العــدوان..عام من الفشل!!

أحمد يحيى الديلمي

وأيام العدوان السعو الأمريكي السافر تنصرم وتعلن انقضاء العام الأول من هذا العدوان البربري الهمجي، لابد أن نقف وقفة تأمل لمعرفة مسار هذا العدوان وما الذي تحقق على أرض الواقع مقارنةً بالتصريحات والبيانات النارية التي رافقت انطلاق شرارة العدوان الأولى . كان الناطق عن ما يسمى بقوات التحالف العربي قد حدد المساحة الزمنية من أسبوع إلى عشرة أيام وأعلن السفير السعودي من واشنطن أن المدة قد تطول إلى شهر، مؤكداً أن قوات التحالف المشتركة ستنفذ عمليات نوعية وأنها في مهام إنسانية تنقذ الإنسان اليمني من ذاته وتمنع التمدد الإيراني .
استناداً إلى المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي من الجانب الأمريكي والصهيوني نفذت السعودية الخطة وبرامج التنفيذ المرسومة لضمان نجاح ما يسمى بعاصفة الحزم ، لم تترك أي معلومة مهما تدنى شأنها بما في ذلك تحديد زمن الانتقال إلى عاصفة الأمل وما رافق العملية من حرب إعلامية شرسة جعلت الضخ الإعلامي يستوطن ذاكرة الكثيرين فتعاملوا مع أخبار المعارك على الأرض وغارات القصف الجوي السافر ببجاحة وصفاقة صورت جرائم الحرب والمجازر الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية على أنها انتصارات واستهداف للمتمردين ، بفعل الشراء المسبق للكثير من الوسائل الإعلامية الدولية والقدرة على فبركة الأخبار وتزييف الحقائق . مما جعل العدوان يتمادى في الوحشية ويستخدم كل أنواع الأسلحة الفتاكة المحرم استخدامها دولياً لاستهداف كل شيء يتحرك على الأرض فما الذي تحقق من الأهداف المعلنة .
أمعن العدوان في الهدم والدمار وإزهاق الأرواح البريئة من الأطفال والشيوخ والنساء وهو ما مثل أعلى درجات الانحطاط والحقد وتجاوز كل الأخلاقيات والقيم والسقوط المريع في هاوية الظلال .
أحدث الطائرات الحربية تحلق في سماء الوطن تنفث الأحقاد المتراكمة داخل قنابل وصواريخ مدمرة . أحالت الحياة في الكثير من المناطق إلى أثر بعد عين فخلفت جروحاً غائرة امتدت إلى سقف الأرض ، بات للطين صوتاً حزيناً يردد كل المواجع ويفضح قُبح الزمان .
فضح غايات العملاء والمرتزقة من أبناء الوطن . عادوا إلى جزء من الوطن ، وقفوا منكسرين على بوابة الارتهان تعلو هاماتهم ضلوع العمالة والخيانة التي مزقت هامة كل واحد فيهم .
باختصار.. العدوان وعملاؤه مُنيوا بفشل ذريع .
بالمقابل أيقظ العدوان في دماء اليمنيين معاني الكرامة والشموخ والإباء ، واستطاع الصمود الأسطوري لأبناء اليمن والبطولات العظيمة التي يجترحها أبناء الجيش واللجان الشعبية في جميع الجبهات أن يلعب دوراً هاماً في هزيمة المشروع الأمريكي الغربي الخاص بإعادة تشكيل خارطة المنطقة على أساس بناء تحالفات جديدة وأفشل رغبة النظام السعودي في إعادة اليمنيين إلى بيت الطاعة وتحويل اليمن إلى حديقة خلفية خاضعة لإرادة وهيمنة آل سعود، وبالتالي فإن تضحيات اليمنيين وخفق نعال رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الميامين أفشل كل المخططات وأكد أنه لا مكان للغزاة والمحتلين على أي شبر من أرض اليمن الطاهرة .
ولي عودة إلى الموضوع إن شاء الله تعالى …

قد يعجبك ايضا