إلى أنصار الله
إسحاق المساوى
لا شك في أن الموت بدافع معركتنا الوجودية واجب تفرضه هذه المرحلة العصيبة التي يتوجب أن نتقاسم كلفتها جميعا، غير أن هناك من الأسباب ما تجعل حياة البعض في سبيل الوطن أولى من الموت في سبيله.
وأعني هنا الحياة التي تعمل مع الموت في خندق واحد وتواجه عدوا واحدا، لا تلك الحياة التي تقدم الآخرين للتضحية فيما هي تنعم بالراحة والسعادة الغامرة.
خلال هذا الأسبوع تلقينا نبأ استشهاد واحد من أبرز المجاهدين بصوتهم في معارك مارب المنشد لطف القحوم، ليكون قد زرع هذا النبأ الموحش فينا نبتة التضحية والبذل التي لاشك أن دماء القحوم اختلطت بعروقها، ولكن هل يدرك كم نحن الآن أحوج ببقائه أكثر من مغادرته التي مثلت خسارة فادحة في آلة التوجيه المعنوي، وهو ما يعني المقاتل أكثر من مشاركة القحوم في أي جبهة قتالية.
للجميع أن يتصور كيف ستكون نتائج معركة تفتقد لأهم الحوافز القتالية، كزوامل القحوم التي بمجرد أن تزمجر كلماتها حتى يتحول المقاتل من صفته الفردية ليصبح جيشا بكامل عتاده العسكري، يواجه زحوفات العدو الكثيفة كما لو لم توجد على الأرض.
وربما نحن مازلنا في فسحة لنتقاسم الأدوار بما يضمن مشاركة الجميع في هذه الحرب المقدسة، والتي هي بحاجة المقاتل كما هي بحاجة المنشد والإعلامي والسياسي… فكل مهنة أو هواية هي بالأصل مكملة للأخرى وتفضي إلى تحقيق هدف مشترك اقسمنا على التضحية لأجله مهما كانت التكلفة باهظة الثمن.
بطبيعة الحال أن ما صنعه القحوم عمل نبيل يضاف إلى رصيده الأنبل؛ لكننا نخشى من تداخل الأدوار التي قد تحدث فراغا في جبهات من المفترض أن تسير بالتوازي مع دور المقاتل.