اليمن مقبرة الأحلام المشبوهة
أحمد يحيى الديلمي
ينسب إلى حاخام يهودي ودكتور شهير من أصل فرنسي قوله ( أن الحرب العسكرية والمواجهة المباشرة لا يمكن أن تؤثر في الإسلام وتضعف ارتباط المسلمين بدينهم إنما دعوا الأغصان تقتلع الشجرة من جذورها ) .
حرصت على إيراد المضمون دون التقيد بالنص المهم ، أن جوهر الفكرة موجود تترجمه الوقائع على الأرض بدءاً بالنشوء المتزامن للنظام السعودي ودولة الكيان الصهيوني ..
مثل الأول بفكره الوهابي المنحرف والمتطرف نبته شيطانية في جسد الأمة الإسلامية أمعن في تشويه منهج العقيدة وتدمير المقدسات واستنزاف المقدرات وتبديد الثروات باسم الأمة ومن داخلها . بينما مثل الكيان الصهيوني بعبعاً خطيراً أوكلت إليه مهمة تقويض أمن واستقرار المنطقة .
أما الخطوة الثانية فقد تمثلت في تشجيع قيام جماعات إسلامية يتسم أداؤها بالتطرف والغلو واعتماد سياسة تفسيق وتكفير المسلمين الآخرين غير ا لمنتمين إلى نفس الجماعات بدءاً بقيام حركة الإخوان المسلمين مروراً بالجهاد والتكفير والهجرة وانتهاءً بالقاعدة ، وداعش وأنصار الشريعة وهي في الأغلب جماعات تناسلت عن المرجعية الأولى حركة الإخوان المسلمين .
لن أسترسل في هذا الجانب فهناك دراسات عديدة تطرقت إلى الأمر ذاته بالتفصيل إنما أوردت المقدمة للتدليل على أمرين :
الأول : علاقة أمريكا والغرب ورعايتهما المادية والمعنوية لقيام جماعات التطرف والغلو واحتراف القتل الجماعي للمسلمين في المقام الأول وغير المسلمين في المقام الثاني ومدى استفادة أمريكا والغرب منها .
الثاني : إزالة الغشاوة من عيون البعض عن العلاقة الخفية المتأصلة بين آل سعود والصهاينة .
* أموات بلا هوية
في كل الأحوال أمريكا والغرب يرون أن حتمية التغيير في المنطقة باتت في حكم الإنجاز المؤكد والمستفيد الأبرز منه هي دولة الكيان الصهيوني لذلك لا يدخرون جهداً لمواجهة أي تحديات تحول دون اكتمال خطط التغيير وإن تطلب الأمر إبادة شعوب وتدمير مقدراتها أو تقديم الدعم الخفي والمعلن لجماعات الإسلام المتوحش لتكمل تقويض الأمن والاستقرار في دول الممانعة .
من هنا تبرز أهمية الملاحم الأسطورية لأبناء اليمن وفي المقدمة الجيش واللجان الشعبية وهم أكثر يقيناً بسلامة الخيارات المطروحة أمامهم . يواجهون بمفردهم فلول الشياطين والمرتزقة يدمرون عيون العواصف ببأس وصلابة ، مع ضعف القدرات وقلة الإمكانيات يتصدون لترسانة الأسلحة المدمرة ويسقطون المعتدين في هوة الفشل السحيق توجه لقوى العدوان ضربات قوية مرغت أنوفهم في التراب وجعلتهم يلجأون إلى حرب الإبادة الهستيرية . أو تحريك الماكينة الإعلامية .. هذه الوسائل المأجورة تتعامل بخسة ووقاحة وغباء تتحدث عن انتصارات وهمية سرعان ما ينكشف أمرها ويدحضها واقع الحال.
في هذا الصدد أتحدى الناطق الرسمي أو أي مسؤول سعودي الإفصاح عن أعداد القتلى والجرحى السعوديين وأتمنى على الحكومة التي تدعي أنها شرعية التوقف عن إهدار آدمية اليمنيين من المرتزقة والعملاء ممن باعوا إنسانيتهم بثمن بخس ومال مدنس يدفعهم العدوان إلى محارق الموت من سقط منهم يُترك في الصحراء تلتهمه الكلاب والحيوانات المفترسة أو تغطي جسمه الكثبان الرملية يموتون غرباء بلا بواكي كلما يتفضل به عليهم العدو الدفن في مقابر جماعية والحكومة المزعومة لا تحرك ساكناً دون المطالبة بالتعويض فأي حكومة هذه!!؟
سؤال محير سيظل يبحث عن إجابة طالما ظل العدوان وتشبث المرتزقة بدعاويهم الكاذبة .