأمطار, داعياً الجهات ذات العلاقة إلى سرعة وضع معالجات لبقية المنازل قبل أن تنهار على ساكنيها.
إلى ذلك تفقد القائم بأعمال محافظ الحديدة علي بن علي القوزي المناطق والقرى التي تضررت جراء تدفق سيول الأمطار في مديريتي اللحية والزهرة بمحافظة الحديدة.
واطلع القوزي خلال الزيارة على حجم الأضرار التي لحقت بعدد من القرى في جراء سيول الأمطار من جرف عدد من المنازل والمواشي والمزارع، وأكثر من ألفي خلية نحل، وتسببت في وفاة 8 مواطنين.
ووجه القائم بأعمال المحافظ الجهات المعنية بسرعة توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية للمتضررين، خاصة توفير مياه الشرب في القرى المتضررة، والمناطق الآمنة التي تم نقل المتضررين إليها.
كما وجه مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة بتخصيص فريق طبي متكامل للبقاء في المديريتين لمتابعة الوضع الصحي في المناطق المتضررة ومعالجة أي حالات مرضية، إضافة إلى القيام بفحص آبار مياه الشرب التي تضررت جراء السيول المتدفقة من الوادي.
وأشار القوزي إلى أن قيادة المحافظة عملت منذ اللحظات الأولى لوقوع الكارثة على إغاثة المتضررين من خلال إرسال المساعدات الأولية للمتضررين من مواد غذائية وإيوائية.
وأكد أن قيادة المحافظة عملت على إرسال المساعدات الأولية للمتضررين، وستعمل على توفير كافة الاحتياجات الضرورية لهم خلال الساعات القادمة.
وكانت قيادة المحافظة قد كلفت في وقت سابق فريقاً طبياً للنزول الميداني إلى مديريتي الزهرة واللحية، للاطلاع على حجم الأضرار، ومساعدة المواطنين المحاصرين في القرى المتضررة، ونقلهم من أماكن الخطر إلى أماكن آمنة.

قد يعجبك ايضا