أعمال خلاقة تساعد الفتيات على الالتحاق بالتعليم …؟
تربويون :المبادرات الساعية خلف دعم الفتيات وحثهم على التعليم نموذج مشرف وعمل إنساني واعد
الأسرة/ زهور السعيدي
صنع الخير والقدرة على مساعدة الآخرين لتخطي مشاكلهم عمل لا يقتصر على رجال الأعمال وجمعيات التكافل والجمعيات الخيرية فقط فهو عمل بمقدور الجميع القيام به إذا ما أراد ذلك وشحذ ألهمة لنيل مراده الهادف لمساعدة من حوله هذا تماماً ما قامت شابة أنشأت مبادرة تحت عنوان (طالبة) تهدف لمساعدة الفتيات الراغبات في التعليم والسعي وراء تحقيق هدفهن في التعليم …. تفاصيل أكثر عن هذه الفكرة أو المبادرة وعن كيفية تقبل الجهات التربوية لها وغيرها من التفاصيل تجدونه في الاَتي:
البداية كانت مع شروق جمال الحمادي فتاة ال15 ربيعا عندما رأت طفلتين تقلبان كتابا مدرسيا وتتظاهران بالقراءة بالرغم من عدم قدرتهن على تفسير السطور بين أيديهن عندها فقط أدركت شروق أن هناك مسئولية يجب ان تتحملها لتجعل حلم الفتاتين نوال وجميلة يتحقق بقليل من التحدي وكثير من الحب والعزيمة وبهذا وذاك أصرت شروق على إلحاق نوال وجميلة بالدراسة وبالرغم من الصعوبات التي وضعت أمامها من قبل المجتمع والظروف المحيطة إلا أنها صنعت مبادرة «طالبة» والتي كان أول ثمارها تحقيق حلم التعليم ومازالت مستمرة في متابعة مستوى الطالبتين في الصفوف الأولى لتمر الأيام والأسابيع وتحقق نوال وجميلة نتائج ايجابية وتفوق ملحوظ أدهش المدرسين والمدرسات في المرحلة الاساسية.
دعم لوجستي ومعنوي
وتضيف شروق الحمادي: طرحت الفكرة والهم الذي كان يورقني على والدي ووالدتي ونقلت لهما فكرتي وبحمد الله حصلت على دعم كبير منهما وتشجيع للفكرة والمبادرة وأحسست أنهما شعرا بالمستولية تجاه هاتين الطفلتين وبالفعل تحدثنا مع أسرهن ووافقوا ورحبوا بالفكرة وتواصلنا مع مدرسة قريبة من سكن جميلة ونوال واستكملنا الوثائق اللازمة وتم قبولهن في المدرسة مدرسة مجمع عائشة التربوي: وكانت المدرسة مرحبة بالفكرة والمبادرة وتم قبولهن بالمدرسة وشعرت بفضل الله بسعادة لا توصف وأنا أرى الفتاتين ترتديان الزي المدرسي وتتوجهان للمدرسة ليسجلا حضورا ممتازا في المدرسة.
وتوضح الحمادي :مازلت إلى اليوم أتردد بين حين وأخر لمتابعة مستواهن الدراسي وبحمد الله مستواهن الدراسي ممتاز واستطاعت جميلة ونوال خلال الأسابيع الأولى لالتحاقهن بالمدرسة تحقيق نتائج ايجابية الأمر الذي أدهشني وأدهش المدرسات في المدرسة وهذا انجاز أسعدنا جميعا وجعلنا نقيم حفلاً لتكريمهن على مستواهن العلمي المتميز.
التكافل المطلوب
كانت هذه المبادرة الإنسانية ولا تزال رغم بساطتها صورة مشرقة لما يجب ان يكون عليه التكافل الاجتماعي في المجتمع اليمني ويقول الإعلامي جمال الحمادي وهو والد الطفلة شروق انأ فخور بالانجاز الذي حققته ابنتي شروق إننا بحاجة ماسة إلى مثل هذا النوع من التراحم والتكافل الاجتماعي و إعادة الروح للإحساس الجمعي في هذه المرحلة والى مزيد من الترابط لاسيما وأننا في فترة حرجة وبالتالي كل من بيده ولو حتى غرسة بسيطة لابد أن يزرعها في إطار الوئام في المجتمع .
ويضيف الحمادي: في الحقيقة رأيت في ابنتي شروق الإحساس النفسي الجميل وأعرف أنها تملك إحساسا مرهفا ورائعا بمن حولها وقد أرادت أن تلحق طفلتين محرومتين من الدراسة إلى المدرسة وان تلحقهن بركب التعليم وهذا أمر ايجابي ورائع لذا رأيت أن تكون المبادرة مشروعاً اشمل وان تتبنى فكرة أوسع بالنسبة للمجتمع ولها وبدلا من أن أعطيها نقود اًفقط لتغطي هذه النفقات اقترحت أن أكون أنا أول متبرع في هذه المبادرة وأعطيتها دفتر سندات وقلت لها هذا مشروعك ألاَن وعليك أن تنطلقي وتشركي من تستطيعي في هذا المشروع وفعلا أكملت مسار المبادرة بشكل صحيح وحققت هذا الانجاز الكبير وأنا اليوم بعد هذه النتائج الرائعة للطفلتين نوال وجميلة أشعر أني فعلا فخور بهذا الانجاز وفخور بابنتي شروق وكما قلت نحن بحاجة إلى مثل هذه المبادرات لان هذا العمل الذي قامت بة شروق اليوم سيزرع في بقية زميلاتها روح المبادرة وإذا كل زميلة من زميلات شروق قامت بمبادرة مثلها سيجدن أن المجتمع من حولهن سيدعمهن وينتشر التكافل في المجتمع بشكل أوسع وهذا ما نتمناه جميعا.
مبادرة واعدة
عدد من التربويين أشادوا بالمبادرة واعتبروها نواة لمبادرات مجتمعية مشرفة ويقول التربوي علي القعشلة مدير مدارس الإشراق الحديثة بأن المبادرة تعتبر نموذجا مشرفا لكل فرد في المجتمع.
وأضاف بأن الاحتفال الذي أقامته المدرسة التي يديرها للطالبة شروق وللطالبتين نوال وجميلة يمثل تعبيراً عن سعادة كبيرة وغامرة لنجاح هذه أللفتة الإنسانية الرائعة ومن اجل تشجيع وتحفيز الآخرين لتنفيذ مثل هذه المبادرات الواعدة.
سعادة الأهل
السعادة كانت غامرة لأسرة الطفلتين المستفيدتين من مبادرة «طالبة»وتقول والدة الطالبتين نوال وجميلة جمعان راجح : في البداية اشكر شروق جمال الحمادي ووالدها ووالدتها على هذه المبادرة الرائعة التي قدموها لابنتي جميلة ونوال وعلى هذه المساعدة وعلى تشجيع بناتي على الدراسة والله يوفقهن أن شاء الله في حياتهن الدراسية.
وتضيف الأم السعيدة :»لقد تغيرت حياة طفلتي للأفضل لأنهن أول ما تسجلنّ في المدرسة كانتا فرحتين جداً وسبب فرحتهن شروق الحمادي.
وأكدت والدة الطفلتين أنها كانت فرحة كثيراً وكذلك والدهن عندما التحقتا ابنتيهما للدراسة وما زاد من فرحتها هي وزوجها عندما شاهدت تكريم نوال وجميلة وختمت حديثها بالقول : لابد لي أن اشكر كل القائمين على هذه المبادرة التي مكنت ابنتي من التعليم كباقي الفتيات في عمرهن.