عبد الوهاب شمهان
الكثير يضمحل لديهم الأمل في إحياء السياحة اليمنية بعد أضرار العدوان المتفاقمة الناتجة عن التوسع في قصف البنى الفوقية للسياحة اليمنية والتي تشمل المنشآت الفندقية ومنشآت الطعام والشراب والمتاحف والأسواق بل تسوية مدينة صعدة وحرض في معظمها بالأرض والذي يفوق وقوع الزلازل وانفجار البراكين .
إن ما أصاب القطاع السياحي في كل محافظات الجمهورية يجعل القطاع السياحي في نكبة وكارثة لم يسبق أن حدثت لأي قطاع سياحي في أي بلد لم يكن التدمير نتيجة خطأ أو انحراف وإنما كان عملا مقصودا وموجها بشكل منهجي منظم يتزايد كل ما مضى الوقت وطال أمد العدوان وصمت العالم وتضاعف الدعم الأمريكي البريطاني ، وتعدى قصف المنشآت السياحية إلى تدمير البنية السياحية الثقافية والتاريخية وكل موقع جميل ومعلم ومنطقة مرتبط بالسياحة إلى أن ارتفع السؤال محليا ودوليا حول الهدف والغاية من هذا التدمير المتعاظم بدون توقف أو اعتذار حتى وصل إلى المدن التاريخية الحية ، إنها منهجية تخشى من التاريخ وتخاف من الحضارات وترهبها الشعوب الحية وان كرس أعداء اليمن جهدهم في استمرار فقرها وتوسع مساحته إلا أن الفقر صار دافعا لخوض معركة الكرامة والصمود بالروح والدم فلم يعد هناك عائق يمنع تجييش القوافل المقاتلة عن الشرف والعرض والأخذ بثأر من وقع في الأسر من المواطنين ومن الجيش واللجان وعوملوا معاملة لا ترتكب في حروب الرجال الشجعان وإنما كانت صورة لهمجية العدو الممول لتلك العناصر التي شوهت بالإسلام ونكلت بالإنسانية وإعادة همجية ووحشية التتار والحروب الصليبية وعدوانية من يدير عدوانا وهو فاقد للقيم والمبادئ والأعراف الإنسانية من وضع شريعة الإسلام شريعة الله وراء ظهره إنها أمريكا القاتل لأطفال اليمن ونسائه وشبابه ، هذا الوحش الكاسر وحلفاؤه من العرب المتخاذلين الطامعين البائعين آخرتهم بعرض من الدنيا الزائلة ، فهم صانعوا المجازر في اليمن والعراق وسوريا بأموال وأيد عربية باسم الإسلام وباسم المذهبية والسنة.
من هنا حيث يزرع الخوف تولد القول بأن السياحة ذهبت وتوارت تحت هذا الركام من الفعل الإنساني الخبيث الذي يدمر ولا يعمر ويسعى بقوة وإصرار على إشعال الاقتتال الداخلي عبر مجنديه الناهبين للمساكن المعتدين على الحرمات في عدن وتعز ولحج وابين وحضرموت وإب ورداع والبيضاء وذمار وفي كل منطقة تواجدوا فيها مما يضاعف التفاف أمة اليمن مع جيشها واللجان للخلاص من هذا الكابوس وهذه الحالة المسيئة.
الإسلام دين رحمة وتسامح لم يكن ديناً دموياً وإلا ما بقيت الأقليات طوال أكثر من أربعة عشر قرناً حتى يأتي هذا الطاعون الأمريكي السعودي فيفتك بها، أقولها بوجع السعودي الذي كثر اعتزازنا بعلاقاتنا وتعاوننا السياحي الأخوي والإنساني معه، ليتحول في لحظات من الزمن إلى عدو وخصم لدود يسفك الدماء ويتغذى بأشلاء الضحايا الأبرياء بحجج ما أنزل الله بها من سلطان.
ومع انطلاقة جيشنا لردع هذه الهمجية نقول إن مستقبل اليمن في يد الله وحده لذلك يستمر الأمل بالله وبه تستمر الحياة وسيكون مستقبل السياحة وكل القطاعات في ازدهار وعلو وسوف تتعاظم منافعها وإن احتجنا إلى سنوات من العمل وإعادة ترتيب الأوضاع وإعادة تثبيت الأمن والاستقرار وتعزيز قدرات الجيش والأمن .
إن السياحة تحتاج إلى رؤي علمية توحد القدرات والإمكانات ولا تفرقها وتدفع نحو تكامل مؤسساتها وهو احد آمال الطريق السوي نحو المستقبل المزدهر هذا الأمل الذي لا يموت بل يحيا ما بقيت القلوب طرية خضراء وتحيا معه السياحة كلما كانت المسؤولية حساً وطنياً ونزاهة تحكم المسار الثوري الشعبي المتواصل مع ثورتي سبتمبر وأكتوبر مكللة بوحدة اليمن وسلامة أراضيه وكلما كان التمسك بالوحدة الوطنية هدفا وغاية، كان مستقبل السياحة أكثر حضورا لأنه يمثل مصدرا هاما من مصادر الدخل وإنعاش الحياة الاقتصادية والاجتماعية وأحد سبل جذب الاستثمار الذي يعد سياسة المستقبل السياحي الواجب العمل على تخفيف قيود تواجده في ظل الحفاظ على قيم المجتمع وعقيدته وتماسك شرائحه وتوسيع انتشاره خدمة للإنسان وخدمة للضيافة اليمنية العربية الأصيلة ، فالمستقبل واعد بالخير مادمنا مع الله وحده.