دمشق تنتقد تصريحات دي ميستورا حول المناطق المحاصرة

دمشق /أ. ف. ب.

ردت دمشق على تصريح لموفد الأمم المتحدة إلى سوريا، مؤكدة أنه لا يسمح له “اختبار جدية سوريا”، بل هي من عليها اختبار “صدقيته”، وذلك في وقت تتحضر أمس قافلة من مائة شاحنة لدخول مناطق محاصرة في البلاد.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين ان “الحكومة السورية لا تسمح لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا ولا لأي كان أن يتحدث عن اختبار جدية سوريا في أي موضوع كان”.
وكان دي ميستورا صرح اثر لقاء جمعه بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق ان “من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية إلى كل السوريين، أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية”، مضيفا “غدًا سوف نختبر ذلك، وسوف نكون قادرين على التحدث أكثر حول هذا الموضوع”.
وقال المسؤول في الخارجية السورية بدوره : “الحقيقة أن الحكومة السورية هي التي باتت بحاجة إلى اختبار صدقية المبعوث الأممي الذي دأب منذ بداية عمله على الكلام في وسائل الإعلام، بما يناقض تماما ما جرى في الاجتماعات المشتركة مع الحكومة السورية”.
وأكد: أن “إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة من قبل “الإرهابيين” هو التزام الحكومة المستمر منذ سنوات تجاه شعبها، ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد باجتماعات جنيف أو ميونيخ أو فيينا أو بأي جهة كانت”.
وتابع المسؤول: “لسنا بانتظار أحد أن يذكرنا بواجباتنا تجاه شعبنا. وأما ما صرح ويصرح به دي ميستورا حول اختبار جدية الدولة السورية فلا علاقة له بالدقة أو الموضوعية ولا يمكن وضعه إلا في سياق إرضاء جهات أخرى”. وأعلنت الأمم المتحدة أمس أن الحكومة السورية وافقت على دخول مساعدات إلى سبع مناطق محاصرة يفترض أن تصل قريبا.
وقال مهند الاسدي عضو الفريق الإعلامي في الهلال الأحمر السوري لوكالة الصحافة الفرنسية :”سوف تنطلق اليوم وبالتزامن مئة شاحنة تحمل أغذية عالية الطاقة وسلل غذائية وطحين وأدوية متنوعة”، مشيرا إلى أنها “ستتوزع 20 شاحنة على كفريا والفوعة، وحوالى 35 على مضايا والزبداني، ونحو 40 إلى معضمية الشام”.
وبحسب الأمم المتحدة فأن المناطق المعنية هي “دير الزور والفوعة وكفريا في (محافظة) ادلب ومضايا والزبداني وكفر بطنا ومعضمية الشام”. وأوضح الاسدي أن تلك المساعدات “يقدمها الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة”، مشيرا إلى انه “سيتم إرسال عيادة طبية متنقلة إلى مضايا، وفريق طبي إلى كفريا والفوعة”.
ويحاصر الجيش السوري الزبداني ومضايا ومعضمية الشام في ريف دمشق، فيما تحاصر الفصائل الاسلامية بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد. أما مدينة دير الزور (شرق) فخاضعة لحصار تنظيم داعش.
واتفقت الدول الكبرى، وبينها واشنطن وموسكو وإيران والسعودية، الجمعة في ميونيخ على “وقف للإعمال العدائية” خلال أسبوع في سوريا، والإسراع في تقديم المساعدة إلى المدنيين المحاصرين.
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري إلى سلاح حرب رئيس تستخدمه الأطراف المتنازعة، إذ يعيش حاليا وفق الأمم المتحدة 486700 شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري أو الفصائل المقاتلة أو تنظيم داعش ، ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق “يصعب الوصول” إليها 4,6 ملايين.

قد يعجبك ايضا