حمار السعودية فــي حضرمــوت
الحسن بن علي
كان الثابت قبل الحرب العدوانية السعودية الأمريكية على اليمن هو أن (حضرموت) في طريقها لأن تمسي (أم المشاكل) في اليمن، ذلك أنه قد مكنت المملكة السعودية الوهابية أدواتها الإرهابية (داعش) و(القاعدة) من السيطرة على عدد كبير من مناطق المحافظة الحضرمية، كما تمت تعبئة عدد كبير من المخدوعين بالشعارات الزائفة على الاستقلال عن اليمن كي تصبح (حضرموت) دولة مستقلة تسمى (حضرموت الكبرى).
ومنذ حرب (الوحدة والموت) عام 1994م فإن التيار الرافض (للهوية اليمنية) يكاد يكون بعد استيلاء تنظيم القاعدة الإرهابي والدواعش على عاصمة المحافظة (المكلا) وأجزاء أخرى من (حضرموت)، هو القوة المهيمنة، وهو تيار يستند، بالإضافة إلى الدافع السعودي الوهابي ذي الأطماع التوسعية، إلى دعاوى زائفة وإلى نوع من (المثيولوجيا – الأساطير الشعبية) التي تصور (حضرموت) (الواردة في التوراة) كمملكة مستقلة عن اليمن التاريخي، ولذلك فإن دعاة (الدولة الحضرمية) لا يعتبرون أنفسهم يمنيين وينادون علناً بـ (الهوية الحضرمية)، وقد التحق بهؤلاء كل من (علي البيض) و (حيدر العطاس) ومن دار في فلكهما وهؤلاء جميعاً نموذجاً للذين أرادوا الهروب من الهوية اليمنية الجامعة، فوقعوا في بئر الخيانة ومستنقع الوهابية السعودية. ومع أن هذا التيار لم يتبلور في صيغ تنظيمية واضحة وقوية، إلا أنه يشكل قوة مؤثرة في الشارع الحضرمي خاصة مع دعم (المملكة السعودية) له بقصد استخدامه حماراً يحملها إلى ضم (حضرموت) إليها كما سبق وأن فعل (الإدريسي) في (عسير) اليمنية.