رؤية المثقف اليمني ودوره في بناء المجتمع…؟

أحمد الأكوع

مما لا شك فيه أن التعاون الفكري والثقافي يزوده شباب اليمن ولا فرق بين لابس العسيب الكاكي أو اللباس الشعبي أو البنطلون والكرفتة، لأن الجوهر الأساسي في جميع هذه الملبوسات واحد هو:اليمن أولاً:
والحديث عن المثقف اليمني لا بد له من تحديات لهذه الكلمات فمثلاً (المثقف اليمني وبناء المجتمع) فما هو المقصود ببناء المجتمع؟ وماذا نقصد بالمثقف اليمني؟ وبحكم فهمي الشخصي لذلك فإن الإنسان والميدان هما محور لهذا النقاش فلا نناقش على اعتبارات أخرى أو تفسيرات أخرى لمحوري البحث، وفي تصوري الدقيق أن المقصود بالمجتمع هو حس الإنسان وشعوره تجاه الحياة ومن ثم تصرفاته في هذه الحياة مع نفسه ومع الآخرين وهذا هو البنيان الصحيح الذي نبحث عن إقامته وذلك لكي نتساءل عن دور هذا المثقف في إقامة هذا البناء، ثم ما هي الأحاسيس والمشاعر والأفكار التي ينبغي أن تسيطر على نفوسنا تجاه بعضنا بعضا بحيث نتصرف طبقاً لهذه المشاعر والأحاسيس والأفكار؟ وهذه هي عملية البناء التي نبحث عن دور المثقف فيها وإذا كانت الصورة واضحة في أذهان المجتمع والمثقف المسؤول أو الذي يتساءل اليوم عن دوره في عملية البناء نجد الأمور أمام سؤال كبير هو:
ترى ماذا نريد أن يكون عليه هذا المجتمع وما نشكو منه؟ وما هي بواعث القلق لدينا التي قد تدفعنا إلى التساؤل؟: ترى هل نطمح إلى أن نقضي على الموت وألا يموت يمني؟ كما يقول أحد الباحثين، ولذلك فإن همنا الأول أن يحيا الإنسان اليمني؟ وأن يحيا معنا وأن نمنع كل سبب من الأسباب المادية أو المعنوية التي يمكن أن تجعلنا نفجع بوفاة أحد من إخواننا أو أبنائنا أو أخواتنا أي أن نعمل أولاً على القضاء على أسباب الكراهية وأن نسعى عبر كل جهودنا لإشاعة روح المحبة والإخاء لنخفف من كل محاولة من محاولات الهدم والقضاء على بعضنا بعضا.
وأبناء هذا الجيل وآباؤنا الذين سبقونا لم نعاني أبدا في هذا البلد الإحساس بأن سيادة المجتمع الوطنية منتهكة على يد أجانب محتلين، وأبناء اليمن في القديم حققوا استقلالهم عشية دخول الاستعمار العديد من الأقطار العربية وبدأوا يواجهون مشاكل بناء المجتمع محاولين التخلص من أسباب الموت العاجل ويقضون على الخوف والكآبة والعسر في حياتهم ومنذ الخامس من نوفمبر67م حتى ديسمبر 70م عندما أعلن الدستور الدائم للدولة ظلت البلاد في قيود الحرب ومتعلقاتها السياسية والفكرية وعصر أملها الداخلية والخارجية مما لم يتح للمفكر اليمني أن يبلور أفكاره وآراءه وتصوره لبناء المجتمع اليمني، ونعني تصوره الذاتي الخالص المتأثر بكل تجارب الإنسانية والتجربة العربية التي عاشها الشعب اليمني وعرف حلوها ومرها وعانى من سلبياتها واكتسب من ايجابيتها أيضا (وللموضوع بقية).
شعر:
وإذا ضلت العقول على
علم فماذا تقوله الفُصحاء.

قد يعجبك ايضا