استطلاع / رضي القعود
أكثر من عام واليمن يواجه عدواناً وحصاراً وقصفاً بربرياً غاشماً من قبل آل سعود وتحالف دول الشر والعمالة والارتهان وتحت إشراف وتوجيه ودعم لوجستي أمريكي صهيوني مباشر.
غير أن هذا الصلف السعودي لم يواجه إلا بإرادة شعب لايعرف الانكسار أو الهزيمة بفضل صموده وهمة جيشه ولجانه الشعبية.
في السياق سألنا عددا من السياسيين والناشطين عن أهمية صمود اليمنيين في وجه آلة العدوان على مدى عام كامل.. وتماسك جبهتهم الداخلية ..نتابع التفاصيل:
الإعلامي والناشط السياسي/ أحمد عايض يقول: الصمود المعروف في العالم, أما استسلام يخلف تمزقاً وفتنة أو صمود ميت يخلف ارتهاناً وأبطاله سياسيون.. لكن في اليمن نحن أمام صمود له نكهة خاصة وطابع عميق بالاعتزاز تحركه روح العزة والكرامة والانتماء.. صمود التحم فيه الإنسان اليمني والأرض اليمنية وهذا دليل على وعي صحيح وعلى الشراكة في الدفاع عن الوطن.. ودليل أيضا على العزم والثبات بتحقيق النصر.
وأضاف: اليمنيون مقتنعون تماما أنه لا خير قادم من السعودية وأن الخير في الوطن يصنعه أبناؤه بالحكمة والتكاتف والتلاحم والتشارك.
ويرى عايض أن صمود الشعب اليمني أذهل العالم وحيرهم لأنهم رأوا التحام شعب وجيش وقوى شعبية مسلحة في معركة ضارية ضد تحالف كبير جدا.. فدولٌ تشارك ودولٌ تساند ودول تؤيد ودول تصمت ، وأصبح العالم ضد اليمن وشريكاً في العدوان بفرض الحصار وشن العدوان.. والصمت المخزي على جرائم العدوان.. لذلك نحن أمام صمود فريد وعظيم لامثيل له في التاريخ وهذه حقائق يزكيها خبراء العالم من المخضرمين المحايدين.
وأكد عايض أن صمود الشعب اليمني في وجه العدوان جسد مبادئه وأخلاقه وثقافته ووعيه وإيمانه فهو صمود أخلاقي وإنساني وصمود عسكري شعبي..انه صمود أهل الصبر والإيمان.
سكوت وتجاهل أممي
الناشط الإعلامي/ وليد فاضل يقول: عام كامل من الصمود والثبات أمام العدوان السعودي الغاشم ، عام كامل واليمن تحت الحصار البري والبحري والجوي والتدمير للحياة..تدمير لكل مقدراته الإنسانية بفعل قصف طائرات العدوان.. والأكثر غصة هو سكوت العالم والتجاهل الأممي تجاه مايجري.
وتابع فاضل بالقول: إن استمرار العدوان السعودي دليل على العجز والفشل والانحطاط الذي وصلت إليه قيادة التحالف الإجرامي.. التي تعتقد أن استمرار ضربات طيرانها العشوائي قد يصنع لها نصراً مفاجئاً للخروج بماء الوجه من هذا المأزق.. وهذا مستحيل بالطبع.
وأشار إلى أن الرياض ومن أول يوم للعدوان أغلقت كل نوافذ الحل السياسي للأزمة بل ومارست بحق الشعب اليمني أبشع صور الجرائم في القتل للأطفال والنساء وقصف الأحياء السكنية وتدمير منازل المواطنين واستهداف كل ما ينبض بالحياة، وتزداد البشاعة باستمرار الاستهداف لمنازل المواطنين والأسواق والمنشآت الخاصة ومرافق الدولة وأهمها المرافق الصحية التي تقدم خدماتها للمصابين والجرحى جراء الهجمات والقصف الوحشي.
وتابع: الجميع أصبح يدرك أهداف العدوان الحقيقية حتى من كانوا في البداية في صفوفه.. فالأمور أصبحت واضحة للعيان بأن المجرمين يبحثون عن مخرج من هذا المأزق الذي أدمى اليمن واليمنيين وحول اليمن إلى ساحة وحاضنة للتنظيمات الإرهابية.. وقال إن اليمنيين وعبر التاريخ أثبتوا من جديد بأنهم أكثر الناس قدرة على الصمود والثبات في مواجهة التحديات ، وليس غريب على أهل الإيمان والحكمة وهذه أكبر الدلائل فنحن أولو قوة وأولو بأس شديد, فاليمن لم تستأجر من يدافع عن حدودها ولم تقدم عرضا لأي دولة من أجل الوقوف إلى جانبها، وإنما تتحدى بإمكانيات رجالها وبصبر شعبها وعزيمة مقاتليها.
ومضى يقول:ما يجب علينا اليوم وخاصة القوى الموجودة في الساحة أن تحسن النوايا وتعمل بتكاتف وتآزر ووضوح وفق إستراتيجية موحدة.. وإلا فإن الجهود ستفشل مهما كانت قوتها وقدرتها ومكانتها، وسيتمكن العدو من تمرير بعض أهدافه على حساب بعض الأخطاء.. وخاصة بعد فشل كل مخططات العدوان وعواصفه السياسية والإجرامية والذي لم تعد لديه سوى محاولة إجهاض التكاتف والصمود الأسطوري بين أبناء الجسد الواحد من خلال بث وإثارة النعرات والشائعات.
