بلغ شوقه
إبراهيم الحكيم
ليس حنقا ولا غيظا بل ربما هي لوعة البعد وغصة الفقد لمن ظل “شوق الشهادة على باله” ورجا الله “في طاعتك نفسي أفنيها” فبذل روحه في نصرته والانتصار للحق، وارتقى شهيدا إلى ربه، حيث أمل أن ” ألقى النبي والاقيها”..
استجاب الله عز وجل لتسابيحه الغاسلة للروح بماء الابتهال، وموشحاته الشاحذة للعزم بخطاب الامتثال، وأناشيده التي لم تكن يوما مهنة تؤدى لجني المال أو كلاما يقال، فثبته الله كما لج في السؤال “على الهدي” و”زكى نفسه وعمده في طاعته”.
ترجل فارسا صاحب النفس السوية والروح الزكية والطلة البهية والحنجرة الشجية وأنفاسها الرخيمة، ورحل المجاهد بصوته وفكره وبدنه وبندقه المنشد لطف القحوم إلى حيث ظل يردد “مشتاق شوقي وأشواقي لجنة الخلد أويها”.
مثل هذا الفارس الهمام وصاحب الصوت الباعث على الإلهام والحافز للإقدام، لا يموت وإن ووري جسده الثرى، يبقى حيا في دنيا بحسن ما فعل، وعند ربه في الأخرة بصدق ما بذل .. تقبله الله شهيدا وأسكنه رياض جناته مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
______________
* مقطع من نشيد جسده الشهيد قولا وعملا وحققه الله طلبا ونوالا :
يا الله بأدعيك يا والي
تغفر ذنوبي وتمحيها
شوق الشهادة على بالي
ألقى النبي والاقيها
ومشتاق شوقي وأشواقي
لجنة الخلد أويهـــا “.
الشهيد بإذن الله/
لطف القحوم