الحل هو إيقاف تدخلكم السافر بشؤون الآخرين !؟”
تابعتُ في الساعات والأيام القليلة الماضية، سلسلة من الإساءات المتعمدة لشخص السيد حسن نصر الله من قبل بعض القنوات السعودية بالتحديد ،وترافقت هذه الإساءات مع مجموعة من الأحداث واللقاءات والمواقف والتصريحات والمقالات التي انتقدت أو شتمت أو تهجمت على خطابات وشخص أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بعد خطاباته الأخيرة المتضامنة مع قضايا الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة كل الأمة ، والتي يتطرق عادة في بعض مفاصلها إلى الوضع في المنطقة وإلى الأزمات والمشاكل التي يعيشها الإقليم العربي، وخصوصاً تطورات ومسار الحرب العدوانية على اليمن والمستمرة حتى الآن.
ومن خلال تلك الإساءات الإعلامية ” الممنهجة ” والتصريحات والمواقف والمقالات، نستنتج أنّ سبب الهجوم على خطابات السيد نصر الله هو موقفه القوي والصادق الداعم لحقّ الشعب الفلسطيني بالتحرر واليمني في تقرير مصيره ودعوته إلى إيقاف العدوان على الأراضي السورية وعدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية ،ولكنّ الموقف الأبرز الذي نزل كالصاعقة على مهاجمي السيد نصر الله اليوم، هو تحذيره الأطراف الغازية للأراضي اليمنية حاليآ أو الذين يفكرون بغزو الأراضي السورية مستقبلآ من أنّ أرض اليمن وسورية ستكون مقبرة لهم.
ومن هنا وبعد خطابات السيد نصر الله الأخيرة التي حملت تهديدآ صريحآ للقوى التي تغزو اليمن وتفكر بغزو سورية و تفجير لبنان من الداخل، فقد لاحظ المحللون والمتابعون كيف أن بعض المأجورين والعملاء الذين يدعون أنهم إعلاميون وصحافيون عرب والعروبة منهم براء، كيف أنهم خرجوا من جحورهم وسلوا وسلطوا أقلامهم وألسنتهم وهاجموا السيد نصر الله، في إطار حملة إعلامية مبرمجة تستهدف شخصه، وما تبع هذه الحرب الإعلامية من حرب سياسية اقتصادية يقوم بها بعض الساسة السعوديين ومن معهم من الخليجيين، تمثلت بالتحريض على حزب الله وعلى أمينه العام في الداخل اللبناني والسعي لتفجير لبنان من الداخل ،في التقاء واضح بين مصالح بعض الأنظمة الخليجية ومصالح الكيان الصهيوني المسخ”إسرائيل “.
وهنا من العار على بعض الساسة العرب وبعض وسائل الإعلام المتآمرة التي تروج اليوم لكذبة مفادها أنّ إيران قامت بنقل عناصر من حزب الله اللبناني إلى اليمن للمشاركة في المعارك هناك، وكأنّ اليمن اليوم ينقصه رجال للتصدي للعدوان عليه، ومن العار أيضاً أن تخرج بعض وسائل الإعلام العربية، الخليجية وغير الخليجية، وبعض الصحف الصفراء المعروفة الهدف والغاية من وجودها لتستضيف وتنشر مقالات لبعض المأجورين الذين يسلطون ألسنتهم وأقلامهم لمهاجمة موقف السيد حسن نصر الله من أحداث الحرب العدوانية على اليمن.
ختاماً، ولكي نكون منصفين، يجب أن نقرّ بحقّ أي دولة في العالم أن تطالب بعدم التدخل في شوؤنها الداخلية، ولكن عليها أولاً أن تكون هي نفسها ملتزمة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى،وإذا كان ساسة بعض الدول العربية والخليجية يدينون خطابات السيد نصرالله الأخيرة ويعتبرونها تدخلاً في شؤونهم، فماذا يسمون تدخلهم العلني في اليمن وتأييدهم الحرب التي تحصد كلّ يوم أناساً أبرياء وتدمر المنازل والبنى التحتية وما تبقى من مقومات للعيش في هذا البلد؟ في أي خانة يضعون مشاركتهم في الحرب الكونية ضدّ سورية، وماذا يسمون دعمهم لأحداث العنف وتسليحهم التنظيمات الإرهابية المتطرفة في سورية والعراق ولبنان وجلب المرتزقة من كلّ أصقاع العالم لقتل شعوب المنطقة وهدم حضاراتها؟ لماذا يشنون حرباً سياسية وإعلامية على قوى المقاومة في المنطقة العربية، ويصنفونها على أنها جماعات إرهابية؟ لماذا يعطون لأنفسهم الحقّ في التدخل في الشؤون الداخلية لمصر وتونس وليبيا، وشنّ حرب نفطية على إيران والمحاولة “البائسة واليائسة “لعرقلة اتفاقها مع الغرب حول برنامجها النووي؟ ألا يخجل هؤلاء عندما يطالبون بعدم التدخل في شؤونهم في حين أنهم يمعنون بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية للآخرين؟ إنها قمّة الوقاحة!.