اليمن العظيم
إبراهيم حسين الحباري
الصمود الأسطوري لليمن أرضاً وإنساناً خلال عام وما حققه الجيش واللجان الشعبية ورجال القبائل اليمنية طيلة هذه الفتلاة من انتصارات عظيمة في مختلف الجبهات والمواقع وساحات المعارك في نجران وجيزان وعسير وتعز ومأرب والجوف وفرضة نهم وصحراء ميدي وغيرها هو محل فخر واعتزاز لكل اليمنيين ويجب أن ندرس تلك الملحة الوطنية الشعبية والعسكرية لكل الأجيال في المستقبل رغم إمكانات اليمن العسكرية المتواضعة والمعاناة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها معظم سكان اليمن.
لاسيما واليمن تخوض تلك المعارك أمام تحالف دولي وعدوان بربري غاشم بقيادة أمريكية – سعودية ساركت فيه أكثر من عشرين دولة وتمتلك أحدث وأضخم الأسلحة المتطورة ذات الكفاءة العالية وتحت إشراف خبرات قيادات عسكرية أمريكية وبريطانية وإسرائيلية.
ذلك العدوان الذي تكهن منذ بدايته بأن اليمن أصبحت دولة هشة وضعيفة خصوصاً بعد أزمة 2011م والمؤامرات التي أوكلت إلى نظام هادي وقام بتنفيذها لاسيما هيكلة الجيش اليمني وإضعافه وتعطيل منظومة الدفاع الجوي واغتيال كوادره من الكفاءات الجيدة وغيرها وبأن سقوط صنعاء واحتلال اليمن مهمة سهلة قد تتم في الأيام السبعة الأولة من العدوان.
تلك التكهنات وتلك الأهداف التي ذهبت مهب الريح أمام سواعد أبطالنا في الجيش واللجان الشعبية التي لقنت تحالف العدوان السعودي هزائم تلو الهزائم في الآونة الأخيرة منها على سبيل الذكر محرقة صافر بصاروخ توشكا وتوشكا باب المندب وتطهير صحراء ميدي ومجزرة للغزاة والمرتزقة في فرضة نهم وغيرها والتي تكبد فيهن العدو خسائر باهظة في الأرواح والعتاد والآليات رغم التفوق الهائل لسلاح الجو للعدوان كطائرات “f16” والأباتشي والاستعانة به في تلك المعارك ناهيك عن آلاف الغارات الجوية اليومية على اليمن على مدار الساعة واليوم والعام والتي لو كانت في أي بلد آخر في العالم لهاجر معظم سكانه وسقط خلال أيام من ذلك العدوان بعكس آلاف اليمنيين العالقين في الخارج الذين أًصروا على العودة والموت في بلادهم في اليمن.
نعم إنه بلد عريق وشعب عظيم في قيمه ومبادئه وشجاعته وصلابته وقوة إيمانه وحبه في الدفاع عن وطنه طالما يوجد بين أبنائه مثل الشهيد البطل لطف القحوم الذي مثل بصوته وزوامله ولوحده كتيبة عسكرية إعلامية كاملة أسهمت في حشد المهمم ورحى الصفوف ورفع معنويات كل فئات الشعب بجيشه ولجانه الشعبية في ملحمة وطنية خلفت من ورائها تلك الانتصارات العظيمة.
كما يؤكد تلك الانتصارات تصريح الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الروسية الذي سخر من إعلان السعودية بأنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا.
والتي قالت فيه “هل انتصرت السعودي على الجميع قي اليمن؟ وكذلك تصريح وزير الخارجية السوري “وليد المعلم” الذي سخر هو الآخر وقال: هل انتصرت السعودية في اليمن؟
تلك عبارات السخرية التي وضعت السعودية في وضح محرج ومخز للغاية والتي تحمل في مضمونها أن على السعودية أن تحرر منطقة الربوعة أولاً قبل التفكير في إرسال قوات برية إلى سوريا والتفكير في كيفية الخروج من هذا المستنقع الذي حذر منه محمد حسنين هيكل من قبل وبات ينذر الآن فعلاً بانهيار وسقوط المملكة نتيجة للسياسات الطائشة والمتهورة لعيال آل سعود والتماليف الباهظة التي دفعت ثمناً لهذا العدوان والتي تقدر بمليارات الدولارات.
كل هذه التصريحات شهادة تؤكد بأن اليمن دولة عظمى استكاعت أن تقهر وتهزم تحالف العدوان السهودي بعدته وعتاده الذي لم يستطع تحقيق شيء من أهدافه سوء قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير مصانع الزبادي وحليب الأطفال ومزارع الدواجن والمراكز الطبية وتدمير المباني والجسور تحت شعار أمريكا تقتل الشعب اليمني، بالإضافة إلى التحليلات العسكرية في الصحف الدولية والعربية والمحلية التي تفيد بأن الجيش اليمني رغم افتقاره إلى السلاح الحديث إلا أنه جيش قوي يمتلك من القوة والإرادة والشجاعة في عناصره البشرية ما قد يمكنه كي يكون واحداً من أقوى الجيوش في العالم.