ماذا ننتظر..!

رياض مطهر الكبسي –
حوالي (30) يوما المدة المتبقية للمهلة التي أعلنتها منظمة اليونسكو, المتخصصة بالتراث العالمي, لليمن لإعادة النظر في وضع مدينة زبيد التاريخية قبل أن يتم شطبها من قائمة التراث العالمي..
مدينة زبيد جديرة بأن تكون بأعلى قائمة منظمة التراث العالمي لتاريخها ودورها الريادي ولبيئتها التي ظلت محافظة عليها إلى سنوات قليلة مضت عندما بدأ ساكنوها بتشويهها بقصد وبدون قصد دون أن نحرك ساكنا◌ٍ.. هاهي اليوم مهددة بشطبها نهايئا من قائمة منظمة التراث العالمي..
منظمة اليونسكو بصراحة لم ت◌ْقصر وعملت اللازم وزيادة, وأبدت اهتماما بمدينة زبيد أكثر من أهلها وأصحاب الشأن, فقد أطلقت التحذيرات ودقت نواقيس الخطر لما يتهدد مدينة زبيد منذ فترة كانت كفيلة بأن ن◌ْعمøر مدنا◌ٍ أخرى لا أن نحافظ على مدينة تاريخية فقط..
وحتى لا يظن البعض أنني أ◌ْبالغ فإن أول إنذار أطلقته منظمة اليونسكو لليمن – كما قال لي أحد الزملاء – كان عام 2001م.. فبالله عليكم ألم تكن تلك فترة كافية..
· العديد من الزملاء تناولوا القضية في مواضيع عديدة ووجهوا الرسائل إلى الجهات المختصة والمعنية علø وعسى.. وعلى رغم التجاوب بإبداء المخاوف والتحذير والنداءات المستمرة والمتواصلة عبر وسائل الإعلام المختلفة, إلا أنه كما يبدو أن ردود الفعل لا تتعدى القول وتخلو من الفعلية.. تعددت الهيئات المختصة والجهات المعنية وكل◌َ يرمي بالمسؤولية على الآخر ويتنصل من مسؤوليته والمتهم المشترك هو ” الموازنة”..
· حكوماتنا الرشيدة المتعاقبة, والجهات المختصة والمعنية ما الذي قامت به في هذا الجانب مع أن التقارير والتحذيرات التي أصدرتها المنظمة قد حددت المخاطر والتشويهات التي تتهدد مدينة زبيد.. بالطبع الإجابة سلبية..
وإذا كنا لم نفلح ولم نستجب ولم نتحرك ونستشعر المسؤولية خلال أكثر من عشرة أعوام مضت توالت خلالها التحذيرات والإنذارات, فماذا عسانا أن نفعل خلال الـ (30) يوما المتبقية, أعتقد أنه ليس أمامنا سوى أن نضع أيدينا على خدودنا وننتظر حتى تقول منظمة التراث العالمي قولها, خاصة وهذا هو الإنذار الأخير..
إذ لم يع◌ْد أمامنا سوى انتظار قرار المنظمة بإسقاط مدينة زبيد من قائمة التراث العالمي وبالتالي حرمان العديد من المدن اليمنية الأخرى من الانضمام إلى القائمة, عندها لا شك بأن مسؤولينا سيرتاحون من هم◌ُ وكابوس◌ُ ظل جاثما◌ٍ على صدورهم لسنوات مضت.. فليرتاحوا من همومهم وليهنأوا بالهدوء والسكينة.. وإلا ماذا يمكن أن نسمي هذا الذي يحصل لتراثنا الذي اهتم به الآخرون بينما لم نكلف أنفسنا أن نلتفت لما يقولونه..

قد يعجبك ايضا