سلام على كل الشهداء
عبدالوهاب محمد شمهان
اليمن في حالة استنفار واستعداد وتعبئة عامة مستمرة وهو ينهي الشهر العاشر في الدفاع عن الأرض والعرض والوجود وصد عدوان التحالف الذي شكل دون إشهار لأعضائه الكبار المتربعين في مواقعهم الدولية باعتبارهم مراكز القوة العسكرية العالمية وهم أمريكا ممثلة بالإدارة الأمريكية وبريطانيا ممثلة برئيس وزرائها ووزير خارجيتها وفرنسا برئيس الجمهورية إضافة إلى أكبر قوة خفية وهي الصهيونية العالمية المتواجدة على مستوى العالم وفي قلب الأمم المتحدة ، وهي القوة الرئيسة الخفية التي تسير وتحكم هذا العالم عبر اللوبيات وعبر السيطرة على الأموال والثروات والحكومات فلا يمكن لدولة رأسمالية أن تخرج عن مسار هذه القوة الخفية والحامية لإسرائيل بما في ذلك إمارات وممالك التحالف العربي الغربي ، وما شذاذ الأفاق إلا جند من جنودها، إنها النظام العالمي الجديد الذي من خلاله وضعت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكل دول أوروبا تحت سيطرة شبه استعمارية لا هروب منها فجميع تلك الدول إضافة إلى دول التحالف المهتمة بضرب اليمن تخضع لحقبة حكم صهيوني لم يسبق أن ظهرت هيمنته بهذه الصورة التي تعد أشد المراحل التي تواجه العالم بطغيانها وجبروتها وهي من وضعت الجمهورية اليمنية كعدو رئيس يهدد مصالحها، فما كان على الأمراء والملوك وأصحاب الفخامة إلا القيام بإعداد العدة تلبية للراعي ولمواكبة حركته الدبلوماسية العدوانية المهيأة للعدوان، وموازية للخنوع والاستسلام الذي لم يسبق لرئيس يمني وحكومة يمنية عبر التاريخ أن كانوا الأدوات القاتلة والمدمرة للنسيج الاجتماعي ولهيكلة الجيش وتشتيت قواته وقوات الأمن تسهيلا لتسريع احتلال اليمن وإعلانها دولة منزوعة السلاح بلا جيش ولا أمن، يحكمها الاستعمار والمليشيات، وما يؤكد هذا النمط ما يحدث في بلدان عربية أخرى, إضافة إلى تصرفات هادي وحكومته المتلاحقة التي بدأت بإشعال الحرب الداخلية وتقديم الاستقالة فالهروب إلى عدن ثم الفرار إلى الرياض وقد وضع اليمن بطلب منه تحت البند السابع كمرحلة من الإعداد المبكر للضربة الجوية الخاطفة والمفاجئة لاحتلال اليمن وتقسيمه. ومما سبق نجد تصرفات وسلوكيات مشينة يصعب تصديقها، ولا تصنف إلا من أعمال الخيانة والرجس الذي غلب تدبير الشياطين، ليحضر قول المرحوم القاضي عبد الرحمن الإرياني، ( الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة) ونعكسها لنقول (الانتماء للصهيونية يبدأ بالأطماع وينتهي بالعمالة والخيانة) وهو ما وقع في فخها من كان يرجي ثباتهم الوطني لكن الأطماع تزرع العمالة فلا تجد مخرجا إلا الفرار، وهاهم فريسة وقعت في شباك الصهيونية الموغلة في الحقد والعدوان على أصل العرب والسامية، وها هو بلدهم يتحمل سوء أعمالهم وأطماعهم، بلدهم يدمر وأمتهم اليمنية العربية يسفك دمها، وبلا خجل أو ندم يعلنون الولاء والطاعة ويباركون العدوان ويحددون موعد الانتصار وبوجوه سوداء بخيبتهم يمثلون اليمن المسالم الذي لا يمتلك نسبة 1% من القوة العسكرية التي يمتلكها تحالف العدوان من مسح بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان، والديمقراطية الإسفلت، وداسها بنعاله ودفع الثمن من أموال شعبه، وهم من خلفه جماعة بلا هوية ولا وطن ولا انتماء، نزعت من أرواحهم وصاروا بلا عنوان، شيء مؤسف أن تجد من كانوا في قمة الدولة والمجد يتصنعون المواقف ويحدثون إخوانهم وأبناء وطنهم بما يفرض عليهم، ولا يجدون من ذلك مخرجاً، فاليوم فعلاً أرواحهم في خطر إن أخلوا أو انحرفوا عن المخطط المرسوم وجميعهم فقد الشجاعة وتمسك باللاشرعية، لكن مشيئة الله انتصرت للمظلومين في بلد الحكمة والإيمان، وإعانة أهل اليمن على مواجهة هذا البغي المدعوم بجيوش من القتلة المأجورين الملقطين من كافة الألوان والأجناس، تحت رعاية أمريكية بريطانية وتمويل واحتضان إماراتي، والإمارات بلد أحببناه من محبتنا للشيخ زايد رحمة الله عليه، كان يرى في اليمن ملاذه وعشيرته وأهله، ولم يكن يعلم حال هؤلاء الأمراء الحكام من بعده الذين حق عليهم قول أشرف خلق الله نبي الله ورسوله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي وصفهم (بالحفاة العراة) أو كما جاء في الحديث وهم الذين يتطاولون في عصرنا هذا بالبنيان ويتطاولون على أهل النجدة والحكمة والإيمان اليوم.
