الثورة نت/فريق العمل
ترجمة/ صادق الأرحبي
قال الكاتب الاسرائيلي دايفيد براها أن احتشاد اليمنيين في صنعاء يوم 26 مارس الماضي أوضح رسالة واحدة.. “أن كرههم للسعودية أسوأ بكثير”. وعرض الكاتب في مقالة نشرتها صحيفة “جورزليم بوست” الاسرائيلية قبل يومين مسار الأحداث في اليمن وتساءل عن أسباب غياب الجهود الدبلوماسية وطلبات المساعدة الإنسان ولماذا لا تتصدر اليمن عناوين الصحف اليومية مثل ما هو الحال بالنسبة لسوريا، ولماذا تغوص أزمة اليمن في بحر من الصمت.
وذكر أن أبرز الإجابات المتصدرة هو الفشل الذريع للأمم المتحدة. وأضاف: في أكتوبر الماضي، نتيجة لضغوط دبلوماسية مكثفة من المملكة العربية السعودية، أُجبرت هولندا على سحب مشروع قرارا لمجلس حقوق الانسان الذي أرسل محققين تابعين للأمم المتحدة للتقصي بشان انتهاكات حقوق الإنسان من قبل جميع الأطراف المعنية.
نهاية الأمر تبنت الولايات المتحدة وبريطانيا دعم مسودة، تمت صياغته بواسطة السعوديين نيابة عن مجموعة الدولة العربية، دعت فيه عموما إلى تقديم” مساعدة تقنية وبناء القدرات” لليمن. وفي وقت لاحق، في فبراير، اصدر مجلس الأمن أيضا قراره الخاص. مع ذلك، لم يتطرق سوى الى تجديد العقوبات التي فرضت العام الماضي على الحوثيين وحلفائهم المؤيدين لصالح، دون ذكر او إدانة تصرفات التحالف بقيادة السعودية، واستخدامهم المفرط وغالبا العشوائي للقوة العسكرية. ويردف دايفيد براها وهو حاصل على درجة الماجستير في الشئون الدولية: هذا يقودنا الى فسير ثالث، ألا وهو التحفظ المتعمد سياسيا من جانب الولايات المتحدة وأوروبا إزاء انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان- محليا، كما هو حاصل في اليمن، وايضا خارجيا . في ظل تفكك أجزاء كبيره من الشرق الأوسط تحت وطأة الحروب الأهلية، الاصطدام الطائفي والتطرف الاسلامي، يعاني الغرب من نقص مريب في وجود حلفاء موثوق بهم هذه الايام. لكن المملكة الوهابية، اللاعب الرئيسي في عدة جبهات في المنطقة، ليست شريك يستحق الإقصاء. الى جانب، ان السعودية تعد حليفا مناسبا لتكون على الساحة اليمنية. فمجرد وجودها يمنع خروج البلد من نطاق السيطرة كما حدث في سوريا بعد تجاهلا دوليا استمر لسنيين. ويؤكد الكاتب أنه بالنسبة للولايات المتحدة وأوربا، ليس هناك من سيعترف بان الأزمة الإنسانية في اليمن غير كافيه لتكون بمثابة محرك لاتخاذ أي إجراء حاسم. بيد ان الصمت المطبق لحكوماتهم ووسائل الإعلام ارفع صوتا من آلاف الأصوات.