في التاكسي
أقول قولي هذا
عبدالمجيد التركي
كان سائق التاكسي ينصتُ ونحن نتحدَّث عن أفكار عبدالله القُصيمي، وعن مؤلَّفات حسن فرحان المالكي، وعن الرواية اليمنية التي ازدهرت في العشر السنوات الماضية..
توقَّف التاكسي لينزل صديقي الذي كان معي، وبقيتُ معه ليوصلني إلى البيت.. فاجأني السائق بسؤاله: هل عملكم هو الاهتمام بهذه الأشياء!! قلت له: لا، فقال: ومن أين تعرفون كلَّ هذه المعلومات عن المؤلفين وعن الرواية اليمنية؟ قلت له: هي معلومات عامة، ولم أكن أدري أنك حصرت الحديث في جانب جغرافي، فنحن نتحدث عن الأدب بوصفه إنسانياً، ولكن صادف أن الحديث كان عن هؤلاء، وحين نتحدث لا نصنِّف الشخص أو نجيِّره لمنطقة معينة.
هي معلومات عامة، بحكم قراءتنا واطِّلاعنا على كلِّ جديد، واهتمامنا بالمشاهد الثقافية في كلِّ الأقطار العربية، ونرى الكتب الجديدة التي يصدرها أصدقاؤنا في الفيس بوك وعلى مواقع الانترنت الأخرى، ونقرأ عن حفل توقيع كتاب أو رواية.
كان استيعابه لما أقول صعباً، وكأننا نجمع المعلومات كما يجمع هو المال، رغم أن القراءة والمتابعة أكثر تعباً وجهداً مما يقوم به، فقلت له: إن هذا الحديث عادي جداً، لأننا متابعون لهذه الأمور، ولا يكتب شاعر أو روائي شيئاً إلا ونقرأه، سواء داخل الوطن أو خارجه.
أوصلني إلى البيت.. شعرتُ بالأسى حيال هذا الشاب، إذ ليس لديه أية ميولات وليس له أي هدف، ولا يدري ماذا يريد من هذه الحياة.. صحيح أن الرغيف أهمّ من اقتناء الكتاب، لكن لو كان لدينا مكتبات عامة وأسواق دائمة للكتب والمطبوعات الشعبية، يستطيع اقتناءها كلُّ مواطن، لما استغرب هذا السائق من حديثنا، وهو ينظر إلينا كأننا جئنا من كوكب آخر.
Magid711761445@gmail.com