بؤس المسنين وأسى المدينة
عـاصم الشميري
البعض من ضاقت به الحياة وابتعد عنه ابناؤه وبناته وأسرته وبيته فوجد ان هذا الدار الملجأ الوحيد لمدارات وحدته بين المسنين والقريبين من عمره، والبعض الآخر من قرر الذهاب إلى هناك لانتظار مجيئ الموت ليدون اخر لحظات عمره في تلك الدار، لكن الإرهاب الجبان لم يترك لهؤلاء المسنين في عدن متسعا للعيش فيه واقتحمه ليخطف روح كل مسن وكل من وجد في ذلك الدار، جريمة أقل ما يقال عنها شنيعة تتنافى مع الدين والاسلام والقيم والانسانية لا اعلم في حقيقة الأمر ما الخطورة التي كان يشكلها هؤلاء المسنون هل كانوا مثلاً مجوسيين ينقلون معلومات استخباراتيه حصلوا عليها من دارهم ام ان الإرهاب قرر معاقبة ابنائهم العاصيين فقام بقتل آبائهم أم أن الإرهاب قرر ان يرحمهم ويقتلهم فهو يرى ان موتهم اهون من ان يعيشوا في هذا الدار، مسنين لم يؤيدوا شرعية ولا عدوانا ولم يؤيدوا صالح او الحوثي ولم يقولوا حتى للإرهاب لا، كانوا فقط يدارون وحدتهم وما تبقى من حياتهم في ذلك الدار منتظرين موتهم بكل صبر، لم يكونوا بالتأكيد يريدون او حتى يتوقعون ان يموتوا بهذه الطريقة الشنيعة فهم اختاروا ذلك المكان بعيداً عن الناس وانظارهم ليستطيعوا الموت بهدوء، لا أحد يعلم ماهي احوالهم وما الذي انقطع عنهم بعد الحرب لم نعلم بهم حتى الا الآن عندما انقطعت أرواحهم على يد انذل الناس، لم تحرر مدينة عدن ولكن تحرر الإرهاب فيها لتبقى المدينة واهلها ضحايا لهذا التحرير لا شرعية تحمي ابناء هذه المدينة ولا سلطة تنقذهم ليس هناك الا ارهاب ينتزع روح كل بريء، وسماسرة الوطن يعيشون برفاهية شهر في فنادق الرياض وشهر آخر في شاليهات دبي بعيداً عن المشاكل والجرائم التي احدثوها، مدينة عدن بقت فقط ضحية للإرهاب وضحية لغباء هادي وعمالة بحاح وطمع الحراك واستحواذ الإرهاب ليموت سكان هذه المدينة دون التلوه لهم، المحزن بالأمر تحول هذه المدينة المسالمة التي كانت رمزا للسلام والتعايش لتقبل جميع الناس بأشكالهم وألوانهم وجنسياتهم وتوجهاتهم أصبحت الآن لا تتسع إلا للإرهاب الذي يدمر ويقتل كل ما تبقى من ملامح جميلة في هذه المدينة، جريمة دار المسنين لا تختلف عن جريمة العرضي فهي بنفس الدرجة من الأجرام في عهد سلطة رجل واحد هو عبد ربه الذي لن يذكر الا عند ذكر الجرائم والموت والحروب والدمار والبؤس.