حزب الله وقرار ” الجامعة العربية “..؟!!
طه العامري
أن يصبح ” حزب الله ” قضية تشغل أنظمة ” العهر والانبطاح ” فهذا دليل على عظمة هذا الحزب وقوة نفوذه وحضوره وهذا ما كنا نريده ونتمناه .. أن تصبح ” المقاومة ” هي قضية دول مجلس التعاون الخليجي , ومجلس وزراء الداخلية العرب ومنظمة المؤتمر الإسلامي , وأخيرا وزراء خارجية الدول العربية الذين اجتمعوا مؤخرا في القاهرة ليس لمناقشة العدوان الصهيوني اليومي على الشعب العربي في فلسطين , ولا لمناقشة وقف سفك الدماء العربية في اليمن وسورية والعراق وليبيا , لم يجتمع مجلس وزراء الخارجية العرب لمناقشة أيا من هذه القضايا الدامية , بل اجتمعوا لإدانة حزب الله والتأكيد على إنه منظمة ” إرهابية ” ..؟
حزب الله فعلا حزب أرهب العدوان ” الصهيوني ” وأقلق سكينته وجعل هذا الكيان يعيش في حالة قلق دائم وخوف وترقب كلما أوغلت قواته في سفك الدم العربي في فلسطين، خاصة بعد أن أبتكر هذا الكيان وسيلة ” القتل الاستباقي ” فهو يقتل كل عربي فلسطيني رجلا كان أو امرأة , طفلا أو شيخاً , فالجيش الذي قهره حزب الله وذله وأهانه وأسقط كل أساطيره ومزاعمه ميدانيا في حرب كان العالم يراهن على أنها ” مخاض لشرق أوسط جديد ” وبعد 33 يوما أتضح للعالم زيف الأساطير الصهيونية وكذب مزاعمهم , لتنتهي أسطورة جيش الكيان الذي عاد لينتقم من الشعب العربي في فلسطين , ناهيكم عن أن هذا الكيان خطط لما يسمى ” الربيع العربي ” ليجعل منه ” ربيع الانتقام ” من كل الشعوب العربية التي ناصرت المقاومة وأيدت مواقفها وباركت خطاها وطربت لانتصارها المدوي وهو الانتصار الذي لم يعجب حلفاء وأصدقاء الكيان الصهيوني في نجد والحجاز ومنطقة الخليج , الذين ظلوا يترقبون الفرص للثأر من حزب الله على هزيمته للجيش الصهيوني ..!!
بيد أن قرار أو موقف وزراء الخارجية العرب يوم أمس الأول في مقر الجامعة ” العبرية ” هو قرار الخزي والعار والاستسلام والانبطاح , فالقرار يعكس ويجسد هوية أنظمة ” العهر العربي ” بزعامة ” آل سعود ” الذين وظفوا ثرواتهم لسفك الدم العربي في اليمن وسورية وليبيا والعراق وحتى مصر لم تسلم من مؤامرة نظام ” آل سعود ” فما يجري على أرض ” سيناء ” هو صناعتهم ويقوم به تلامذتهم وأن أعلنت أسرة ” آل سعود ” كذبا أنها تكافح الإرهاب فهي الدولة الراعية والممولة والمخططة لكل ” العلميات الإرهابية ” بل أنها تمارس ومنذ عام إرهاب الدولة بحق اليمن الأرض والإنسان ..
ندرك جيدا أن قرار ما تسمى ” الجامعة العربية ” هو قرار عائد إليها وللدول التي فرحت به وباركت نصوصه , فالمقاومة أكبر وأعظم من أن يهزها قرار صادر عن ” أشباه الرجال ” فكل من حضر اللقاء وبارك القرار هم مسوخ العرب وليس لهم ثقل ولا وزن طالما وهم عبيد في إسطبل آل سعود , وهم من منحوا هذه الأسرة حق التصرف بقضايا العرب والعروبة مقابل حفنة من المال المدنس ..!!
فلسطين وعلى مدى عقود لم تحظ باهتمام نظام ” آل سعود ” كما يهتم هذا النظام بحزب الله والمقاومة ويسعى من وراء هذا الاهتمام إلى إطفاء ” نور الله ” الذي لن ينطفي ,لأن حزب الله هو نور الله وهو عنوان الشموخ والكرامة والعزة ليس للبنان بل لكل العرب ولكل المسلمين رغم أنف ” آل سعود ” وزبانيتهم وجامعة “العهر” التي تحولت لوكر من أوكار ” الدعارة ” , ناهيكم أنها أصبحت وسيلة يمتطيها أشباه الرجال لفرض رجولتهم على الأمة وعلى قضاياها المصيرية , ففلسطين يسفك دماء أبناءها ونساءها وشيوخها وأطفالها, وبصورة يومية بل وعلى مدار الساعة , ومع ذلك لم تقل جامعة ” العهر العربية ” كلمة , ولم يصدر عنها قرار أو موقف ,منذ بدأت مجزرة الصهاينة بحق هذا الشعب المظلوم والمنكوب منذ ستة عقود ونيف , كما لم يصدر عن هذه ” الجامعة ” ما يدين جرائم آل سعود في اليمن وجرائمهم بحق الشعب العربي في سورية وليبيا والعراق , بل رهنت الجامعة نفسها للأنظمة الخليجية مقابل أن تتكفل هذه الأنظمة برواتب موظفي الجامعة وأمينها العام ..!!
حزب الله لا يخشى ولا يهاب قرارات الجامعة العبرية التي تصدر بحقه فهو أكبر من الجامعة ومن الأنظمة التي تشغل الجامعة , لهذا جاء الترحيب بالقرار من الصهاينة وعبر ” تسيبني ليفني ” التي وصفت القرار بأنه ” قرار شجاع يعبر عن حكمة ” من أصدر القرار ..؟!!
إذن القرار وبكل صراحة هو قرار صهيوني ولخدمة الصهاينة ومن يخدم الصهاينة وينبطح لهم ليس عربيا ولا مسلماً ولا صاحب قيم ولا يعرف الأخلاقيات .. ومن كان على هذه الشاكلة والمواصفات ليس له تأثير على حزب الله والمقاومة، فالمقاومة، الإسلامية في لبنان هي أكبر وأعظم من كل أنظمة ” العهر الخليجي والعربي المنبطحين ” من زبانية الصهاينة والأمريكان , أقول هذا لأن من لا يخشى الصهاينة أنفسهم من أين له أن يخشى زبانيته ولا الكلافين في إسطبلاته ..
لهذا وللمرة المليون بعد المليار .. نحني هاماتنا لحزب الله وللمقاومة ولسيد المقاومة ولكل عضو في حزب الله المقاوم ونشد على أيديهم، فهم القوة الرادعة للعدو والمربكة لحلفائه والغصة التي تقلقهم أسيادا كانوا أو عبيداً ..!!