إبداعات الشباب في معرض صفاقس لكتاب الطفل

رغم الأوضاع الصعبة و رغم كل عوامل الإحباط و الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة لا يزال الشباب اليمني يقدم نماذج استطاعت أن تكسر كل الصعاب وتقدم عصارة علمها من تجارب مشرفة ، “شباب ومهارات” وفي إطار بحثها الدؤوب عن الشباب المبدع في مختلف جوانب الإبداع والذي يمثل شمعة تضيء في هذا الواقع المظلم تواصلت بالشاب اليمني المبدع صدام العدلة، رئيس مؤسسة ثراء لفنون الدمى، الذي يمثل اليمن في معرض صفاقس لكتاب الطفل والذي حدثنا عن تجربته في مجال فن الدمى قائلاً:
بدأت قصتي مع العرائس والدمى عند مشاهدة أول عرض لعرائس القفاز في العام 2003م قبلها تأثرت ببرنامج الأطفال “افتح ياسمسم” الذي كان يبث في التلفزيون وأبهرت جداً بشخصية نعمان وبمشاكسات بدر وأنيس وكعكي، وشكلت تلك الشخصيات عندي هاجساً كيف تتحرك وتتكلم وتغني ولم أكن حينها أعتقد أنني في يوم من الأيام سأعرف خفايا وأسرار هذا النوع من العمل الفني .
وأضاف فنان العرائس والمتخصص في فن الدمى صدام العدلة : في العام 2004م تلقيت أول تدريب في ورشة عن كيفية الجوارب وفي ذات العام أنتجت مؤسسة إبحار التي أقامت الورشة عرض عرائس قفازية في إطار مشروع الدمى المتجول واشتركت فيه وعرضنا تلك العرائس في صنعاء في الإجازة الصيفية بعدها كرر المشروع وحتى 2008م وشمل هذه المرة إضافة إلى صنعاء محافظة عدن ومحافظة تعز بعدها في 2009م شاركت في مشروع القراءة بواسطة مسرح العرائس وشمل هذا المشروع أربع مديريات في صنعاء والحديدة وحجة.
وأردف صدام العدلة قائلا : أول ورشة قمت بالتدريب فيها كانت في 2010م مع منظمة كير الدولية عن كيفية استخدام مسرح العرائس مع الأطفال كما ساهمت في مبادرة حماية الأطفال واليافعين في العاصمة لكن أول تحول في مسيرتي في هذا الفن كان عندما كونت مع مجموعة من الشباب أول مبادرة متخصصة بفن العرائس تحمل اسم” مبادرة ثراء لفنون الدمى” وقدمنا أكثر من عرض للأطفال والكبار ناقشنا من خلاله قضايا الطفولة مثل الزواج المبكر والمساحات الآمنة للاطفال في ظل الحروب وغيرها من القضايا، في 2013م تم اختياري نتيجة لجهودي التي قدمتها ضمن الفريق الوطني للمساحات الآمنة وفي 2014 ممثل اليمن في الاتحاد الدولي لفنون الدمى “UNIM” ضمن الاحتفال باليوم العالمي لفنون العرائس في 21مارس من نفس العام المشاركات الخارجية.
وأشار الشاب صدام العدلة لشباب ومهارات بالقول: حولت مبادرة ثراء إلى مؤسسة ثراء لفنون الدمى وقدمنا الكثير من العروض والورش الفنية للأطفال المعلمين في فن العرائس مع العديد من الشركاء المحليين وبعدها كانت تجربتي في مجال فن الدمى والعرائس من خلال المشاركات الخارجية حيث اشتركت في مشروع الشوارع الخلفية ” ورشة القيود والحريات وتحريك العرائس والتي نظمتها مؤسسة أي اكات – مكتبة الاسكندريه في جمهورية مصر العربية كما شاركت في معسكر أضف للإعلام والفنانين في الإسماعيلية – مصر وكذلك المشاركة في الملتقى العربي لفنون الدمى وخيال الظل بدورته الثانية ورشة عرائس خيال الظل الهيئة العربية لمسرح المعهد العالي للفن المسرحي المركز الوطني لفن العرائس الجمهورية التونسية في أكتوبر 2014م.
وأكد العدلة قائلاً: حاليا أشارك في معرض كتاب الطفل بدورته 23 والذي يقام في مدينة صفاقس التونسية حيث مثلت اليمن بلدي التي اعتز بها خير تمثيل من خلال ورشة فنية متخصصة في صناعة العرائس المبسط  للأطفال والمعلمين وبعض المربين في القطاعات التعليمية حيث أردت من خلال هذه المشاركة إثبات تواجد اليمن في المحافل الثقافية الدولية وعملت على إبراز النشاط الثقافي في اليمن خاصة في ظل ما تمر به بلادنا من أحداث ولكن الفن يظل الرسالة الأسمى للسلام والتعايش حيث شارك في الورشة 500 مشارك من الأطفال والزوار للمعرض حيث تشارك الكثير من الدور العربية والأجنبية في دورات عن كتب الأطفال وهناك الكثير من الدورات المستقبلية التي سأقوم بها في مجال فن الدمى والعرائس في الإمارات والسودان والحمد لله راضٍ كل الرضى على ما قدمته في مسيرة عملي المتواضعة وكذلك على ما قدمته في إطار معرض صفاقس لكتاب الأطفال.
وفي ختام حديثة قال الفنان والمبدع صدام العدلة: أشكر الأستاذ نعيم السيالة مدير جمعية صفاقس لكتاب الأطفال على التكريم الذي حظيت به في نهاية فعاليات معرض صفاقس لكتاب الطفل وأعتبر التكريم تكريماً لليمن التي يشرفني تمثيلها في المحافل الدولية رغم ما تمر به من أوضاع مأساوية وسأعمل على أن أقدم كل ما أستطيع في المستقبل في مجال الدمى والعرائس حيث من ضمن الأهداف المستقبلية إنشاء معهد متخصص بفنون العرائس يقدم خدمة التدريب وإنتاج العروض ورفد البيئة الثقافية اليمنية بفنون العرائس عبر نشاط مؤسسة ثراء لفنون الدمى، وهنا لا يفوتني أن أشكر صفحة شباب ومهارات في صحيفة الثورة لاهتمامها بقضايا الشباب ونقل هموم قطاع واسع من السكان وهم الشباب  الذين يحتاجون الدعم والمساعدة من أجل بناء اليمن وتنميتها وأعتز كذلك بتواصلكم ونقل تجربتي في مجال فن الدمى والعرائس خارج اليمن وأتجهز للسفر من تونس إلى مصر لاستكمال دراسة الماجستير في مجال الإعلام .

قد يعجبك ايضا