كل الفخر والتقدير لحزب الله ..
طه العامري
أن يكون ( الخليج العربي ) بدوله وقدراته وإمكانياته بمثابة ( سوبر ماركت أمريكي) فهذا ليس جديداً ونعلمه منذ ولدت أنظمة هذا النطاق الجغرافي العربي على يد إمبراطورية (العهر السياسي الاستعماري بريطانيا ) في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين , لتجعل من أنظمة هذا النطاق مجرد أنظمة استهلاكية وسوقا لمنتجات المحاور الاستعمارية بريطانيا _ أولا _ وأمريكا _ ثانيا _ وبينهما الكيان (الصهيوني) الحليف غير المعلن لعرب الارتهان والتبعية , عرب النفط والبتر ودولار , عرب ينظرون لمقاومة الكيان ( الصهيوني ) بأنها فعل من ترف وطيش ومغامرة ..؟!!
هؤلاء العرب الذين اجتمعوا يوم أمس ليعلنوا النفير العام ولكن ليس ضد ( الكيان الصهيوني ) بل ضد ( حزب الله ) الظاهرة العربية الوحيدة الذي به انتصرت الإرادة العربية وبه ومن خلاله عادت ثقة المواطن العربي بذاته وبقدراته , بل أن حزب الله هو الظاهرة الذي منه يستلهم كل أحرار العالم وليس العرب ثقتهم وإمكانياتهم بمقاومة غطرسة ( الصهاينة ) وهيمنتهم في ظل أنظمة عربية نموذجها الواضح والجلي هي أنظمة ( مجلس التعاون الخليجي ) ..
يصعب بل يستحيل تفسير موقف أنظمة الخليج من حزب الله خارج سياق الفعل ( الصهيوني ) والرغبة ( الصهيونية ) والأهداف والخيارات ( الصهيونية ) .. نعم فأنظمة الخليج وجدت لتكون حارسة وحامية لهذا الكيان الشيطاني وكما كانت أسر أنظمة حكام الخليج قبل ثورة النفط تتركز مهمتهم على حماية مراكب وسفن ( تجار اللؤلو والغواصين ) الذين كانوا يتركوا أمتعتهم عن عرب السواحل الذين كانوا يرتزقون من ” الغواصين ” القادمين من الهند ومن كل أصقاع العالم ليغوصوا في بحر الخليج ويستخرجوا منه اللؤلؤ مقابل حفنة قليلة من المال تقدم لأولئك الأعراب الذين كانوا يقبلوا بأولئك الغواصين أن يسرقوا منهم تلك الدرر الثمينة مقابل حفنة من مال تدفع لهم لقاء قيامهم بحراسة أمتعة أولئك القادمين من كل أصقاع العالم إليهم ..؟!!
الأمر لا يختلف اليوم عند أحفادهم الذين صاروا حكاما على دول وأنظمة وشعوب يتحكمون بثروة النفط ولكنهم يواصلون تأدية ذات الدور وإن بطرق مختلفة , فهم اليوم يحرسون ( الكيان الصهيوني ) ويقدمون له رغباته ويحققون له ما لم يستطع على تحقيقه بكل قدراته العسكرية والاستخبارتية ليصبح حزب الله منظمة ( إرهابية ) ويتوعدوه بالويل والثبور وعظائم الأمور لأن هذا الحزب لم يحترم نفسه ويوقف عداءه للكيان الصهيوني , كما هو حال ( داعش والنصرة ) الذين يعيثون في الأرض فسادا وجرحاهم يتلقون العلاج في المشافي الصهيونية فيما تمويلهم وتسليحهم ومرتباتهم تسلم لهم من خزائن أنظمة الخليج دون استثناء وبطرق مختلفة منها المباشر كما هو الحال مع نظام آل سعود والنظام القطري , أو بصورة غير مباشرة مع بقية أنظمة الخليج باستثناء سلطنة عمان حيث لا تزل قيم العروبة والإسلام حاضرة في ذاكرة المسؤولين عنها ..
