الثورة نت/ فريق العمل
ترجمة / أسماء بجاش
تساءل بنيامين بارت وناتالي جيبار على صفحات الـ ” لوموند” الفرنسية عن ما أنتجه عام من القصف السعودي على اليمن غير الآلاف من القتلى
وسأل الكابتان : من أجل ماذا تم ذلك ؟ وأجابا : لا شي, وأضاف : الساعات الاولى من من فجر السادس والعشرون من مارس 2015م اعلنت المملكة العربية السعودية عن التدخل العسكري في اليمن فهذا التاريخ كان بمثابة الاعلان عن الوقوع في شرك المأزق المأساوي
وعلى الرغم من جاهزية القوات المسلحة السعودية والتي عززت التدخل العسكري في اليمن بعشرات الالاف من الطلعات الجوية إلا أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لم يحقق سوى جزء صغير من اهدافه المعلنة في هذه الحرب وبالنسبة للقيادة السعودية الجديدة ولا سيما ذاك العنجهي المتهور الامير محمد بن سلمان ابن ملك المملكة والذي يشغل منصب وزير الدفاع, فأن قرار التدخل العسكري في اليمن اصبح بمثابة منهج للسياسة الخارجية والتي تعتبر سياسة هجومية عدوانية فاشلة.
وجاء في المقال : ادى الإخفاق الذي منيت به القوات الجوية التابعة لسلاح الجو السعودي إلى تسليط الضوء على عدم فعالية هذه القوات, في الوقت الذي كانت فيه هذه القوات بمثابة عمود الارتكاز الذي تستند عليه قوى التحالف العربي, فسجل الطلعات الجوية للطيران السعودي حافل بعمليات التصويب الخاطئة فهذه الاخطاء اعتبرت بمثابة اخطاء مدمرة.
بدأت المواجهة المسلحة مع القوات الموالية للرئيس عبد ربة منصور هادي بصفته السلطة الشرعية المنتخبة في البلد وذلك في اعقاب اعلان مدينة عدن ثاني اكبر حاضرة يمنية عاصمة مؤقتة في يوليو من نفس العام, إلا ان هذه المواجهات المسلحة طالت و تعثرت في مدينتي تعز والمخاء.
تسببت الفوضى السائدة في اليمن إلى خلق بيئة مواتية للجماعات الجهادية المتعددة في الجهة الجنوبية لليمن والتي قامت بدورها بشن هجمات عدة.
تعتبر الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية مع اليمن والتي تشكل تحد أمني كبير على الرياض معرضة لخطر الاجتياح العسكري من قبل المتمردين الحوثيين او لخطر إطلاق الصواريخ على الرغم من إعلان الهدنة في المنطقة منذ حوالي عشرة أيام.
فهذه النقطة بمثابة معضلة تضع الرياض في مأزق حرج حيث ان هذا يوجب على الرياض المضاعفة من هجماتها التي ولدت المآسي الإنسانية وإراقة الدماء بشكل متكرر بين السكان.
ووفقا لهيئة الأمم المتحدة فان الهجمات التي يشنها التحالف العربي هي المسئول الاول عن وفاة ما يقرب من 60٪ من اجمالي الضحايا، حيث ان جلهم من المدنيين فقد بلغ عددهم ما يقرب من 3300 مدني قتلوا العام الماضي من اجمالي الضحايا الذين وصل عددهم إلى 6200 ضحيه.
ان الاخطاء التي يرتكبها التحالف العربي في حربه على اليمن ليست منا ببعيد ففي منتصف مارس الماضي ارتكب الطيران السعودي مجزرة في سوق الخميس الشعبي في مديرية مستباء بمحافظة حجة حيث اسفر عن سقوط 119 مدني اعزل.
كما ادى القتال الدائر في اليمن إلى جرح ما يقرب من 28 الف شخص ناهيك عن نزوح 10% من اجمالي عدد السكان اي ما يقرب من 2.5 مليون شخص من اماكن القتال.
استهدف طيران التحالف العربي المئات من منازل المواطنين والعشرات من المدارس والمصانع والمستشفيات بالإضافة إلى ثلاثة مراكز طبية تابعة لمنظمة اطباء بلا حدود.
فرض التحالف العربي على اليمن حصاراً بحرياً بالإضافة إلى صعوبة التنقل داخل البلد فكل هذه العوامل ادت إلى الحد من عمليات توزيع المساعدات الغذائية، فهذا الوضع المتردي ادى إلى وقوع 10 محافظات يمنية من اصل 22 محافظة في شرك المجاعة وفقا للتقارير الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة.
اشار احد الدبلوماسيين الغربيين إلى ان الحرب على اليمن تعتبر حرباً عبثية, فاليمن يعيش في الاصل في وضع مزري للغاية حيث انه يواجه صعوبات جمة فهو من افقر دول العالم, فاليمن وقع في ايدي الميليشيات الجهادية التي تنمو في كل مكان فهو يعيش كارثة انسانية حقيقية فهذه الفوضى شعور رهيب لا يمكن تحمله.
