السياحة وتدمير العدوان

عبدالوهاب شمهان
* مع انتهاء الشهر الحادي عشر من العدوان التتاري الهمجي ماذا بقي لنا أن نقول نحن محبي السياحة ومحبي دور الهيئة العامة للسياحة في حدة وأفراد هيئتها رؤساء ومرؤوسين، غير هذا النداء إخواني لقد دفنت المودة في قلب شعب ظل يرى في شعب المملكة المنارة التي من خلالها يطل على أهله وإخوته وعزوته وعرضه وأرضه ودينه ، ويسعدني أن أقدم لكم وللأصدقاء في عالمنا صورة تجهلونها حول السياحة اليمنية في ظل العدوان.
ماذا بقي من السياحة. والحياة بعد قرابة العام من القصف الجوي والبحري والبري ، اليمن تعرفونها جيدا بجغرافيتها ومناطقها وتاريخها كما نعرف أرض الحرمين الشريفين، اليمن الذي فتح الأبواب قبل وجود الأفواج السياحية لنخب من العلماء والرحالة ورواد الاستشراق الخالص من الزيف والمبالغات ، رواد ضحى البعض منهم بأنفسهم في زمن التخلف والفقر والمرض المخيف والمرعب في حياة لا تعرف الحياة وكان منهم الصبر والصمود والحقيقة ورسم الواقع.
السياحة اليمنية اليوم هي الحضارة والتاريخ والآثار والمعالم والثقافة ، والطبيعة الساحرة البسيطة كما خلقها الله ، من جبال وهضاب ووديان وسهول وسواحل وشواطئ وجزر ورمال وصحارى وفوق كل ذلك الإنسان المدني والبدوي والقروي، إنسان التهايم والبحر وإنسان الجبل والوديان والسهول ، إنسان الجزر والشاطئ ،إنسان الصحارى والبادية ، إنسان القوافل والتجارة ، إنسان السلام والحرب دفاعا عن النفس والأرض والعرض ، إنسان الفنون والمسرح والفن الشعبي ، كل هذا تعرض لكل صنوف التدمير المكرر ، والمعاد مرات ومرات ، كي لا يبقي على وجه الأرض اليمنية أثراً للسياحة ، ومع ذاك الزخم من الحب العربي فإن الجبال راسخة شامخة ، لأن الله أرادها أن تكون وتظل بقوتها والهضاب والوديان والسهول لم يؤثر فيها العبث بالصواريخ والقذائف لم يهدها هدم منزل ودار ومسجد أو حتى نوبة حراسة أو ديمة في طرف مزرعة ، لم يثنها إبادة البشر وإزهاق الأرواح وحرق الأشجار وتفتيت الصخور وهدم المدن عن رفع الراية اليمانية والانتصار لها ، حتى الأرض والمناطق والمواقع الأثرية والتاريخية تعدنا بما هو أغلى في التاريخ ، لنقول بفخر واعتزاز هنا أصل العروبة ، هنا اليمن ، يمن التبابعة والأقيال ، هنا الحضارة المستمرة ، والإنسان الذي لا يقهر القادم بحريته بسيادته برجولته بإيمانه، إنه الإنسان التواق للسلام والمحبة والتعايش ، الإنسان الذي لا يقبل الخنوع والخضوع والإذلال ، ويحتقر الخونة أيا كان جنسهم العملاء بائعي الضمائر والأوطان وأيا كان مقامهم وصفتهم ، اليماني الإنسان الذي يرحب بأصدقائه في هذا العالم ، ويلوم صمتهم وغيابهم ويبحث عن علو أصواتهم ، يفتش عن قلوبهم المفزوعة المكلومة لجراح الصديق الإنسان اليماني المعتدى عليه ، يبحث عن شعاراتهم المرفوعة ، عن كتاباتهم ، عن ندائهم القوي لوقف العدوان الهمجي ، هذا الإنسان الذي سيظل رغم جراحه النازفة رفيقا في درب الإنسانية والسلام والمحبة ، وستظل اليمن أيها الأصدقاء عنواناً للسياحة، ومقصدا لكل السياح مهما أمعن العدوان في قصفه وجبروته بحق مواطن السياحة والحضارة اليمنية التي تعد أهم مرتكزات النشاط السياحي في كافة الدول ولعل آخرها ما حدث من قصف وتدمير لهذا العدوان الغاشم على واحدة من أهم المزارات السياحية اليمنية مدينة كوكبان التاريخية وتدميره للعديد من معالمها التاريخية أبرزها بوابتها وقلعتها .

قد يعجبك ايضا