ومع جند الله أصبح السلاح الخارج عن الخدمة العسكرية بفضل من الله ثم بجهود النخب الفنية العسكرية هو القوة الأقدر على إنزال الهزيمة تلو الهزيمة بتلك الجيوش الجرارة، والمؤسف والمحزن والمخزي للعرب وللمسلمين أن ضمن تلك الجيوش تصطف جيوش عربية تحت قيادة وزعامة واجهة الصهيونية العالمية أمريكا وأذيالها وتحت صمت الشعوب العربية .
يبدأ العدوان وتوجه الضربة الجوية الأولى بنفس سيناريو الهجوم على جمهورية مصر العربية في العام 1967م، والفارق أن الخيانة اليمنية تبدأ في رأس هرم الدولة وهو الغمة السوداء الأكثر خطورة والأكثر عمالة والأكثر انتماءا للصهيونية من الصهاينة ذاتهم، وبذلك نفذ مخطط المؤامرة بعد التمكن من تشتيت فرق الجيش ونقل العتاد العسكري إلى المليشيات المجهزة لتنفيذ السيطرة على الأرض، لكن المفاجأة التي أذهلت الصهاينة سرعة حركة الجيش واللجان الشعبية وظهور المدد وانتشاره على مستوى الأرض اليمنية وتمكنه من منازلة تلك المليشيات ووقفها ودحرها من كافة المناطق اليمنية بما في ذلك عدن، مما اضطر الأمريكان والبريطانيين لإبراز مشاركتهم الفعلية ميدانيا ببعض من ملامح التدخل الاستعماري القاتل بكل صنوف القوة البحرية والإنزال العسكري وإمداد المليشيات أو ما يسمونها بالمجموعات الإرهابية بكافة المعدات والآليات والمدرعات والدبابات، ويدعون محاربة الإرهاب وهم صانعوه، مستخدمين بث الرعب في قلوب المواطنين والخصوم بعمليات وحشية أمريكية المنشأ خليجية التحفيز يمنية الإشراف إرهابية التنفيذ، وهو ما زاد القلوب قوة وعزيمة على المواجهة والدفاع وإعلان التعبئة العامة للصمود والردع والبدء بالخيارات الاستراتيجية والتقاء القيادات الوطنية وتوحدها ضد العدوان الذي وقع في شر أعماله وغاص في الوحل ولم يجد منه مخرجا، هذا هو العدوان الصهيوني العالمي العربي الذي يدخل الشهر الحادي عشر وقد ارتكب أبشع الجرائم العسكرية بدافع الإبادة لليمنيين ، وترهيب الإنسان العربي الرافض للهيمنة والاستكبار والذي استكان واستسلم تحت ويلات الطغاة.
وهنا في بلد الأنصار، أرض السلام ، واصل جند الله وأنصار الحبيب المصطفى، يتم ردع العدوان وخلاياه النائمة في الجبهات الداخلية والزحف لردع جحافل البغي القادم من الحدود وعلى طول الشاطئ البحري دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة، هؤلاء الجند الذين قدموا ويقدمون أرواحهم ودماءهم رخيصة في سبيل الله دافعهم الإيمان والعقيدة لا يبتغون من متاع الدنيا شيئاً ولو وضعت الدنيا بزخرفها أمامهم ما أخذوا منها ذرة ولا جزءاً من الذرة فغايتهم النصر أو الشهادة، إنها التربية الإيمانية والوفاء بالعهد، ومن هنا كان النصر والصمود وحسن القيادة، وكان الخذلان والهزيمة لتحالف الشيطان، فهنيئاً لهم القبول والرضا من الله وهنيئاً لهم تميزهم بالنخوة والشهامة والرجولة والروح الجهادية والشجاعة النادرة، وهنيئا لمن نال الشهادة بعلو وشرف وإيمان ونزاهة وغاية نبيلة ، وهنيئا للجرحى أوسمتهم وسلامة أرواحهم وصبرهم وشدة تشوقهم لأرض المعركة، تشوقهم للبندقية والرشاش والاقتحام، وسلام على أرواح كل الشهداء وهم الأحياء عند ربهم يرزقون ، وإن وعد الله حق فسلام على كل الشهداء والدعوة بالرحمة والمغفرة والخلود لهم في جنة النعيم بإذن رب العالمين؛ وتحية لكل مواطن حر شريف، ولكل مخلص نزيه صادق وأمين ولكل طبيب متواضع أحب الله فأحبه الناس يؤدي واجبه بسلاسة وهدوء بال ومسؤولية والابتسامة لا تفارقه، فهو في موضع الشرف والمجد وخدمة الوطن، إنه ملاك يمشي على الأرض، وتحية لكل جندي ورجل أمن وكل أفراد اللجان الشعبية ورجال القبائل الأشداء والدعاء لهم بالعودة بالسلامة والنصر المبين، وتحية للشعب الصابر الصامد المجاهد ونكررها ألف سلام لكل من حمل السلاح دفاعا عن الدين والوطن ، وتحيا الجمهورية اليمنية .