إن أنظمة الارتهان كنظام آل سعود يعتبر حزب الله منظمة إرهابية ويتحالف ويلتقي هذا النظام مع منظمات مثل ( داعش والنصرة ) وفعل كهذا يرفع من مكانة وشعبية وجماهيرية حزب الله، لأن التهم التي تكال ضده من قبل أنظمة كنظام آل سعود وآل ثاني , فهذا يعني أن هذا الحزب هو الحزب الذي يجب أن ننتسب إليه جميعنا من محيطنا إلى خليجنا، لأنه حزب الحق والعدالة والكرامة والمقاومة , وعلى هذا الحزب وقيادته وكل جماهيره أن يفتخروا ويرفعوا هاماتهم للسماء، لأن التهمة صدرت عليهم من أنظمة الخليج وهذه التهمة ومن هذه الأنظمة النكرة هي وسام شرف يجب أن يعتزوا به ويتفاخروا لأن التهمة صدرت من حلفاء ” الصهاينة ” وحراسهم الذين لم يخوضوا يوما حربا ضد هذا الكيان ولم يشاركوا يوما بحريا ضده ولم نعرف يوما أنهم رجال حرب إلا حين قرروا شن عدوانهم على اليمن ويخوضون ضده حرب إبادة شاملة بدون وجه حق فيما العالم يقف صامتا أمام هذه الجريمة ليس تأييدا لهذه الأنظمة التي تقتل الشعب اليمني ولا لأن الحرب جاءت بطلب من ” مسخ ” نصب رئيسا على شعب اليمن في لحظة غفلة من التاريخ ومن الوعي الجمعي الوطني , بل لأن العالم الانتهازي ساكت ويشاهد ما يجري في اليمن على يد آل سعود وطياريهم الصهاينة وجنودهم المستوردين من كل دول العالم رغبة من هذا العالم في الاستيلاء على مزيد من أموال هؤلاء الأغبياء وما إن تفرغ خزائنهم وهي في طريقها إلى الإفلاس سنرى هذا العالم الصامت يدعو لمحاكمة هذه الأنظمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب في اليمن فترقبوا هذا وهو فعل غير بعيد ..!!
لكن وحتى حصول هذا سيظل حكام الخليج يقدمون خدماتهم للكيان الصهيوني مقابل فقط الإبقاء على أنظمتهم حتى حين ..؟!!
لكل ما سلف أقول إن وجه مجاهد في حزب الله اللبناني يساوي أوجه كل حكام الخليج باستثناء أشقائنا في سلطنة عمان الذين نكن لهم كل حب وتقدير واحترام لما يحملون من قيم الهوية والانتماء ..
وأن يتهم حزب الله من قبل هذه الأنظمة المسخ فهو شرف لهذا الحزب ولكل قياداته وكوادره وجماهيره , فليس فيما يقوم به هذا الحزب ما يخجل منه , بل العيب والعار فيما تقوم به وتمارسه أنظمة العهر الخليجي وخاصة النظامين السعودي والقطري.. ومع هذا نقول لهؤلاء الأغبياء هاردلك انتصرت سوريا وجيشها وحزب الله المقاوم شارك وساهم في صناعة هذا الانتصار العظيم رغم أنوفكم وها هي الحرب توشك في سورية أن تخفت مدافعها وسيبقى الرئيس بشار الأسد رئيسا لشعب لم يركع ويقود جيشا لم يهزم وأنتم الخاسرون ومن تبعكم من القتلة والمجرمين فأتباعكم قتلة وحلفاؤكم مجرمون على أشكال ونماذج الصهاينة وداعش والنصرة .
وبعد النصر العربي السوري سيأتي النصر اليمني ونحن نشاهده واقعيا، ويكفي أن جيش اليمن ورجاله يسيطرون على أراضينا المحتلة في عسير ونجران وجيزان رغم أنوفكم , ويكفي أننا نحتفل بمرور الذكرى السنوية على عدوانكم المجرم ونحن نسجل انتصارات ميدانية وأنتم وعملاؤكم أعجز من أن تحققوا وإن بعض من أهدافكم. وسيأتي يوم الحسم قريبا وإن أطلتم الحرب فلن تحققوا أهدافكم مهما أوهمكم الشيطان ومهما غركم غناؤكم وتوهمتم أن فقرنا كفيل بأن يمنحكم النصر علينا ففي فقرنا قوتنا وفي كرامتنا عنوان نصرنا وتذكروا جيدا المثل الحميري القائل ( تموت الشريفة ولا تأكل بثدييها ) ..