في حضرة الشهيد الخيواني
محمد المنصور
لا يعزي اليمنيين في أحبائهم وأقربائهم الذين استشهدوا على أيدي أدوات العدوان ، وأجهزته الاستخباراتية القذرة طيلة الفترة الماضية سواء شخصيات اجتماعية أو سياسية أو ناشطين أو جيش ولجان شعبية أو مواطنين عاديين سوى أن تنتصر اليمن، ويندحر العدوان ومرتزقته، ومشروعه التآمري ..، وأن ينتصر اليمنيون لأنفسهم وتضحياتهم بالنجاح في بناء دولتهم العادلة.. دولة المواطنة المتساوية.. دولة الشراكة الوطنية .. بنظامها الديموقراطي الجمهوري التعددي.. تلك في اعتقادي هي ما تستحقه تضحيات الشهداء الكرام من أبناء اليمن بمختلف مناطقهم وانتماءاتهم واتجاهاتهم السياسية والفكرية.
ما استشهد من أجله أمثال الأخ والصديق الصحفي والكاتب عبدالكريم الخيواني وغيره من شهداء العدوان السعودي الأمريكي الظالم، وعلى أيدي مرتزقته وعصاباته .. هو القضية الوطنية ذاتها التي ظلت شغل اليمنيين الشاغل حتى اللحظة.
اغتيال الشهيد عبدالكريم الخيواني قبل أيام من بدء العدوان السعودي الأمريكي المجرم على اليمن أرضاً وإنساناً لم يكن صدفة.. بل كان مقصوداً لدى العدوان وأدواته القذرة ومن ضمن ممهداته وأهدافه الأولية..
كان العدوان يريد إسكات صوت الشهيد عبدالكريم الخيواني الوطني والصحفي الحقوقي المحلي والعربي والدولي.. لكي يمر العدوان بدون عقاب وبدون رصد وبدون فضح، ولكي لا يحرج عبدالكريم منظمات الداخل الحقوقية وناشطيها الذين انحاز معظمهم للعدوان أو صمتوا.
ولكي لا يحرج عبدالكريم الصحفيين ونقابتهم الذين مال معظمهم للعدوان تصريحاً أو تلميحاً أو رأينا منهم جوقة ارتزاق تبرر العدوان في قنوات العدوان وفي صفحات التواصل الاجتماعي .. تم اغتيال الخيواني .. لكي ولكي .. وثمة حسابات لقوى الإجرام في الداخل مع القوى التي عارضت مشروع الهيمنة والاستبداد والتبعية- كانت الحروب- والاغتيالات والحملات الإعلامية المسمومة ومن ثم العدوان سلسلة متتالية في سياق مخطط جر اليمن والمنطقة إلى مربع الفتنة والخراب والهيمنة التي تلعب فيها السعودية ودواعشها ومرتزقتها دور المنقذ, اللعبة كبيرة بحجم مؤامرة استعمارية لم تتوقف وبحجم إمكانات مادية وبشرية تعمل في الخفاء والعلن لكي تبقى اليمن وأقطار الأمة ممزقة شيعا وأحزاباً وقبائل وجهات وأعراقاً ومذاهب تتصارع فيما بينها وتتقاتل تحت راية المستعمر نفسه بتعدد الأسماء والعناوين.
منذ عام استشهد عبدالكريم الخيواني ذلك الإنسان الرائع المتعدد الدؤوب المخلص لقضية الوطن والإنسان، لا شك بأن القتلة نجحوا في أن يلحقوا بنا وجع الفراق والفقد والحنين وافتقاد عبدالكريم المواهب والقدرات والرؤى السباقة والصراحة والوضوح والصرامة في قول.. لا شك بأننا خسرناه على كل صعيد لكن الوطن وقضيته سيظل في صلب معنى استشهاد عبدالكريم الخيواني وكل من اغتالتهم أيادي الغدر والخيانة, وحروب العدوان ومجازره.
رحمك الله أخي وصديقي العزيز.. وعاشت اليمن حرة عزيزة أبية, واللعنة على القتلة الجبناء.