العدوان على اليمن أجندات مختلفة والشعب الغائب الوحيد فيها
قالت السعودية إنها شنت الحرب على اليمن للحفاظ على حدودها الجنوبية فيما تقول دول الخليج التي دخلت معها في الحرب إنها تحارب المد الفارسي في اليمن ومحاربة الروافض كما تقول، وإسرائيل قالت إنها تدعم هذه الحرب على اليمن للحفاظ على مصالحها في باب المندب، وأمريكا تساهم بشكل مباشر فيها للحفاظ على مصالح إسرائيل ومصالحها في سوق الأسلحة العالمية بينما بريطانيا تستفيد من أموال الخليج لذلك فقد شاركت بطرق مباشرة وغير مباشرة، ودول مثل السودان ومصر والأردن والمغرب قالت إنها تشارك في هذه الحرب للحفاظ على أمن السعودية والخليج المهدد وهي في الحقيقة تبتز هذه الدول الغنية وتملأ خزائنها بالأموال وهكذا فهذه الدول لها أجنداتها الخاصة التي جعلتها شريكاً في هذه الحرب التي تشن على الشعب اليمني.
ولو عدنا إلى الأطراف الداخلية التي تشارك في هذه الحرب على اليمن فسنبدأ من حزب الإصلاح الذي يشارك مع السعودية في هذه الحرب بحجة القضاء على الحوثيين الذين اخرجوه من الحلبة، فيما الحزب الاشتراكي دخل الحرب ثأراً من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي سيطر على كل شيء وكان سبباً رئيسياً في إضعاف الحزب وتفكيكه، أما الناصري فقد دخل الحرب مع السعودية تابعاً ليقول للناس أنه موجود، وتنظيم القاعدة وداعش فإنهما دخلا الحرب لإدخال البلاد في فوضى من أجل أن تسهل عليهما السيطرة على مناطق أكثر وإعلان إماراته الإسلامية في المناطق التي يمكن أن تكون فيها الظروف مهيأة مثل المكلا وشبوة وأبين ولحج وبعض المدن الصغيرة التي خرجت من السلطة بسبب هذه الحرب.
من يتابع هذه الأجندات التي يحملها كل طرف من الأطراف التي تشارك مشاركة مباشرة أو غير مباشرة في هذه الحرب سيجد بالتأكيد أن الغائب الأبرز والأهم من أجنداتهم جميعاً هو الشعب اليمني الذي يقولون زوراً وبهتاناً أن هذه الحرب من أجل مصلحته، فالسعودية قالت في أول يوم لهذه الحرب إنها جاءت لمصلحة الشعب اليمني وعودة حكومته الشرعية وإعادة الأمل له كما زعمت ودول الخليج والدول العربية الأخرى قالت نفس الشيء بينما أمريكا تقول إن مصلحة الشعب اليمني وإعادة الديمقراطية إليه هي الأهم. وفي ما يتعلق بالأطراف الداخلية فقد أعلن حزب الإصلاح وبقية الأحزاب أنهم دعم السعودية وأمريكا وكل الدول التي تشارك في الحرب لتحقيق مصلحة الشعب اليمني، وهكذا فكل هذه الدول والأطراف الداخلية التي تقتل الشعب اليمني وتدمر كل مقدراته عنوانها الرئيسي أمام الناس “مصلحة الشعب اليمني الفضلى” بينما كل منهم يخفي وراء هذا العنوان أجندته الخاصة التي تختلف تماماً عن الهدف الحقيقي لهذه المشاركة الوحيدة هي إسرائيل التي تقول بالفم المليان إنها تحارب في اليمن وتدعم هذه الحرب بعنوان واضح وصريح من أجل مصلحتها في باب المندب بمعنى أنها لا تريد جهة تسيطر عليه لا تخضع لها ولإرادتها وبالتالي فهي ربما تكون الوحيدة التي تقول الحقيقة وأنتم تكذبون لأنها لايهمها الشعب اليمني ولا غيره من الشعوب فكل ما تريده هو تحقيق أهدافها ومصالحها وبأي ثمن.
بالتأكيد أنكم جميعاً تقتلون الشعب اليمني بحجة تحقيق مصلحته وتدمرون مقدرات الشعب اليمني بحجة الحفاظ على تلك المقدرات وتحاصرون الشعب اليمني وتمنعون عنه الغذاء والدواء وكل مستلزمات حياته بحجة الحفاظ على حياته فهل يمكن أن يكون قتل الإنسان وتدمير ممتلكاته وحصاره وتجويعه من أجل الحفاظ على حياته ومصلحته؟ وهل تريدون أن نصدق أنكم تقتلوننا من أجلنا وتدمرونا من أجلنا وتحاصرونا من أجلنا؟ إذا فالأمر الذي يجب أن يعقله الجميع ويعيه هو أن كل منكم له أجندته ومصلحته الخاصة في هذا العدوان الذي يشن على اليمن منذ أكثر من عشرة أشهر وآخر من تفكرون فيه هو الشعب اليمني المظلوم الذي يتعرض لأبشع أنواع القتل والتدمير بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة والمحرمة، وبالتالي فالشعب اليمني يقول لكم ارفعوا أيديكم عنه فهو لا يريد تدخلكم ولا يريدكم أن تحافظوا على مصالحه بالاعتداء عليه وقتله وحصاره وتجويعه.