غير متحرف للقتال:
اوزع الجيش الامريكي ومصادر دبلوماسية اخرى إلى ان سبب هذه الاخفاقات التي منيت بها القوات الجوية التابعه لقوى التحالف العربي يعود إلى عدم الدقة في تصويب الهدف, وهذا يرجع إلى ان الطائرات السعودية تطير على ارتفاعات عالية جدا فهي ترى في هذا الاجراء أنه اجراء تكتيكي لتجنب أي هجمات صاروخية محتملة وذلك بحسب دراسة استقصائية اجرتها صحيفة نيويورك تايمز الامريكية مؤخرا.
و في نفس الاتجاه اشارت بلقيس ويلي الباحثة بقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش إلى ان هذه المبررات لا تسوغ لهذه الأطروحة.
فالولايات المتحدة الامريكية تبدو وكأنها تبحث عن مبررات للجانب السعودي الذي يفتقر إلى الناحية العملية منذ البداية فالطيران السعودي بإمكانه تصويب الهدف كهدم جسر على بعد بضعة أمتار فقط.
وفي نفس الصدد, و لكن من جانب اخر فقد عملت صحيفة لوموند الفرنسية على جمع المعلومات المتعلقة بهذا الشأن من مصادر موثوقة ومؤكدة, اكدت من خلالها الفكرة السائدة والتي مفادها افتقار الطيارين السعوديين إلى الاحتراف, كما يجب الاخذ بعين الاعتبار شحه المعلومات الموثوق بها والمتاحة امام القيادة العسكرية في المملكة العربية السعودية.
لم تتمكن المملكة العربية السعودية من نشر قوات برية على التراب اليمني في حين اوكلت هذه المهمة لدولة الامارات العربية المتحدة والتي تعتبر المساهم الثاني في هذا التحالف فقد تلقت القوات التابعة لدولة الامارات ضربات موجعة في شهر سبتمبر المنصرم حيث حصدت ارواح اربعين مقاتل من قواتها البرية جراء هجوم شنه المتمردين الحوثين على معسكر تابع لها في محافظة مأرب الواقعة في الجهة الشرقية لليمن, بالإضافة إلى هجوم صاروخي اخر في منتصف شهر ديسمبر المنصرم على منطقة باب المندب في الجنوب الغربي لليمن راح ضحيته العشرات من قوات التحالف كان قائد القوات الخاصة التابعة للمملكة العربية السعودية على راس قائمة الضحايا.
انتقادات حول التدخل العسكري:
ادى القرار الذي تبناه مجلس الامن الدولي – الذي صُوت عليه في شهر ابريل من العام 2015 و الذي عرف بالقرار 2216 – إلى تعقيد الوضع في اليمن اكثر مما هو عليه حيث اعتبر هذا القرار انه بمثابة حماية دبلوماسية لقرار التدخل العسكري الذي شنته المملكة العربية السعودية على اليمن.
تعمل هيئة الامم المتحدة على دراسة النص الجديد الذي يؤكد على ضرورة العمل على زيادة المساعدات الإنسانية المقدمة بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة أهمية حماية المستشفيات والمرافق الصحية.
تسعى المنظمات غير الحكومية في الولايات المتحدة الامريكية وفي القارة الأوربية إلى فرض حظر على بيع و توريد الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية حيث ذاع صدى هذه الدعوات بشكل كبير.
اشار المفوض السامي لحقوق الإنسان في هيئة الأمم المتحدة إلى إن الهيئة كانت بصدد رؤية ما اذا كانت دول التحالف العربي قد ارتكبت جرائم حرب في حربها ضد اليمن و ذلك في اشارة منه إلى المجزرة التي ارتكبها طيران التحالف العربي في سوق الخميس الشعبي في مديرية مستباء بمحافظة حجة.
وردا على هذه المأساة قال المتحدث باسم قوى التحالف العربي تحت قيادة المملكة العربية السعودية الجنرال أحمد عسيري ان العمليات العسكرية في اليمن شارفت على الانتهاء.
ولد هذا التصريح الكثير من الآمال في بداية الامر حيث كان الهدف الاول من وراء هذا التصريح هو تهدئة الوضع وخصوصا منذ 23 مارس موعد زيارة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي اعلن أنه قد حصل على موافقة الأطراف لوقف اطلاق النار والذي سيدخل حيز التنفيذ في العاشر من هذا الشهر بالإضافة إلى اعلان استئناف المفاوضات في الثامن عشر من ابريل الجاري.
ان الوضع القائم في اليمن لا يدعو إلى التفاؤل في الوقت الذي ترسم فيه الحكومة السعودية البسمة على وجهها بمناسبة مرور عام على بدأ الحرب على اليمن.