اليوم العالمي للمرأة!!
عبدالمجيد التركي
الثامن من مارس.. اليوم العالمي للمرأة.. لكن ما شأننا نحن بهذا اليوم!!
هل سنتحدَّث عن المرأة ونحتفل بها في هذا اليوم ونحن نصنع لها القيود ونضع العراقيل في طريقها كي لا تحرز أيَّ تقدُّم أو نجاح!!
وهل سنؤمن بالمرأة ونحن نتعبَّد الله بانتقاصها منذ عصورٍ غابرة، ورغم أننا أصبحنا في القرن الحادي والعشرين وأحرزنا الكثير من العلم والمعرفة فقد تغيَّرت نظرتنا إلى كلِّ شيء ما عدا المرأة.. لأن الرجل الشرقي بداخلنا لا يزال محكوماً بعُقَد الذكورة، وربما عُقد النقص التي تستيقظ بداخله حين يخشى تفوُّق المرأة عليه.
اليوم العالمي للمرأة.. يُطلُّ علينا ونحن في العام 2016، وما زلنا نتعامل مع المرأة على أنها نقيصة وعورة.. لأننا ننظر إليها بعين الدناءة وليس بعين الإنسانية.
ما زلنا نتحكَّم في حقها من الميراث، وفي حقها من التعليم، وفي حقها في اختيار من ترغب به شريك حياة.. نتحكَّم في كلِّ ما يخصها، ولا نفكِّر بإيجاد أيِّ تبرير مقنع لهذه التصرفات سوى الدناءة الذكورية فقط.. نعم الدناءة ولا شيء غيرها.
هناك من يقتل ابنته لمجرد أنه رأى رسالة في موبايلها، حتى وإن وصلت هذه الرسالة عن طريق الخطأ.. لكننا لم نسمع عن أبٍ يقتل ابنه “الذكر” تحت مسمَّى “قضية شرف”!!
ما زالت المرأة منبوذة في كتب التاريخ وفي كتب الحديث والتفاسير التي تُحقِّر من شأنها، رغم أنها أكثر أهمية من الرجل، سواء في بيتها أو في مجتمعها.. وما تحتاج إليه المرأة هو الجرأة للقيام بثورة لتكسر الشوكة الذكورية التي تقف حائلاً بينها وبين إنسانيتها، فهي قادرة على تغيير نظرة الرجل إليها على أنها ناقصة عقل ودين، وهذه الثورة توشك أن تندلع.
تكون المرأة عورة حين يكون الرجل دنيئاً فقط.