السعودية تغرق في المستنقع اليمني

لم يدرك وزير خارجية العدوان السعودي عادل الجبير أن التحالف الذي تقوده بلادة على اليمن مستنقع غريق لن تخرج منة بسهولة .
ورفض الوزير السعودي في تصريحاته الأخيرة الإقرار بأن بلاده غرقت في مستنقع لن تتمكن من الخروج منه.
تصريحات الجبير ، بقدرٍ ما تعكس رؤية بلاده للحرب على اليمن، باعتبارها معركة وجود، وخصوصا أنه أكد أن الحرب لن تتوقف إلا بعودة ما أسماها “الشرعية بالقوة أو بالسلم”، فإنها تشير إلى أن الحرب على اليمن لن تتوقف ، وأننا أمام زمن قد يطول من الدمار والقتل.
كما تؤكد حقيقة أن النظام السعودي يصر على عرقلة أي جهود أممية لوقف العدوان واللجوء إلى الحل السياسي وأن تصدع المفاوضات السياسية التي يجريها مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ.
بعد نحو شهر من الآن سيكتمل عام على بدء العمليات العسكرية لتحالف العدوان العربي على اليمن بقيادة السعودية كلفت الرياض مليارات الدولارات، وزاد من كلفتها الانخفاض الكبير في أسعار النفط، والصراع الإقليمي والشحن الطائفي، الذي وصلت شظاياه إلى داخل المملكة نفسها.
أما اليمنيون الذين يدفعون ثمنا باهظا للحرب، فيعيشون على أمل انتهاء القتال وعودة السلام. غير أن ما صدر عن الجبير، يبدد الآمال، التي علقوها على جهود المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
بيد أن ما لا يمكن إنكاره هو أن اليمن مستنقع حقيقي دخلته مصر في الستينات، وضحت بحياة أكثر من ثمانية آلاف جندي قبل أن تضطر إلى مغادرته متأثرة بهزيمة الـ67. كما أن السعودية عملت منذ ذلك الحين على ضمان استمرار نفوذها في البلاد، وعدم الوقوع في هذا الفخ مجددا عن طريق شراء ولاءات زعماء القبائل والنخب السياسية، قبل أن تستفيق على واقع آخر بانتفاضة ضد أدواتها المحلية لأي أنفقت مليارات لتمرير مصالحها وفرض الهيمنة السياسية على الشعب اليمني.
واليوم، وقد تحولت كل مناطق البلاد إلى جبهات قتال بين القوات التابعة لهادي المدعوم بقوات التحالف السعودي، فإن تنامي الجماعات الإرهابية ربما يشكل الحافز الأكبر لدى الدول الكبرى للضغط باتجاه وقف القتال، والعودة إلى مباحثات السلام، وهذا ما يمكن إدراكه من بيان مجلس الأمن الدولي، الذي صدر بإجماع أعضائه، وطالب جميع الأطراف باستئناف المباحثات في أسرع وقت، والانخراط فيها من دون شروط مسبقة
المجلس الأممي طالب بالتنفيذ الكامل لقراره رقم 2216، والالتزام بالتعهدات المعلنة خلال جولة المباحثات، التي جرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ما يعني أن الضغوط الدولية لم تصل بعد إلى مستوى التأثير على موقف السعوديين، وأن الجولة المرتقبة للحوار لن تكون أفضل حالا من الجولات السابقة، وأنها ستكون نسخة مكررة من المحادثات السورية.
وقد وصف مجلس الأمن الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأكبر في العالم من حيث عدد المحتاجين إلى مساعدة وإغاثة، وطالب بعدم إعاقة وصول المساعدات واتخاذ إجراءات واحتياطات للتقليل من الخسائر في صفوف المدنيين والمنشآت المدنية، لكنه لم يقل ماذا سيفعل في سبيل التخفيف من هذه المعاناة أو ومن أجل وضع حد لها!
نقلا عن روسيا اليوم

قد يعجبك ايضا