ضربت أروع الأمثلة في التضحية والعطاء :

المرأة اليمنية .. تحدٍ وصمود … ؟
تقرير / زهور السعيدي

من  المواقف التي لا شك ستبقى خالدة في تاريخ اليمن وفي ذاكرة الإنسان اليمني تلك التي سجلتها المرأة اليمنية في مواجهة العدوان السعودي على اليمن وتحمل تبعاته وآثاره الكارثية التي شملت كافة مناحي الحياة .
المرأة اليمنية  قدمت اكبر التضحيات فهي الشهيدة وأم الشهيد وزوجته,  كما قامت بواجباتها الوطنية إزاء المجتمع بأكمل وجه,  فرأيناها في كل الفعاليات المنددة بالعدوان. كما سجلت الكثير من المواقف العظيمة وهي تستقبل الشهداء الأبرار بقلب ثابت وإيمان لا يتزعزع, كما كانت  في مقدمة قائمة الشهداء والجرحى الذين سقطوا بالآلاف جراء صورايخ الحقد السعودي .

اليمنيات يعشن اوضاعا في غاية الصعوبة والسوء فكثير منهن فارقن الحياة مع أطفالهن اثر الاستهداف العشوائي لطائرات العدوان للمنازل والمناطق الآهلة بالسكان في مختلف أنحاء الوطن والمئات منهن إن لم يكن الآلاف مقعدات بفعل الجراح والإصابات البليغة التي أصابت أجسادهن بقذائف وقنابل الطائرات السعودية إلى جانب مئات الآلاف ممن نزحن عن بيوتهن ومناطقهن مجبرين بسبب القصف الجوي الكثيف والمتواصل بحثاً عن السلامة والأمن ليجدن أنفسهن أمام معاناة إنسانية متعددة بسبب انعدام ابسط مقومات الحياة الأساسية وضرورات العيش اليومي في مناطق النزوح .
ناهيك عن المأساة والمعاناة العامة التي أنتجهما العدوان والحصار على حياة اليمنيين عامة وكانت النساء, بحسب المنظمات الإنسانية المحلية والدولية, ابرز المتضررين من ويلات وتداعيات هذا العدوان الوحشي.
ولم تكن تخلو جريمة من جرائم العدوان خلال عام كامل من الضحايا النساء سواء في استهداف المنازل أو الأسواق أو المنشآت العامة والمرافق الخدمية والحكومية وبحسب آخر إحصائيات لضحايا العدوان فقد تجاوز عدد الضحايا من النساء الأربعة آلاف شهيدة مواقف المرأة كانت محل إشادة العديد من الفعاليات الوطنية والجهات الرسمية والشعبية,على سبيل المثال الاحتفالية النسوية التي أقيمت في صنعاء في 21 مارس 2016 مناسبة عيد الأم حيث أشار المشاركون إلى ثبات وتضحيات المرأة اليمنية وترسيخ القيم والهوية الوطنية في نفوس الأجيال وصمودها الكبير في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد جراء العدوان الذي حصد الكثير من أرواح النساء والذي كانت ضحيته ألفان و700 امرأة, في انتهاك واضح لكل المواثيق والقوانين الدولية .
حصد الأرواح
وتعتبر شريحة النساء هي الشريحة التي تتصدر قائمة ضحايا العدوان إضافة إلى الأطفال. فآلاف النساء, كما تؤكد ذلك الإحصائيات الرسمية وتقارير المنظمات الدولية المعنية, قد سقطن في الغارات الوحشية الغادرة التي تنفذها طائرات العدوان السعودي على مختلف محافظات الجمهورية منذ عام .
وفي شهر 9 \2015م بعد ستة أشهر من العدوان استهدف العدوان عرساً بمنطقة واحجة في مديرية ذباب في محافظة تعز خلف 150 شهيداً معظمهم من النساء وفي يوم الجمعة 18\ 9\ 2015 قصفت طائرات العدوان  أسرة حفظ الله العيني في صنعاء القديمة وهم في منزلهم يتناولون طعام العشاء واستشهدت الأسرة بكاملها وفي 16 مارس 2016 م  ارتكب العدوان مجزرة مستبأ في سوق الخميس بمحافظة حجة سقط فيها 120 شهيدا معظمهم من النساء والأطفال ..
وفي جريمتي نقم وعطان في 20 ابريل و12 مايو من العام الماضي خلفتا أكثر من 150 شهيدا وأكثر من ألف جريح كانت النساء أكثر الضحايا فيها .
إرادة المرأة
لقد كان استهداف العدوان لنساء اليمن طوال السنة الماضية استهدافاً همجيا ووحشياً فقد تجاوز كل قوانين الحروب التي تمنع توجيه السلاح ضد المرأة والطفل بشكل عام.  فقد استشهدت آلاف النساء ونزحت الآلاف مع أطفالهن وفقدت الكثير منهن أزواجهن أو أبناءهن ولكن ذلك لم ينجح في كسر إرادة وعزيمة المرأة اليمنية
وتقول ناشطات حقوقيات بان النظام السعودي حصد أرواح النساء والأطفال في البيوت أكثر مما حصد أرواح الرجال في ميادين القتال. فالدور الذي لعبته المرأة اليمنية في التصدي للعدوان على مدى عام كامل, يعكس مواقف الصمود والثبات في إيمان وعزيمة وإرادة نساء اليمن .
ولعبت المرأة اليمنية دورا عظيما ولا تزال في مجابهة العدوان الغاشم الذي يتعرض له الوطن منذ أواخر مارس الماضي رغم كل المصاعب والمحن التي تعيشها في ظل العدوان..فكانت في مقدمة الصفوف المنددة بجرائم وانتهاكات العدوان في مختلف الفعاليات الاحتجاجية وكانت الزوجة والأم والزوجة المؤمنة الصابرة المحتسبة المدركة لأهمية دورها ومسئوليتها في الظرف الحرج الذي يعيشه الوطن في تعزيز روح الولاء الوطني في نفوس أبنائها والإسهام في ترسيخ قيم ومفاهيم التكافل الاجتماعي وبث روح المحبة والتراحم ووضع بصماتها المشرقة في التأسيس لغد أجمل في حياة اليمن واليمنيين.

قد يعجبك ايضا