الثورة زارت منازل الشهداء..
أمهات شهداء: لم نتقبل العزاء برحيلهم لأنهم أحياء بتضحياتهم
استطلاع/أسماء حيدر البزاز
في يوم الشهيد تُخط دروس من الصبر والصمود والنصر والكرامة ..”رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.”.. وفي هذا المقام السامي ..(الثورة) زارت منازل أسر الشهداء الذين أبدوا فخرهم واعتزازهم بأبطالهم الشهداء ولم يقبلوا العزاء فيهم لأنهم أحياء بتضحياتهم وبطولاتهم التي لن يمحوها التاريخ ولن ينساها الوطن …
كانت أولى الزيارات إلى منزل الشهيد محمد عبدالخالق الحمزي الذي استشهد بفرضة نهم المنطقة الواقعة بين صنعاء ومأرب ,وهناك التقينا بوالدة الشهيد التي خنقتها عبرات شوقها لولدها الوحيد وفرحتها بنبأ استشهاده لكنها معنا باحت بمكنون شعورها قائلة: الشهيد محمد هو ابني الوحيد وأعز وأغلى ما أملك في هذا الوجود وفي سبيل الله والوطن سنقدم أعظم ما لدينا.
وتابعت أم الشهيد محمد الحمزي حديثها بالقول: لقد كان الشهيد سباقاً إلى الخير وجبهات القتال والاستبسال، لطيف الطبع سموحاً طيب القلب، يتميز بسمعته وأخلاقه الرائعة وطاعته لأهله واقفاً معهم معيناً لهم، لم أكن أتوقع أن أفقده ولكن أن يموت هذه الموتة العظيمة لشرف وفخر وعز لنا فهنيئاً لك يا محمد الشهادة و إنا على دربك لسائرون.
أخت الشهيد آمال عبدالخالق الحمزي هي الأخرى حدثتنا عن وصية أخاها الشهيد لأهله ورفاقه بأن يتمسكوا بالحق ولا يغرنهم في سبيل ذلك لومة لائم أو عميل أو مرتد حتى آخر قطرة من دمائهم.
حتى فارق الحياة
بعدها انتقلنا إلى منزل الشهيد حسن لطف الغيثي، ووجدنا والدة الشهيد التي لمحنا في محياها أروع دروس الثبات والصبر والرضا بما قسمه الله وإنها لقسمة عظيمة – على حد قولها – فيها الخير والنصرة لأرض الإيمان والحكمة، ثم تقول: استشهاد حسن هو حياة لـ25 مليون يمني دفاعاً عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم دفاعاً عن الحق أينما كان ودحراً للباطل والغزاة وجيشهم وعتادهم.
وتكمل حديثها : فقد فضل بني واختار هذا الطريق – درب الشهادة – مقدما شبابه وعمره وجسده وروحه تاركاً تعليمه الجامعي بعد أن التحق بالسلك التعليمي كلية الحاسوب المستوى الثاني إلا أن طريق جهاده توجه بالشهادة وهنيئا له ولنا بها .
وتواصل الحديث أم الشهيد متحدثة عن حادثة استشهاده قائلة: جاء نبأ استشهاد ابني في يوم الجمعة صباحا الموافق 4/2/2016م عندما ذهبت أعزي بيت جيراننا باستشهاد ولدهم ولم أكن أعرف أنه تم نقل ابني إلى المستشفى العسكري بصنعاء في العناية المركزة في ذلك اليوم وقد كان رفيق الشهيد وإذا بالأخبار تتوالى أن ابني جريح في المستشفى بصنعاء فذهبت لأراه وقد تعرف علي في بدايتها وتحدث معي رغم ألمه الشديد وما هي إلا ثمانية أيام حتى تدهورت حالته الصحية وصارت أكثر سوءاً وأحسست حينها أن و لدي سيفارق الحياة ويغيب جسده الطاهر عنا وفعلا كما عاش متمنيا الشهادة مات عليها وحسب الظالمين رب العالمين.
بطولة واستبسال
والد الشهيد شايف علي علي العقبي كم تأثر كثيرا برحيل فلذة كبده الذي وصفه بأنه عمود البيت إلا أن بطولة الشهيد وعنفوانه وقوة استبساله حيث كان المشرف على إحدى جبهات القتال واستشهد وهو يواجه مشروع الزحف نحو صنعاء مسعفاً ومنقذاً لرفاقه الأبطال والثوار من رصاص القناصة الغزاة المعتدين حيث تهشم جسده وسقط شهيداً يوم الخميس الموافق 4/2/2016م في مأرب .
وتابع ابو الشهيد متحدثاً عن مزايا الشهيد بالقول: كان ابني يعمل أعمال حرة في السعودية تشكل مصدر دخل له ولعائلته وما ان سمع ببداية العدوان حتى عاد وانضم مع أنصار الله للجهاد في مختلف المعسكرات ومن ثم تم اختياره من ضمن أفضل المجموعات المحاربة (مجموعة الصياح) وقبل ثلاثة أيام من استشهاده اتصل لوالده ولعائلته وأهله وأقرانه طالباً منهم كثرة والدعاء بالشهادة.
واستطرد :قد كانوا في جبل قرود وبعدها تم حصارهم من كل اتجاه وقتل رفاقه واحداً تلو الآخر فهب مدافعاً عنهم حتى آخر قطرة من دمه، ولم أعلم باستشهاد ابني إلا من الجيران الذين توافدوا لاستقبال الجرحى، ولم أعلم بنفسي إلا وقد تم إسعافي للمستشفى خاصة وأني مصاب بمرض في القلب والسكري .. رحمة الله تغشاك يا ولدي.
وصية شهيد
فيما توصى أخت الشهيد خالد عدنان المنتصر شذى اسر وأهالي الشهداء بالصبر والاعتزاز لكونهم ذهبوا في سبيل الدفاع عن الوطن وباعوا أنفسهم لله.
وقالت: لقد كان أخي خالد سباقاً للقتال وفي الصفوف الأولى المدافعة عن الوطن عاشقاً للشهادة باحثاً عنها، أخي لم يمت فهو حي في قلوبنا، حي بانتصاراته وأخلاقه بروحه الطيبة ونفسه العزيزة حيث كان يوصينا دائما بتقوى الله والتمسك بكتابه والسير على نهج نبي الرحمة والإنسانية محمد صلى الله عليه وآله وسلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ماضون على دروبهم
وأما والدة الشهيد سلطان محمد العابد فقد رفعت صوت الأهازيج فخراً واعتزازاً باستشهاد سلطان وقالت: أبنائي جميعهم سائرون على درب الشهيد ولا نبالي في ذلك ما دام هذا هو قدرنا وبه يكمن وتكمن عزتنا وكرامتنا.
جثة ولدي
فيما حمدت الله أم الشهيد إبراهيم عبدالرحمن أبوعلي لاختيار الله ولدها شهيداً غير أنها حملتنا رسالة لكل الجهات المعنية ولكل مسؤول ولكل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية وخاصة منظمة الصليب الأحمر أن يروها جثة ولدها أو يسهلوا الطريق لوصول الجثة – فهي كما قالت – صار لها أكثر من عشرين يوماً من استشهاد ولدها إبراهيم ولم يروا الجثة وهذا هو جل مطلبها ومطلب بقية الأمهات اللواتي تشتعل قلوبهن شوقا لوداع فلذات أكبادهن ويحتضن أجسادهم الطاهرة قبل أن توارى التراب.