لكل ..عتبه الخاص

لحظة يا زمن

محمد المساح
على الرصيف تقابلا.. وتصافحت الأيدي، وعلى وشك أن يتعانقا، شيء ما جعلهما يؤجلان ذلك.
تحازرت عيونهما، وتبادلا التحديق بعد أن عادت الأيدي إلى الجوانب، تحركت الشفاه .. ولكن بلا كلمات.
وتحركا الاثنان بدافع التهذيب إلى محاذاة الجدار .. واستمر عبور العابرين على الرصيف وهما يحاولان كل من جانبه أن تقفز الكلمات وتخلخل الصمت الذي نزل عليهما مانعا مجرد تحرك الشفاه.
وبرفات العيون.. والتي حاولت أن تقول بديلاً للكلمات.
ابتعدا .. وفي تلك الأجزاء من الثانية.. والتي لا تحسب من الزمن .. بفعل الحرج الإنساني وحين يمتنع الكلام عن النطق.
في تلك الأجزاء الدقيقة والتي لا تمسك من ثواني باعدا كل منهما موقف القدمين.. ليعبرا كل في اتجاهه.
وحاولا ..-  أو هكذا تصورنا للأمر – وبجهد خارق أن يلتفتا ليريان أن ثمة شيئاً يصعد من النفس يجعلهما يعودان.. ويتبادل التحية والعناق .. وينطلق الكلام عفوياً.
ويتسإلان .. ويتعاتبان ويحملان الزمن والظروف ومشاغل الحياة كل العتب على انعدام السؤال ولو مجرد السؤال .. عبر الأصحاب.
عبر وسائل أحدث التقنيات في الاتصال .. مجرد سؤال عن الأحوال .. وكيف صحة فلان عاده عايش أو رحل من زمان، مثل تلك الأمور .. أو ما يشابهها في الأقرب أو الأبعد.. أبداً .. وقط لم يجعلهما يلتفتان.
كل.. منهما .. غالبه حزن وصمت في الأعماق.

قد يعجبك ايضا