لنتحد أو لننفصل .. ولكن لنبق يمنيين

محمد خالد عنتر
من المؤسف أن تضيع هوية شعب فجأةً وتعيش الأجيال المتعاقبة بهويةٍ مستحدثة مجهولة لا تمت للحضارة والتاريخ بأي صلة ..
هذا هو حال الفئة التي تسكن نجد والحجاز والأراضي التي تم استئصالها من الأردن والعراق .. والأراضي المغصوبة من أقصى شمال اليمن .. والتي تم جمعها معاً ونسبها إلى شخص كان في الأساس مجرماً وقاطع طريق..
لقد تمكن آل سعود من إسقاط هوية تلك الشعوب وإرثها الحضاري ومكانتها التاريخية و اختزلوها في مسمى أجوف هو ((السعودية)) ..
هذه الدولة التي لا يتجاوز تاريخها العام 1932م .. ولم يذكر التاريخ اسماً لها ولا صفة .. ولا تعرف بين الناس إلاَّ بأنها دولة (تجميع أردني عراقي يمني) .. ابتلعت شعبها وحضارته .. وألغت تاريخ المنطقة التي تحتلها.
بالطبع لا ننسي أن أرض مكة والمدينة هما من أقدس الأراضي لدينا نحن كمسلمين ولهما دلالاتٍ تاريخية مهمة كونهما المدينتين اللتين عاش فيهما رسول الله معظم حياته ..
ولكن .. أي عارٍ لحق بالأراضي المقدسة حين أصبح هؤلاء ملوكها؟؟
أي عارٍ لحق بأرض رسول الله حين ضاع اسمها وأصبحت تنسب إلى رجلٍ مجهول الهوية والنسب وأصبحت هوية سكان تلك المنطقة منسوبةً اليه .
الأمر في الإمارات ليس مختلفاً كثيراً .. فدولةٌ بلا هوية من الطبيعي أن تحصل الحاصل وتعيش تحت أي مسمى .. أين كانت هذه الدويلة قبل أن تكون الإمارات؟
أوه عفواً نسيت .. كان اسمها (إمارات الساحل المتصالح) .. ومن أصلح بينها؟
نعم .. بريطانيا .. وعليه فقد عرفنا أين موقع (الإمارات) اليوم .
حقيقة /
حين عجز من لا تاريخ له عن هزيمة التاريخ كله فقد حاول تغييره وطمس حقيقته .. وهذا ما يريده هؤلاء المهجنون لليمن ..
لا تتساءلوا كثيراً كيف .. فالجواب أمامكم واضحاً إن أنتم التفتم جنوباً ..
نعم جنوباً ..
وإلا فما الغرض من إسقاط الهوية اليمنية عن الجنوب اليمني ومحاولة دعم وتأييد طمس المسمى اليمني على تلك المناطق وتكرار دعوتها بالجنوب العربي ..
موضوعي ليس موضوع وحدة أو انفصال .. ولكن استمرار بعض الأفواه برفض أسم ((اليمن)) وتمسكها باسم ((الجنوب العربي)) هو جزء من مخطط خبيث لإلغاء هوية وتاريخ وإرث وحضارة شعب لمجرد الفجور في الخصومة ..
لنتحد أو لننفصل .. ولكن لنبق يمنيين .. ولنجعل من السودان مثالاً صارخاً في وجهنا .. فرغم انفصال الدولتين إلاً أن كلتاهما بفيتا متمسكتين بقي متمسكاً بهويته المتجذرة في عمق التاريخ ..
ولم يتخليا عن مكانته التاريخية لأن الأرض واحدةٌ مهما تفرقت القلوب ..
لنتنازع معكم على مسمى ((اليمن)) حتى .. خيرٌ لكم من أن تخسروا أصلكم وجذوركم وهويتكم الحضارية..
نحن يمنيون ولسنا شماليين .. وأنتم يمنيون ولستم جنوبيين ..
لا تتنازلوا عن هذه الحقيقة فالعدو يريد أن يمحو أصلكم لأنه لا أصل له .