أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن أعداء سوريا فشلوا في تحقيق مخططاتهم رغم كل ما أنفقوه من مليارات الدولارات ومئات الأطنان من الأسلحة وإرسال عشرات آلاف المرتزقة كما فشلت من خلفهم أمريكا نتيجة صمود وعزم وقوة الشعب السوري وجيشه وقيادته ودعم حلفائه, لافتا إلى أن إرادة الصمود والمواجهة في سوريا انتصرت وهي قوية جدا على كل المستويات ولن يسمح لأحد أن يسيطر عليها.
وشدد نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال بذكرى الشهداء القادة في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أمس ان سوريا ستبقى لأهلها وشعبها وهم وحدهم يحددون دستورهم وقيادتهم ومستقبلهم وستبقى عمود خيمة المقاومة في المنطقة.
وأشار نصر الله إلى أن الهزائم المتلاحقة للتنظيمات الإرهابية في سوريا دفعت السعودية وتركيا إلى التهديد بتدخل بري في سوريا بحجة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية حتى يكونوا حاضرين بقوة على طاولة المفاوضات أو ليكونوا قادرين على مواصلة الحرب والدمار في سوريا بعد أن نفد رهانهم على الإرهابيين.
ورأى نصر الله أن وجود السعودية وتركيا بشكل مباشر قد يؤدي إلى معركة ستتطور إقليميا ودوليا وربما هم يعملون على هذا الخيار بعد كل الفشل والإخفاقات التي لحقت بهم مبينا أن خيارهم هذا يشير الى أنهم جاهزون لأخذ المنطقة إلى حرب إقليمية وعالمية لكنهم ليسوا جاهزين للقبول بتسوية سياسية حقيقية ووطنية في سوريا.
وأوضح نصر الله أن تنظيم “داعش” الإرهابي هو حجة ولافتة للأتراك والسعوديين والجميع يدرك بأن تركيا إذا أرادت التخلص من هذا التنظيم يكفيها إغلاق الحدود وإيقاف بيع النفط الذي يضخ له ملايين الدولارات كما أن النظام السعودي الذي سهل سيطرة إرهابيي “داعش” على مناطق جنوب اليمن لا يمكن أن يحارب هذا التنظيم في سوريا.
وتابع نصر الله : إن مشروع تركيا فى اقامة امبراطورية عثمانية سقط كما ان المشروع السعودي فشل أيضا في سوريا ولم يجن إلا الخيبة وهو يتجرع اليوم كأس أحقاده.
وأكد نصر الله أن “إسرائيل” تلتقي بقوة مع النظامين السعودي والتركي وغيرهما من الملحقين بهدف عرقلة أي حل للأزمة في سورية عبر الحوار لذلك يسعون إلى تعطيل هذا الحوار ويحاولون فرض شروط مسبقة هم أعجز من أن يفرضوها ويرفعون الأسقف التي لم تعد مقبولة أميركيا وأوروبيا وهمهم أن يستمر القتال في سوريا والحرب والدمار لعشرات السنين, لافتا إلى أن الصهاينة يعتبرون أن الأفضل لمصالحهم ومشروعهم الصهيوني هو تقسيم سوريا إلى دويلات يمكن التفاهم معها مستقبلا لذلك يعرقلون أي مصالحة أو تسوية سياسية.
وبين نصر الله أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يعتبر إن تطورات المنطقة فرصة ذهبية ليقدم نفسه صديقا وان بعض العلاقات العربية الإسرائيلية بدأت تخرج الى العلن, مشيرا إلى أن “إسرائيل” تعتبر سوريا حلقة الوصل الأساسية في محور المقاومة وعمود خيمة المقاومة في المنطقة وإذا قطع هذا العمود سيتلقى محور المقاومة ضربة قاسية.
ولفت نصر الله إلى أن “إسرائيل” قدمت مختلف أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية في سوريا لوجستيا وعسكريا واستخباراتيا وعملت من خلف الستار ضد سوريا سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا وتحريضا دوليا لأنها رأت في الدولة السورية خطرا على مشروعها ومصالحها في المنطقة مبينا أنها تعاملت مع الأوضاع في سوريا منذ اليوم الأول على أنها فرصة لتغيير النظام لأنها تنظر إلى المنطقة من زاوية مصالحها.
وأكد نصر الله أن حلفاء سوريا يقفون إلى جانب جيشها وشعبها للحفاظ على وحدتها ومنع تقسيمها وانه لن يسمح للتنظيمات الإرهابية من “داعش” أو”النصرة” ولا لأمريكا ولا للسعودية أو تركيا بالسيطرة على سورية ولا لـ “إسرائيل” أن تحقق أهدافها وأحلامها.
ولفت نصر الله إلى أن المقاومة اليوم أقوى عزما على مواصلة الالتزام بخيارها في الوقوف إلى جانب الشعب السوري وجيشه في حربه على الإرهاب وستكون حيث يجب أن تكون, لافتا إلى أن المقاومة تفتخر بما قدمته من شهداء في مواجهة المشاريع الخطرة على سوريا ولبنان والمنطقة.
وأضاف نصر الله : إن هدف المشروع الصهيوني في المنطقة هو النيل من حركات المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين أو في أي دولة مقاومة مشددا على إصرار حزب الله على الوقوف في وجه هذا المشروع وإفشاله بكل عناوينه وتجلياته وطموحاته وأطماعه.
وأكد نصر الله أن الحرب النفسية التي تشن ضد حزب الله من قبل كل الذين يعملون الآن على شيطنته لن تجدي نفعا فنحن لن نتراجع ولن نستسلم ولن نضعف وسنواصل في موضوع جهوزية قدراتنا العسكرية الكمية والبشرية والمادية.
وشدد نصر الله في ختام حديثه على أن المقاومة اللبنانية قوية ومقتدرة دفاعيا وهجوميا وقادرة على إلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني في أي حرب قادمة, لافتا إلى أن مسؤولي كيان الاحتلال يسلمون بأن لدى المقاومة صواريخ تطال أي مكان في فلسطين المحتلة.