كوكبان التاريخية … تحكي فصلا جديدا لجرائم العدوان بحق الحضارة الإنسانية

ليست المرة الأولى التي يستهدفها العدوان

 

تقرير / عبدالباسط النوعة
مدينة شامخة منذ مئات السنين ، محصنة تعانق السحاب ، تمثل قيمة حضارية استثنائية وتاريخية لليمن ، مدينة كوكبان التاريخية التابعة إداريا لمحافظة المحويت القريبة جدا من العاصمة صنعاء تنتصب شامخة على سفح إحدى الجبال المحصنة ولهذا ظلت عصية على أي عدوان لا يمكن الولوج إليها إلا عبر بوابة واحدة أسوارها عاتية وجدرانها منيعة ، اتخذها الأمام المطهر شرف الدين عاصمة وحصنا منيعا له اثناء تصديه للأتراك ، واليها ينسب الاقيال من بني زرعة …
هذه المدينة التاريخية العريقة ،تعرضت في الساعات الأولى من صباح الاحد الماضي إلى جريمة بشعة نفذتها طائرات العدوان السعودي مخلفة دمارا هائلا وطمسا لتاريخ عريق كان ينبعث شذاه من هذه المدينة .

استهدفت الغارات بشكل أساسي أهم معالم المدينة وأكثرها قيمة وثراء وهي بوابة وقلعة المدينة( قشلة كوكبان) والمنازل التاريخية المجاورة لها ، حيث يشير مدير عام فرع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية نبيل مقدام ان الدمار الذي خلفته غارات العدوان على هذه المدينة كبير جدا واستهدف البوابة الوحيدة للمدينة والقلعة اللتين تدمرتا تماما وكانتا تمتلكان عناصر معمارية بالغة القيمة كما دمرت الغارات 30 منزلا تاريخيا بصورة كلية وتضرر ما يزيد عن 60 منزلا تاريخيا أخرى بعضها بحاجة إلى سرعة إنقاذ وإلا ستنهار تماما خلال الفترة المقبلة ، كما أدت هذه الغارات العدوانية إلى نزوح المواطنين من المدينة التاريخية.
وقال :ان هذه الغارات ليست الأولى التي تقوم بها طائرات العدوان ضد هذه المدينة العريقة حيث سبقها استهدافين قبل شهر ضرب نادي كوكبان ودمر بالكامل وهو خارج سور المدينة وتضررت بعض المنازل كذلك في مدينة شبام وتم ضرب وتدمير مكتب المياه وتضرر المجمع الحكومي..
تنديد واسع
هذا وكانت هيئتي الحفاظ على المدن التاريخية وهيئة الآثار والمتاحف قد أدانتا هذا العدوان الغاشم بحق كوكبان ، مطالبتان المجتمع الدولي بوقف دول العدوان عن استهداف مواقع التراث اليمني الذي تمعن طائرات العدوان استهداف مواقعه ومعالمه منذ بداية العدوان متجاهلة كافة الدعوات والنداءات التي أطلقتها المنظمات الدولية والهيئات المختصة بوقف استهداف هذه المواقع والمعالم .
طمس الهوية اليمنية
وقالت وكيلة الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية أمة الرزاق جحاف :ان استمرار العدوان السعودي الأمريكي في استهداف المدن التاريخية ومعالم الحضارة اليمنية يمثل خير دليل على مدى الحقد الذي تكنه دول العدوان لليمن شعبا وحضارة.
وقال : هم يسعون جاهدين من أجل طمس الهوية الحضارية لهذا البلد وهذه الهوية هي تستند بالأساس إلى إرث حضاري وتاريخي عظيم وهاهم يسعون ومنذ بداية عدوانهم الى تدمير هذا الإرث .
وأوضحت أن استهداف كوكبان أدى إلى إحداث الكثير من الأضرار أهمها تدمير القلعة والبوابة ناهيك عن عشرات المنازل التاريخية وهي جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى تضاف إلى سلسلة الجرائم الحضارية التي تقوم بها طائرات العدوان بحق تراث اليمن ولازلنا نتألم من العدوان على صنعاء القديمة والأضرار التي لحقت بمارب القديمة وزبيد من قبل هذا العدوان الغاشم فضلا عن الأضرار التي لحقت بشبام حضرموت جراء التفجير الإرهابي للقاعدة الممولة من مملكة آل سعود .
ودعت كل المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث وعلى رأسها اليونسكو إلى أن يكون لها موقف أكثر صرامة ضد دول العدوان وعدم الاكتفاء فقط بالتنديدات والنداءات لأن العدوان مستمر دون توقف في تدمير التراث الإنساني اليمني ولابد من إجراءات حازمة لإيقافه تتعدى الخطابات والنداءات .
منهجية الاستمرار
من جهته عبر مدير عام حماية المواقع الأثرية عبدالكريم البركاني عن إدانته الشديدة لقصف طائرات العدوان السعودي لقلعة وبوابة كوكبان ( قشلة كوكبان) وتدميرهما بصورة غاشمة تنم عن منهجية متعمدة لاستهداف التراث اليمني .
وقال :ان هذا القصف أدى إلى تدمير القلعة والبوابة التاريخية الوحيدة لمدينة كوكبان التاريخية بالإضافة إلى السور فضلا عن تدمير وتضرر عدد من المباني التاريخية التي يسكنها المواطنون.
وأشار إلى أن القلعة يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام وقامت هيئة الآثار بترميمها قبل عشر سنوات باعتبارها واحدة من أهم واعرق القلاع اليمنية .
ولفت البركاني إلى أن استمرار قصف طائرات العدوان لمواقع التراث الثقافي اليمني والتي طال الكثير من المواقع والمعالم في كثير من المناطق والمحافظات اليمنية يمثل جريمة حضارية واستهدافاً لتراث إنساني بالغ الثراء ، وعدواناً لا يمكن تبريره مطلقا .

قد يعجبك ايضا