التعيينات الأخيرة لهادي .. آخر السمرة مرفالة

حسن الوريث
اصدر هادي قرارات غريبة في توقيتها لكنها متوقعة على اعتبار ان العلاقة متوترة بينه وبين بحاح منذ البداية أي منذ تشكيل حكومة السلم والشراكة الوطنية فهادي كان يريد بن مبارك الذي عينه في البداية لكنه تراجع تحت ضغوط كبيرة من أطراف الاتفاق وتم إجباره على اختيار بحاح ومنذ ذلك الوقت والعلاقة بين الرجلين يسودها التوتر الذي زاد كثيراً جدا خلال انتقالهما للرياض وتداخل المصالح بينهما .
هادي كان ينتظر اللحظة المناسبة للتخلص من بحاح الذي كان يخشى أن يحل محله في أية تسوية قادمة حيث كان البعض يطرح بحاح بديلاً لهادي وعندما كثر الحديث عن قرب التوصل إلى تسوية سياسية وإمكانية تصعيد بحاح بديلاً لهادي ” تغدى به قبل أن يتعشى به” كما يقال كما يؤكد ذلك الخلافات العميقة بين الإمارات والسعودية باعتبار أن بحاح هو عميل الإمارات وهادي ومحسن عملاء السعودية وهذه القرارات تعد انقلاباً من عملاء السعودية على عملاء الإمارات ويدل كما قلت على زيادة اتساع الهوة بين الدولتين وهذا ستكون له تداعيات على الأرض بين مرتزقة الإمارات ومرتزقة السعودية وربما أن الجميع شاهد ما حصل في عدن وما يحصل في تعز ومارب وما سيحصل مستقبلاً .
اعتقد ان هذه التعيينات بمثابة النزع الأخير لهادي وكل فريق الخونة والمرتزقة المتواجدين في الخارج على اعتبار ان علي محسن شخصية محروقة ولم ولن يكون لها قبول داخلياً وحتى دولياً بحكم انه من المتورطين بدعم الإرهاب والجماعات الإرهابية بل أنه يعتبر من مؤسسي القاعدة في اليمن مع الزنداني وبقية الشلة الذين كشفت الوثائق تورطهم في ذلك وأن المخابرات الغربية وخاصة الأمريكية لديها من الأدلة الكثير حول تورط محسن وبعض المرتزقة المتواجدين في الرياض في دعم الجماعات الإرهابية لكنهم الآن بحاجتهم لتحقيق بعض الأجندات في اليمن ودول الخليج وسيكون مصيرهم كمصير من سبقوهم من تلك العناصر الإرهابية فأمريكا لا تبقي أحداً يمكن أن يشكل خطراً عليها وعلى أمنها القومي كما فعلت مع بن لادن وكل العناصر الإرهابية التي كانت نهايتها القتل بالطائرات الأمريكية بدون طيار أو على أيدي المارينز.
بالتأكيد إن هذه التعيينات التي سبقت اجتماعات الكويت لبحث التسوية السياسية اليمنية من وجهة نظري لا تخرج عن أحد مسارين الأول يتمثل في أن السعودية وفريقها من الخونة ” هادي وشلته ” يريدون تحقيق مكاسب من خلال الضغط في المفاوضات القادمة على اعتبار أنهم يعرفون أن علي محسن ليس له قبول لدى الأطراف الوطنية وبالتالي فالتنازل عنه سيكون بمقابل تنازلات كبيرة والمسار الثاني يتمثل في أن السعودية تعد لإفشال المفاوضات ومواصلة الحرب وهي ستستخدم علي محسن كورقة ظناً منها أنه يمكن أن يحقق لها بعض الانتصارات التي عجزت عن تحقيقها طوال العام من الحرب.
من وجهة نظري إن هذه التعيينات سواء كانت للضغط والخروج بمكاسب في المفاوضات أو البحث عن انتصارات عسكرية تعتبر بمثابة المسمار الأخير في نعش المرتزقة والخونة والنهاية المخزية لهم كما أنها ستعمد فشل العدوان السعودي الذي لم يحقق أي هدف من أهدافه المعلنة وغير المعلنة كما انه كما يقول المثل الشعبي عند نهاية أي جلسة سمر في أية مناسبة تكون الأمور وصلت إلى حد الملل والتعب وكل جالس غصب عنه وهذا يأخذ دور العريس وهذا يأخذ دور الفنان وذلك يرقص وهكذا تصبح الأمور في نهايتها فوضى وعبثاً فيقال ” نهاية السمرة مرفالة ” أي أن الأمور وصلت إلى نهايتها وهذا هو ما يحصل الآن وفي الأخير فإن السعودية في اعتقادي ستتخلص من الجميع وستجد نفسها مضطرة للدخول في مفاوضات مباشرة مع الأطراف اليمنية الوطنية الموجودة على الأرض وقد بدأت بوادر ذلك من خلال الدفع بأكثر المرتزقة وقادتهم للمشاركة في المعارك وبأوامر مباشرة من وزير الدفاع السعودي بهدف التخلص من الكثير منهم لأنهم صاروا عبئاً عليها خاصة في حال دخول السعودية في مفاوضات مع الأطراف اليمنية تفضي إلى حل شامل للأزمة بحيث سيكون هؤلاء خارج الحسابات بسبب عدم قبول الشعب اليمني لمبدأ عودتهم بعد أن كانوا سبب القتل والدمار الذي حصل في اليمن.

قد يعجبك ايضا