شموخ وأنفة
ومن محافظة الجوف يتحدث ممثل المجلس الأعلى لاتحاد منظمات المجتمع المدني بالمحافظة خالد شاجع عن الصمود اليمني الاستثنائي بالقول: لقد أثبت اليمنيون أنهم أولو قوة وأولو عزم شديد وكل ما زاد العدوان زاد أبناء اليمن صمودا وشموخاً وأنفة.. إنه عمل أسطوري لأنهم أبهروا العالم بصمودهم أمام تحالف يستخدم في حربه أحدث الأسلحة منها العنقودية والفراغية.. والتي لم تزدهم إلا قوة ورباطة جأش.
وقال: إن اليمنيين اختاروا البقاء في أرضهم بعزة وكرامة على الرضوخ والانكسار وذلك لأن أبناء اليمن بطبعهم يعشقون الحرية والشموخ على حياة الذل والخنوع ، فقد عاشوا أحرارا وسيظلون كذلك ، وكل يوم يمر يزدادون فيه صبرا وإصراراً..وسوف يذكرهم التاريخ في أنصع صفحاته فمثل هذا الشعب سيظل يضرب به المثل في التحدي والصمود وكسر أنوف المعتدين.
ولفت شاجع إلى ما يجري من صمت دولي وأممي خاصة وهم يرون عنجهية واستكبار العدوان وتماديه في جرائمه وقتل الأطفال والنساء وهم داخل مساكنهم ودفنهم أحياء تحت أنقاضها.. وشاهدوا كيف استهدفوا الأسواق وصالات الأفراح والمدارس والمستشفيات وكل ماهو جميل في هذا البلد.. ومع هذا كله لم يحركوا ساكنا، ولم نر سوى الاستنكار من بان كي مون مكتفيا بذلك دون أي تحرك أو إيقاف للعدوان.
وأضاف: لقد باعوا ضمائرهم واشترتها السعودية وكممت أفواه الحقيقة بالمال ورضخوا لتوجيهاتها وحرفت كل القوانين الإنسانية لصالحها.. لهذا لا ننتظر منهم اي حل لأنهم مأجورون.
وتساءل: أين الإنسانية وأين الأنظمة والقوانين التي بني عليها ميثاق الأمم المتحدة.. هل أصبحت سرابا لا يوحي للحقيقة بشيء؟
وتابع: إن الحل لن يكون إلا بأيدي الرجال هم من سيصنعون مجد اليمن.. وأي تفاوض سيكون من مصدر قوة.
وعن صمود أبناء المحافظة ومقاومتهم للعدوان يقول شاجع: إن أبناء الجوف كبارا وصغارا يقفون صفا واحدا في وجه العدوان ، فهم يتسابقون للدفاع عن مدنهم وقراهم باستبسال وصمود أسطوري ، وقد تحقق لهم الانتصار وهزموا المرتزقة وردوا كيدهم في نحورهم بالرغم من القصف الشديد من طائرات آل سعود وتحالف الشر.
مقبرة الغزاة
بدوره يقول الكاتب/ يحيى الماوري: إن استمرار القصف والعدوان ليل نهار حطم كل شيء جميل في البلاد وقتل الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ ، وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها دون ذنب.
ولكن الصمود الأسطوري لشعبنا اليمني المناضل وجيشه البطل ولجانه الشعبية وقبائله الشرفاء وكل المتطوعين كان الصخرة التي تحطم عليها العدوان الغازي.
وقال:إن أبطال قواتنا المسلحة والأمن واللجان الشعبية وقبائلنا والمتطوعين هم من يضحون بحياتهم ودمائهم دفاعا عن تربة اليمن الطاهرة من رجس وقذارة شياطين العدوان السعودي ومرتزقته من الحلفاء المأجورين والمرتزقة المحليين الخونة الذين باعوا أنفسهم للشيطان برخص المال السعودي..وهاهم يهزمون العدو في جبهات القتال رغم تفوق العدو في السلاح والعتاد وكل ذلك مرده صمودهم الأسطوري.
وتابع الماوري قائلا: إن صمود شعبنا الأسطوري لعام من العدوان تحت القصف والقتل والحصار البري والبحري والجوي،انتج معاناة وانعداماً شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية ، ونقصاً حاداً للأدوية الضرورية ، ما أدى ذلك الى حدوث عدد من الوفيات ، وهذه المعاناة والحالة السيئة لم تلق أي اهتمام أممي.
وأكد الماوري أن تكالب المرتزقة من عرب مبتذلين ومشاركتهم في العدوان على اليمن هدفه الحصول على المال السعودي.
مبينا أن الحرب لم يكن لها أي مسببات أو دوافع منطقية غير حقد آل سعود على شعبنا وبلادنا.
كما أنها حرب لقيطة اتخذت عددا من المسميات مثل حرب الارتزاق وحرب الانبطاح وهناك من يسميها حرب التحالف العربي وهذه التسمية الأخيرة لم تجد قبولا عند احد وذلك لأن الجميع يعلم مغزاها ودوافعها ومن يحركها ويقودها.
وختم بالقول: إنها حرب صهيونية سعودية مدفوعة الأجر. والحقيقة أن ما هو سائد اليوم هو المصالح والمال كبديل للقيم والمبادئ. لكن تبقى اليمن مقبرة الغزاة في الماضي والحاضر والمستقبل.